قال إبراهيم كاراغول
رئيس تحرير صحيفة يني شفق التركية إن التسجيلات الصوتية الخاصة بلحظة
قتل الصحفي
جمال
خاشقجي وما جرى قبلها وبعدها سيبدأ نشره اعتبارا من اليوم.
وأوضح كاراغول بمقال
له في افتتاحية الصحيفة المقربة من السلطات التركية أن اليوم أو الأسبوع الجاري هو
الأنسب لنشر هذه الأدلة في ظل النقاشات الدولية بشأن صدور تعليمات الجريمة الوحشية
والذي بات أمرا "لا مفر منه" الاطلاع على أدلة القتل الوحشي.
وقال إن محادثات
مرتكبي الجريمة مع الرياض بعد تنفيذها تثبت أن ابن سلمان هو من أمر بنفسه بقتل
الصحفي وربما هناك دور للإمارات والاستخبارات المصرية في القضية، مضيفا: "بل
معلومات عن مشاركة خبرة الاستخبارات الإسرائيلية أو دور أمريكي.
واعتبر كاراغول أن
الأدلة ستتسبب في "هزات أرضية تضرب القصر الملكي السعودي وهذا النوع من
المعلومات يحدث زلازل في المنطقة ويقلب القصر ويؤدي لأوضاع جديدة في كيان القوى
الإقليمية".
وأشار إلى أنه ومنذ
بداية الأحداث كتب مقالات "تؤكد أن ابن سلمان هو العقل المدبر للجريمة وهو من
أصدر اوامر القتل وأن
ابن زايد هو شريك أيضا في الجريمة وأن العالم يسعى لإنقاذ
ولي العهد".
وأضاف كاراغول:
"مستحيل إنقاذ ابن سلمان ولن تنفع محاولات التستر عليه، فولي العهد
السعودي لن ينجو بنفسه من هذه الورطة مهما حاولوا التستر على الجريمة وجربوا مختلف
أنواع المساومات بل إن طرف الخيط سيقود إلى ولي العهد الإماراتي فهذا شيء لا يمكن
الحيلولة دون حدوثه".
وأشار إلى أن المحور
"السعودي الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي يقود حملات مساومة وتشويه من أجل
إنقاذ ولي العهد السعودي بعد أن بدا كل شيء واضحا وأن ابن سلمان هو العقل المدبر
لهذه الجناية الوحشية".
وقال كاراغول:
"لقد وصل بهم الأمر لإبداء استعدادهم للتفاوض بشأن أي قضية بما فيها قطر أو
منظمة غولن الإرهابية لإنقاذ ولي العهد مهما كلف الثمن فقوى الشر وراء هجوم 15 تموز/
يوليو (محاولة الانقلاب الفاشلة) تحاول بكل السبل إنقاذ محور الشر المقام في
المنطقة ومخطط الشرق الأوسط الجديد".
وتابع: "لو فشلوا
في مسعاهم سيكون مخطط كبير قد فشل وسيكشف النقاب عن كل الملفات السرية الخبيثة
التي تورطوا فيها حتى اليوم من اليمن إلى سوريا والعراق ومن مصر إلى الصومال ومن
إيران إلى
تركيا وحينها سنرى أن القضية لا تقف عند مقتل خاشقجي بل إن هناك أشياء
أكثر خطورة وأن هناك مخططات تدميرية كبيرة ستفضي إلى دمار منطقتنا بالكامل".
ورأى كاراغول أن هذا
المحور هو ذاته الجبهة التي وقفت بوجه الدولة العثمانية قبل قرن من
الزمان إبان الحرب العالمية الأولى وتابع:
"وليا عهد السعودية وأبو ظبي هما الممثلان الإقليميان لهذه الجبهة فمن دمروا
المنطقة قبل 100 عام ينفذون الآن مخطط هدم جديد وهدفهم الأساسي هذه المرة أيضا
تركيا".
وأشار إلى أن الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب فزع بسبب تورط صهره جاريد كوشنير مع وليي عهد السعودية وأبو
ظبي وقال: "هذا الثلاثي الذي أدار مساومات سرية بشأن مستقبل القدس حاول محو
تركيا عن الخارطة ويقود الحملات السرية ضدها وجعل الرياض أسيرة بيد إسرائيل فضلا عن
مساومات سرية بشأن مكة والمدينة".
وأضاف: "لقد
تحولت جريمة خاشقجي إلى حالة تصفية حسابات داخلية حتى داخل واشنطن. فمعارضو ترامب
أمسكوا طرف الخيط وشعروا أن لصهره دورا في الأمر، ولهذا فإنهم يهاجمونه دون هوادة.
ورأى أن الأمر بالنسبة
لمحمد بن سلمان قد "قضي" كما أن هناك شائعات مفادها أن شقيقه كذلك متورط معه
في الجريمة ولهذا ربما نشهد زلزالا كبيرا داخل البيت السعودي وربما تتحول وتيرة
الانقلاب الداخلي الذي بدأ بتولي بن سلمان زمام الأمور أي النسخة السعودية من الانقلاب
الفاشل إلى ما يشبه "الانقلاب المضاد" خلال المرحلة المقبلة.
وتابع: "لكن
اسمحوا لي بتسجيل هذه الملاحظة لن يتغير أي شيء في هذه المنطقة دون كف تأثير ولي
العهد الإماراتي كذلك فهو العقل المدبر لكل هذه المصائب ومن جانبنا سنواصل الكتابة
عنه ومناقشة شخصيته وإماطة اللثام عن شروره".