في المعايير الغربية، إسرائيل «واحة الديمقراطية» و»موئل الإنسانية» في الشرق الأوسط وسط «مستنقع عربي آسن»!!! إلا أن كثيرين، إسرائيليون وغير إسرائيليين، باتوا يلاحظون تحولا يجري في إسرائيل حيث يعيد اليمين واليمين المتطرف بشقيه الديني والقومي، صياغة هذه الدولة ويحولها إلى دولة عنصرية وأبارتايد، بل إلى دولة ذات نظام فاشي.
وبحسب رصد المحامي الدولي (هيليل نوير) الذي يرأس منظمة «UN Watch» الحقوقية غير الحكومية في
جنيف، فإن «إسرائيل بالمركز الأول في عدد الإدانات الدولية بالأمم المتحدة»، حيث
«أدينت 21 مرة من إجمالي 27 إدانة في الجمعية العامة بسبب انتهاكاتها لحقوق
الفلسطينيين خلال 2018».
لا يختلف اثنان على أن حكومة اليمين المتطرف بزعامة (بنيامين نتنياهو)
كان شغلها الشاغل التحريض وبث العداء والعنصرية، في ظل «كنيست» (برلمان إسرائيلي)
لا يقل عنصرية وتطرفًا عن الحكومة، من خلال سن حزمة من القوانين العنصرية وصلت
أوجها بسن «قانون القومية»، فضلا عن تعميق «ضم»/ احتلال الضفة الغربية، وتكثيف
بناء المستعمرات/ «المستوطنات».
وبحسب الإحصاءات المنشورة في الصحافة الإسرائيلية،
منذ عام 2015 شرعت حكومات (نتنياهو) 90 قانوناً عنصرياً يمس العرب بشكل مباشر، على
رأسها «قانون النكبة»، «قانون سحب المواطنة»، «قانون الرقابة على تمويل منظمات
المجتمع المدني».
ومن بين القوانين ذات الطابع الفاشي، صادقت «الكنيست» في يوم حلها
استعدادا للانتخابات المبكرة في 9 نيسان/ إبريل القادم، على قانون «لجان القبول»،
الذي «يوسع صلاحيات اللجان وعدد البلدات اليهودية والمستوطنات التي سيكون لديها
إمكانيات لمنع العرب من السكن بها». كذلك، قانون يسمح لوزير الداخلية بسحب حق
الإقامة في القدس من الفلسطينيين المشتبه «بعدم ولائهم» للدولة، وأيضا القانون،
شبه الشمولي، الذي يسمح لرئيس الوزراء ولوزير الدفاع بإعلان الحرب بمفردهما، دون
استشارة المكتب الأمني ناهيك عن الحكومة، وقانون إعدام المناضلين الفلسطينيين،
بدعوى محاربة الإرهاب.
وعلى نحو متمم، ولأن العقلية الفاشية لا تقتصر على الحكومة
و»الكنيست»، بل هي تشمل المجتمع بأسره والذي بات توجهه نحو اليمين واضحا، أظهر
استطلاع «مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية» لسنة 2018، الذي نشره «المعهد الإسرائيلي
للديمقراطية» مؤخرا، أن «أغلبية اليهود الذين يعرّفون أنفسهم كتقليديين أو متدينين
(أي نصف الأغلبية السكانية اليهودية) يعتقدون أنه يجب عدم إعطاء حق التصويت لمن
يرفض الإعلان أن إسرائيل هي دولة قومية للشعب اليهودي».
بعبارات مختلفة، بات
التغول اليميني الذي يسيطر على إسرائيل اليوم، يلامس حدود الفاشية، في ظل أشرس
حكومة يمينية يشهدها تاريخ الدولة الصهيونية. وفي هذا السياق، يقول (دمتري تشومسكي):
«يجب تغيير صورة إسرائيل من دولة عرقية قومية متطرفة وعنصرية إلى مجتمع مثالي
ومتساو وديمقراطي وليبرالي ومنفتح». ويضيف: «إسرائيل نتنياهو هي وبحق «نور
الأغيار» - هي نور للظلاميين والعنصريين والقوميين المتطرفين». وفي هذا
الاستخلاص.. قول فصل، يعفينا من أي استخلاصات إضافية.
عن صحيفة الرأي الأردنية