نشر موقع "آف.بي.ري" الروسي تقريرا تحدث
فيه عن الحضارات القديمة العظيمة التي اختفت من على وجه الأرض بطرق غامضة، على
غرار حضارة كلوفيس وحضارة كاتال هويوك.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن الحضارة النبطية وُجدت منذ سنة 312 قبل الميلاد ويعزى
اختفاؤها إلى تعرضها لهجوم من طرف المقدونيين. والجدير بالذكر، أن هذه المملكة
القديمة كانت تقع على الأراضي السورية اليوم والمملكة العربية السعودية وفلسطين.
بالإضافة إلى ذلك، كانت الكتابة النبطية النموذج
الأول للنص العربي الحديث. كما تميزت الحضارة النبطية بازدهار تجارتها آنذاك، وساعدها نظام إمدادها بالمياه المتطور على العيش في المناخ الصحراوي القاحل.
وبين الموقع أن المعالم التاريخية المتبقية من هذه
الحضارة تشهد على العبقرية الهندسية المتميزة لشعب هذه الحضارة. وخلال سنة 106
ميلادي، ضم الإمبراطور تراجان مملكة الأنباط لتصبح مقاطعة إدارية تابعة
للإمبراطورية الرومانية. ومنذ ذلك الحين، انقطعت أخبار المملكة.
وأضاف الموقع أن المناطق الصحراوية الواقعة
في نيومكسيكو كانت في وقت سابق موطنا لحضارة كلوفيس، التي كانت من بين الحضارات
الأمريكية الرائدة. من هذا المنطلق، أدت الحفريات الأثرية التي أنجزت في المنطقة
إلى العثور على أجسام حادة وأسلحة وأدوات مصنوعة من العظام.
وبشكل عام، كانت جميع هذه الأجسام متطورة، وذلك
يعود إلى قدم هذه الحضارة ووجودها منذ ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد. علاوة على ذلك،
عُثِر على أدوات مماثلة في العديد من مناطق أمريكا الشمالية، مما يشير إلى أن
حضارة كلوفيس كانت تغطي العديد من المساحات.
في هذا الصدد، يعتقد العلماء أن هذه المجموعة
العرقية الكبيرة قد تفككت إلى مجموعات صغيرة، وتعدّ في الوقت الراهن سلف الحضارة
الأمريكية الأصيلة.
وذكر الموقع أن حضارة كاتال هويوك ظهرت في الألفية
السابعة قبل الميلاد على أراضي تركيا الحديثة، وكان شعبها يعيش داخل أكواخ من طين،
ويتخذ الحبوب كغذاء رئيسي له. باستثناء تميز هذه الحضارة بالتدين والفن المتطور،
لم يتمكن العلماء من معرفة المزيد عن هذه الحضارة وسبب اختفائها من على وجه الأرض.
وأفاد الموقع بأن جزيرة الفصح الحالية كانت موطن
شعب رابا نوي، الذي أقام التماثيل الحجرية الشهيرة عالميا في مواي. وتنتمي الجزيرة
إلى دولة التشيلي، وتقع على بعد 3500 كيلومتر من البر التشيلية. من هذا المنطلق،
يعتقد البعض أن استنزاف الموارد وتعطل النظام الإيكولوجي للجزيرة من بين الأسباب
المحتملة لاختفاء هذه الحضارة.
وأوضح الموقع أن الحضارة المينوية تكونت في جزيرة
كريت، وظهرت خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد. وعموما، تعرف هذه الحضارة
بتضحياتها الدموية وطقوسها الوثنية والمهرجانات الموسيقية. وفي الواقع، تسبب
الانفجار البركاني الواقع في جزيرة سانتوريني القريبة منها في موجات تسونامي في كريت، وهطول أمطار حجرية وغيرها من الكوارث. ومن جهته، ذكر "أب التاريخ"،
هيرودوت، أن الحضارة المينوية اختفت جراء معاناتها من الأوبئة.
على صعيد آخر، تعدّ أراضي رومانيا الحديثة
ومولدوفا وأوكرانيا الحديثة، موطن حضارة كيوكوتيني. وقد عاش شعب هذه الحضارة على
المنتجات الزراعية، وشيد منازل بنفسه، وتميز بإتقانه للعديد من الفنون على غرار
النحت والشعر. وإلى غاية الوقت الراهن، يعد حرق وتدمير هذا الشعب لمستوطناته كل 60
أو 80 سنة، وبناؤها من جديد، من الجوانب المثيرة للاهتمام التي تميزت بها حضارة
كيوكوتيني.
وأقر الموقع بأن شعوب بويبلو القديمة هي شعوب
أمريكية أصلية، تركت وراءها العديد من الحصون والتحف. ويعدّ بعض العلماء أن قسوة
المناخ في الجزء الجنوبي الغربي للقارة السبب المحتمل لاختفائها، بينما يرى البعض
الآخر أن هذه الشعوب قد انقسمت إلى مجموعات صغيرة وعاشت مع مجموعات عرقية أخرى.
إلى جانب ذلك، تعدّ حضارة نبتة بلايا، التي ظهرت
في جنوب مصر الحديثة بين الألفية السادسة والحادية عشرة قبل الميلاد، نموذجا للحياة
البدوية في ذلك الوقت، رغم مناخها القاسي والمتقلب. وتجدر الإشارة إلى أن هذه
الحضارة شيدت دائرة حجرية مماثلة لستونهنج، بهدف ممارسة بعض الطقوس.
وأضاف الموقع أن الإمبراطورية الخميرية قامت في
جنوب شرق آسيا على أراضي تايلاند الحديثة ولاوس وكمبوديا وفيتنام بين القرن التاسع
والخامس عشر، وتعدّ ثقافة هذه الإمبراطورية مزيجا من الهندوسية والبوذية. وبحسب
بعض العلماء، يعزى اختفاء هذه الإمبراطورية إلى نشوب حرب لا نهاية لها.
وفي الختام، نوه الموقع إلى أن حضارة الأولمك أول
حضارة كبرى في أمريكا الوسطى. والجدير بالذكر، أن هذه الحضارة تميزت بممارسات
دينية غريبة، تتعلق ببناء معابد ضخمة تشبه الأهرامات.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)