هكذا تحدث أكاديمي إسرائيلي عن الاستيطان والمستوطنين

أثار أكاديمي إسرائيلي بارز ضجة واسعة في الأوساط الصحفية والسياسية الإسرائيلية، بعد أن كتب منشورا على صفحته في فيسبوك، شن فيه هجوما على الاستيطان.

صحيفة معاريف توسعت في الحديث عن هذه الضجة، وأوردت ردود فعل نشطاء اليمين الإسرائيلي، في تقرير ترجمته "عربي21".

الحديث يدور عن البروفيسور في الكيمياء بالجامعة العبرية بالقدس المحتلة "عميرام غولديبلوم"، الذي "اتهم المستوطنين الإسرائيليين بأنهم إرهابيون، وأن المشروع الاستيطاني الإسرائيلي مشغل لصناعة الإرهاب، وأن العمليات الإرهابية الحقيقية بدأت قبل 51 عاما في العام 1967، حين بدأ مشروع الاستيطان، ما جعل كل بيت أقامته إسرائيل في المناطق الفلسطينية تهديدا على الوجود الفلسطيني".

يعدّ غولديبلوم من مؤسسي حركة السلام الآن، وعمل ناطقا باسمها لمدة عشرين عاما، ويعدّ ناقدا حادا للمشروع الاستيطاني، ويصنف على أنه من رواد اليسار الراديكالي.

وأضاف غولديبلوم أنه "بكلمات أخرى، فإن الإرهاب لا يقتصر فقط على إطلاق النار، أو استخدام السلاح، وإنما يمكن أن يتمثل بوجود عائلة يهودية تسكن في هذا البيت المقام على أرض فلسطينية، إذن نحن أمام عائلة إرهابية، والجنود الذين يرسلون لحماية هذه المستوطنات يعدّون مدافعين عن الإرهاب الاستيطاني".

وأوضح أن "إسرائيل تمارس إرهاب الدولة ضد الفلسطينيين، حتى أولئك الذين يقيمون بعيدا عن المستوطنات وما وراء الخط الأخضر مسؤولين عن ذلك، وكل من لا يحتج على إرهاب الدولة الإسرائيلية شريك له بطريقة أو بأخرى، في حين أن كل جهد من شأنه أن يوقف إرهاب الدولة وجيه ومقدر، لأن الفصل العنصري والقمع والإهانة الإثنية العرقية المتبعة في المناطق الفلسطينية يجب أن تتوقف، ومن أجل ضرب الاحتلال، يجب أن نعزز سياسة مقاطعته".

الكاتبة اليمينية سارة باك، زعمت قائلة إن "كتابات غولديبلوم تحريض خطير ضد اليهود، وتتسبب بإراقة دمائهم من قبل أعدائهم، لأنها تصنفهم إرهابيين، ومسموح المس بهم، واستهدافهم، كما أنه يعتبر الجنود الموجودين في الحواجز العسكرية في الضفة الغربية إرهابيين، يجب إطلاق النار عليهم، حتى الأجنة اليهود في بطون أمهاتهم باتوا وفق هذه التصريحات مستباحين بالاستهداف، لأن أهاليهم يقيمون في المستوطنات".

وأضافت في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن " غولديبلوم رجل عصابات، حتى لو حصل على أعلى الشهادات الأكاديمية، لأن الإرهابي هو ذلك الشخص الذي يحقق أهدافه من خلال تهديد أشخاص آخرين، وقتل معارضيه، واتباع طرق العنف المختلفة، فهل اليهود في هذه البلاد إرهابيون؟".

وأوضحت أن "غولديبلوم الذي يصف إسرائيل بدولة إرهابية، مصاب بالعمى السياسي؛ لأنه يهدد وجود إسرائيل، وباسم الأخلاق والشعارات التي يرفعها يبيح قتل اليهود؛ لأنه يعتبر أن المشروع الاستيطاني يضر بإسرائيل، بوصفه مشروعا غير أخلاقي".

غولديبلوم سبق له "أن خاض مواجهات عديدة مع بعض أقطاب اليمين الإسرائيلي، حين اتهمهم بالنازيين الجدد، واعتبر هدم منازل الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية جزءا من تطبيق نظام الأبارتهايد للفصل العنصري، واتهم آيليت شاكيد وزيرة القضاء بأن يديها ملطخة بالدماء، وأنها ورفاقها في اليمين خطفوا الدولة لحسابات حزبية، ووصف عناصر حركة "إم ترتسو" اليمينية بأنهم فتيان هتلر".

هذه الاتهامات "دفعت إسرائيليين لاتهامه بأنه أصيب بلوثة في دماغه؛ لأنه يعلن أن اليهود سكان دولة إسرائيل إرهابيون، ويهدر دماءهم، ويسمح باستهداف اليهود من أجل حماية الفلسطينيين؛ لأنه يعتبر هؤلاء اليهود خطرا على بقاء إسرائيل، وهو بذلك يمتلئ بالعمى والكراهية".