أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، عن التوصل لإتفاق بشأن جبل طارق، مؤكدا بالوقت ذاته، على أنه سيصوت لمصلحة بريكست.
وقال سانشيز في إعلان مباشر عبر التلفزيون: "أبلغت ملك إسبانيا بأنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن جبل طارق". وأضاف أن "إسبانيا رفعت اعتراضها وستصوت لمصلحة بريكست".
ورغم التوصل إلى مشروع اتفاق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مفاوضات بريكست، قد تؤدي معارضة إسبانيا للاتفاق على خلفية مسألة جبل طارق أو الانقسامات ضمن الحزب المحافظ البريطاني، إلى رفض النصّ وبالتالي إلى سيناريو خروج من دون اتفاق.
وما زال من الصعب التكهن بتداعيات مثل هذا السيناريو. لكن الحكومة البريطانية نشرت عشرات المذكرات التقنية لتحضير الشعب البريطاني لهذا الاحتمال الذي يخشاه الجميع، وفي الوقت ذاته، بدأ عدد كبير من الشركات البريطانية مثل "ماجيتسيك" للنبيذ، تخزين مواد ستحتاجها لتستمرّ في العمل بشكل عادي بعد 29 آذار/ مارس 2019.
رسوم الهاتف والمصارف
إحدى التداعيات الأولى التي سيشعر بها المستهلكون البريطانيون والأوروبيون تتعلق بخدمة التجوال، أي إمكانية استخدام شبكة الهاتف المحمول الأجنبية أثناء السفر، وستُفرض على هذه الخدمة المجانية حالياً للمستهلكين ضمن الاتحاد الأوروبي، رسوماً في حال غياب الاتفاق وذلك للمسافرين الذي يتجاوزون بحر المانش أو الحدود الإيرلندية.
اقرأ أيضا: إسبانيا تهدد بعرقلة قمة المجلس الأوروبي بسبب "جبل طارق"
وكذلك بالنسبة للدفع ببطاقات الائتمان التي يُتوقع أن تزيد تكلفته في حين ستصبح المعاملات المصرفية "أبطأ" بحسب لندن. لم يعد في إمكان الزبائن المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي الاستفادة من الخدمات المالية لمصارف الاستثمار التي تتخذ من بريطانيا مقرا، ولجأ الكثير من المصارف إلى فتح فروع لها في القارة الأوروبية لتجنّب حصول اضطرابات.
فوضى في المطارات
وقد يخلق الخروج من دون الاتفاق فوضى حقيقية في المطارات ليس فقط في المملكة المتحدة لكن في خارجها أيضا. وقد تخسر شركات الطيران البريطانية والأوروبية حق تشغيل الرحلات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ما قد يؤدي إلى شلّ الحركة الجوية.
و"تعتزم" لندن منح شركات الطيران أذونا كي تتمكن من مواصلة العمل بشكل طبيعي و"تنتظر" من دول الاتحاد الأوروبي أن تفعل الأمر ذاته لكنها تتوقع رغم كل شيء "اضطرابات في بعض الرحلات".
وقد تشهد خدمة قطار "يوروستار" أيضاً صعوبات لأن تراخيص الشركات المشغلة لسكك الحديد البريطانية في أوروبا لن تبقى صالحة.
المعاملات الورقية
وسيتعين على آلاف الشركات التي تستورد أو تصدر من وإلى المملكة المتحدة أن تتعلّم ملء تصاريح جمركية جديدة وأن تأخذ بالاعتبار أنها ستخضع لرسوم ضريبية جديدة. وأعلنت لندن نيتها العمل مع قطاع الصناعة "لتقليص التأخير والأعباء الإضافية على التجارة الشرعية".
كما أعلنت وضع نظام ملصقات تحدد مكان إنتاج مواد غذائية مثل الويسكي الاسكتلندي أو الجبن المصنّع في قرية ستيلتون. وتُستخدم حتى الآن ملصقات تشير إلى أن المنتج أوروبي.
وستتأثر علب السجائر أيضاً، إذ إنه يجب إدخال رسم جديد للتنبيه من مخاطر التدخين فحقوق الصور المستخدمة حالياً تمتلكها المفوضية الأوروبية.
الأدوية
ستخزن بريطانيا أدوية لمدة ستة أسابيع إضافية، بالإضافة إلى المخزونات الحالية التي تكفي لثلاثة أشهر لتجنب أي نقص في الامداد.
اقرأ أيضا: ماي تؤكد على سيادة بريطانيا على جبل طارق رغم "بريكست"
وستغادر المملكة المتحدة الوكالة الأوروبية للأدوية لكنها ستواصل الاعتراف باختبارات وشهادات الاتحاد الأوروبي لتجنب الحاجة إلى إعادة الاختبار وتعطيل الإمدادات.
تحذيرات للمستهلكين
حذّرت الحكومة البريطانية السكان من أنهم قد يخسرون الحصول على بعض خدمات البث مثل نتفليكس وسبوتيفاي، ما إن تخرج البلاد من "السوق الرقمية الموحدة".
وسيواجه المستهلكون زيادة محتملة أخرى في التكلفة عند التسوق عبر الإنترنت، لأن الطرود التي تصل إلى بريطانيا لن تكون بعد الآن خاضعة لتخفيض ضريبة القيمة المضافة المعمول به حالياً.
حذرت الحكومة من أن رخصة القيادة البريطانية قد لا تعود صالحة في الاتحاد الأوروبي وقد يحتاج السياح إلى استصدار إجازة سوق دولية لدى التوجه إلى هناك.
وسيخضع نقل الحيوانات الأليفة إلى قواعد صحية أكثر تشددا، إذ إنه سيتعيّن استشارة طبيب بيطري قبل موعد السفر بأربعة أشهر على الأقل.