سياسة عربية

اختفاء آمال ماهر.. هل يحرك الرمال تحت أقدام آل شيخ؟

قانوني دولي كشف عن وجود "نوايا سيئة وراء اختفاء آمال ماهر"، مؤكدا أن تركي آل شيخ يستغل سلطاته في مصر

لا يزال لغز اختفاء المطربة المصرية آمال ماهر، وابتعادها عن الحياة العامة، يثير العديد من التساؤلات حول تورط طليقها المستشار في الديوان الملكي السعودي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بالسعودية، تركي آل الشيخ، في اختفائها بشكل مفاجئ منذ أكثر من شهر.

ولوح المحامي والقانوني الدولي، محمود رفعت، بإثارة القضية في دول أوروبية؛ للمطالبة بالكشف عن مصير الفنانة والمواطنة المصرية، وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد وجود علاقة بين آل شيخ واختفائها، وأنها مسألة وقت حتى تتكشف الحقائق.

 

وكانت آخر تدوينة لماهر في الثامن والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر الماضي، قالت فيها إنها تجهز لألبوم غنائي جديد قد يطرح على رأس العام الجديد.
 


 
وفي تدوينة أخرى قبلها بأيام، زعمت ماهر أنها بخير، وأنها مشتاقة إلى جمهورها، منتقدة في الوقت ذاته ما ذهب له البعض بشأن اختفائها، وسط شكوك بعض النشطاء فيما يُنشر على حسابها من تغريدات لطمأنة جمهورها عليها تتعارض مع تغريدات ومنشورات أخرى أكدت فيها عكس ذلك.



وتعود بوادر الأزمة إلى شهر آذار/ مارس الماضي، عندما تقدمت آمال ماهر ببلاغ في قسم شرطة المعادي ضد تركي آل الشيخ، بتهمة الاعتداء عليها بالضرب.

وقالت في بلاغها إن آل الشيخ "قام بضربها أمام منزلها في منطقة المعادي، وبحضور عدد من رجال الأمن المحيطين بمنزلها، الذين شهدوا على الواقعة أيضا".
 
تحريك القضية دوليا

لكن القانوني الدولي محمود رفعت كشف لـ"عربي21" عن وجود "نوايا سيئة وراء اختفاء آمال ماهر"، مؤكدا أن تركي آل شيخ "يستغل سلطاته في مصر من أجل التكتم على مصيرها، وأنه يمارس ضغوطا شديدة عليها وعلى أسرتها من أجل عدم الحديث".

وأضاف أن "ماهر فتاة مصرية من أسرة بسيطة مثل باقي الأسر المصرية، وأنها لا تملك إلا موهبتها أمام سطوة آل شيخ، وأنه يجب كشف ملابسات هذا الغموض في بلدها من قبل شخص غير مصري، ويفرض على قضيتها تعتيما إعلاميا ورسميا".

ولوح بأنه سيثير القضية في المحافل الدولية في حال ظل لغز اختفاء ماهر مستمرا، قائلا: "على الرغم من عدم وجود شكوى رسمية منها أو من أسرتها حول مصيرها أو ظروفها الصحية أو النفسية جراء الخلاف الكبير مع تركي آل شيخ، إلا أن هذا لن يمنع من التدخل وإثارة القضية حقوقيا وقضائيا أمام البرلمان الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان، وكشف طبيعة دور آل شيخ في الأزمة".

واستغرب رفعت من "صمت السلطات المصرية ونقابة المهن الموسيقية والإعلام المصري عن متابعة قضية مواطنة مصرية تتعرض لظروف غامضة، دون الكشف عن حقيقة ما يجري بحقها بوصفها مواطنة قبل أن تكون شخصية عامة".
 
لا تعليق

وبتواصل مراسل "عربي21" مع نقابة المهن الموسيقية؛ لمعرفة ملابسات اختفاء آمال ماهر، أو وجود معلومات حول نشاطها الفني، رفضت النقابة التعليق، وأكدت أنه لا يوجد لديها ما تقوله في هذا الصدد، خاصة أن ماهر ليست عضوة في النقابة.

وكان آخر منشور لها في صفحتها على وسيلة التواصل الاجتماعي فيسبوك، الذي يتابعه أكثر من 11 مليون شخص، في منتصف تشرين أول/ أكتوبر الماضي، بنشر صورة لها، دون ذكر مزيد من التفاصيل حول أزمتها الأخيرة.

إلا أنها أشارت في منشور سابق إلى تعرضها إلى حرب هي وأهلها، منذ فترة طويلة، بعد إغلاق السلطات للاستديو الخاص بها، وصيدلية شقيقها، بالإضافة إلى تعرضها لتهديدات وشتائم وسباب على هاتفها وهواتفه عائلتها، متسائلة إلى متى سيظلون صامتين تجاه كل ما يتعرضون له.

حياة شخصية

من جهتها، استنكرت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله ما يثار حول اختفاء آمال ماهر، ومحاولة افتعال أو اختلاق قصص ربما تكون غير حقيقية، وأن تدخل الناس قد يزيد الطين بلة لو أن هناك مشكلة في الأساس.

وقالت لـ"عربي21": إن آخر تدوينة لها ذكرت أنها في أحسن حال، ولا داعي للقفز في شؤون حياتها الخاصة واقتحامها، ولو أنها تتعرض لأي مشاكل لتحدثت عنها أو تحدث بها أحد من أهلها أو المقربين منها، وهو ما لم يحدث حتى الآن".

وأضافت أنها "مثل أي إنسانة، لديها مشاكل أسرية، مثل العديد من الفنانين، كأنغام على سبيل المثال، إلا إذا كان هناك ما يستوجب التدخل، ولكن من خلال أهلها وليس من خلال العامة أو الجمهور"، مشيرة إلى أنه لو كان هناك ما يقلق "لتحدث أحد من أصدقائها أو أهلها".

واستبعدت خير الله أن تكون "هي وأهلها وأصدقاؤها ومعارفها جميعا تحت ضغط يمنعهم من الكلام عن وجود مشكلة كبيرة تتهددها أو تهدد حياتها، وإلا لانتشرت تسريبات من قبلهم بشكل أو بآخر، كما يحدث في العديد من القضايا، بما فيها قضايا القتل".