توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن الرابحين والخاسرين من مؤتمر وارسو، في ظل الأهداف التي رفعت من أجل انعقاده، وماذا تحقق منها، وما لم يتحقق.
فقد
ذكر رون بن يشاي، الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الدول العربية
الشرق أوسطية التي شاركت في المؤتمر تخشى من إيران، وتسعى للحصول على مساعدات
اقتصادية وعسكرية من الولايات المتحدة، ولذلك وجدت نفسها في قلب المؤتمر".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21" أنه "حتى
لا تصاب القمة بفشل ذريع، فقد قرر كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
أن يضيفوا لجدول أعمال المؤتمر توفير تجنيد سياسي واقتصادي لصفقة القرن التي تم
إعدادها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بهدف تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط،
وإعطاء فرصة لجيراد كوشنير وجيسون غرينبلاث لتحسين جهودهما، وتحشيد الدعم من الدول
الخليجية والدول العربية المعتدلة لإنجاح هذه الخطة".
وأشار إلى أن "المركب الاقتصادي لصفقة القرن يتطلب دعما عربيا من دول الخليج لتمويلها،
وتعتمد تحسين وضع الفلسطينيين اقتصاديا واستراتيجيا في قطاع غزة والضفة الغربية،
مقابل موافقتهم على اتفاق سلام مع إسرائيل، وتطبيع العلاقات بين الدولة اليهودية
والعالم العربي".
وأكد
أن "التمثيل الرفيع للدول العربية في قمة وارسو يشير إلى فرص جيدة لإدارة ترامب
في تنفيذ مخططاتها لإقامة تحالف على غرار الناتو العربي والشرق أوسطي، تكون فيه الدول
العربية كاملة العضوية، ليس فقط الدول الخليجية، وإنما مصر والأردن والمغرب وتونس،
صحيح أن ذلك لم يتحقق في وارسو، لكنه في المستقبل قد يحصل فعلا".
وأوضح
أنه "وفقا لما تحدث به مراقبون حضروا قمة وارسو، فقد عبرت دول عربية عن رضاها
واستعدادها للشراكة مع إسرائيل، بحيث تكون ضمن حلف معاد لإيران، على أن تكون من
وراء الكواليس وتحت الطاولة؛ لأنه طالما لم تحل القضية الفلسطينية، فإن العرب ليسوا
مستعدين ليكونوا شركاء علنيين في أي مبادرة تكون إسرائيل جزءا منها، رغم
الامتيازات الكبيرة التي سيحصلون عليها في أي شراكة علنية لهم معها".
وأشار إلى أن "جلوس زعماء إسرائيليين مع نظرائهم العرب لم يحصل في قمة وارسو 2019 للمرة
الأولى بحضور بنيامين نتنياهو، فقد تكرر الأمر سابقا في مؤتمر مدريد عام 1991، حين
كان إسحق شامير رئيسا للحكومة الإسرائيلية، ولذلك يعدّ نتنياهو من أكثر الرابحين
من قمة وارسو، حين خرجت صوره جالسا بجانب مسؤولين عرب كبار على طاولة واحدة".
وختم
بالقول إن "تلك الصورة تشكل اختراقا جديا في المقاطعة السياسية والدبلوماسية
والنفسية لإسرائيل على الدول العربية، التي لا تتوانى في دعم القضية الفلسطينية،
وتعلن عدم تطبيع علاقاتها مع إسرائيل دون تحقيق حل نهائي للقضية الفلسطينية، لكن
ما حصل في وارسو قد يعدّ خطوة جديدة باتجاه اعتراف الدول الشرق أوسطية بإسرائيل؛ تمهيدا للتطبيع معها".
تسيفي
يحزكيلي، محلل الشؤون العربية في القناة 13 الإسرائيلية، قال في تقرير ترجمته "عربي21" إن "قمة وارسو منحت إسرائيل
خطوة كبيرة باتجاه العالم العربي، وخطوة صغيرة نحو إيران، بحيث بدا العالم العربي
يخرج من الخزانة أفكاره باتجاه تطبيع علاقاته مع إسرائيل".
وأضاف
أن "ذلك تبدى بصورة واضحة، سواء في تغطية القنوات التلفزيونية العربية لقمة
وارسو، أو في الحوارات التي جرت بين الجانبين الإسرائيلي والعربي وراء الكواليس".
اقرأ أيضا: قناة إسرائيلية: نتنياهو زار سرا 4 دول عربية غير مصر والأردن