نشرت مجلة "موي إنتريسنتي" الإسبانية تقريرا، استعرضت
فيه عددا من الكنوز التي فُقدت ولم يتم العثور عليها إلى يومنا هذا.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ملك
إنجلترا جون لاكلاند، المعروف باسم الملك الأكثر شرا في تاريخ إنجلترا، كان مولعا
جدا بجمع المجوهرات والأواني الذهبية والقطع النقدية. وسنة 1216، أصيب جون بمرض
الزحار، وقرر العودة إلى قلعة نيوآرك عبر مدينة ويسبش، فأخذ جنوده عرباته وممتلكاته، وسلكوا أقصر مسار نحو هذه الوجهة، مارّين عبر مساحات شاسعة من المستنقعات والطين.
وبينت المجلة أنه لسوء الحظ، ضاعت جميع ممتلكاته الشخصية، بما في ذلك
جواهر التاج التي ورثها عن جدته، إمبراطورة ألمانيا، في وحل المستنقعات. وبسبب ارتفاع مستوى المياه، غرق الجميع، وضاع الكنز، ولم يتم العثور عليه أبدا. وتقدر
قيمة هذا الكنز بحوالي 70 مليون دولار، ويضم عددا كبيرا من القطع النقدية، والتيجان
المرصعة بالأحجار الكريمة، ولوحات من الفضة، وأكوابا من الذهب.
وأضافت المجلة أنه من المؤكد أن معظم الناس سمعوا بقصة إل دورادو، وهي مدينة مليئة
بالذهب فُقدت في مكان ما في الغابات الاستوائية في أمريكا الجنوبية،
المعروفة أيضا باسم المدينة السرية بايتيتي. وعندما غزا الإسبان مدينة
الإنكا، وجدوا المدينة مهجورة، وقد بدا آنذاك أن شعب الإنكا قد هرب إلى مكان جديد
في الغابات الاستوائية جنوب البرازيل، وأخذ معه كنزه الهائل من الذهب.
وخلال حرب البوير الثانية، أدرك المنحدرون من جنوب أفريقيا من الهولنديين،
المعروفين باسم البوير، أنه سيتم الاستيلاء على عاصمتها بريتوريا من قبل القوات
البريطانية. ودون تفكير، أخذ سكان المنطقة كميات كبيرة من الذهب من الاحتياطات
الحكومية والمناجم، ونهبوا العملات الذهبية الجديدة. ويُعتقد أن رئيس جنوب أفريقيا،
بول كروغر، أخذ كميات كبيرة من هذا الذهب عندما سافر إلى الموزمبيق؛ للفرار من
التقدم العسكري البريطاني، ولم يتم العثور على مكان وجود هذا الكنز أبدا.
وأوضحت المجلة أن بيضة فابرجيه مصنفة من بين الكنوز الضائعة. فسنة 1885 أمر القيصر
ألكسندر الثالث بصنع بيض عيد الفصح لزوجته الإمبراطورة ماريا من الذهب. وصنعت هذه
الجواهر من قبل الصائغ الروسي بيتر كارل فابرجيه والحرفيين الذين يعملون معه بين
سنتي 1885 و1917.
وخلال هذه الفترة، صنع هذا الصائغ الروسي 52 بيضة للعائلة المالكة
الروسية. وبعد تنفيذ حكم الإعدام في حق الإمبراطور نيقولا الثاني وعدد كبير من
أفراد العائلة المالكة، في تموز/ يوليو سنة 1918، غادر بيتر كارل فابرجيه روسيا؛ خوفا من مواجهة المصير ذاته. وقد صودر بيض فابرجيه والعديد من كنوز العائلة المالكة، وحفظ في خزائن ترسانة الكرملين. لكن مكان حوالي سبع بيضات من هذه البيضات لا يزال
لغزا إلى حد الآن. وسنة 2007 تم بيع إحدى هذه البيضات في مزاد كريستيز مقابل تسعة
ملايين دولار.
وأضافت
المجلة أن غرفة العنبر، التي تقع في قصر كاثرين في تساركوي سيلو، تعد من بين
الكنوز المفقودة. كانت هذه الغرفة عبارة عن غرفة فاخرة لقيصر روسيا، تتكون من
ألواح ذات أحجام مختلفة وأثاث مليء برقائق العنبر. إلى جانب ذلك، كانت زخارف
الغرفة مصنوعة من العنبر والذهب والأحجار الكريمة والمرايا. ومن الملفت للانتباه،
أنه في غرفة مساحتها 55 مترا مربعا تم استخدام ما يصل إلى ستة أطنان من العنبر.
سنة 1716، قدم ملك بروسيا فريدرش فيلهلم الأول هذه الغرفة إلى حاكم
الإمبراطورية الروسية، القيصر بطرس الأكبر، لختم تحالف مع السويد. وسنة 1941، قام
الجنود الألمان بسرقتها من روسيا وتفكيكها. ويبدو أنه تم تعبئة هذه الغرفة في
حوالي 27 صندوقا، ثم إرسالها إلى مدينة كونيغسبرغ بالقرب من ساحل بحر البلطيق.
وأوردت
المجلة أنه تم تخزين قطع أثاث هذه الغرفة في قلعة كونيغسبرغ، ودُمرت رسميا في تفجير
خلال الحرب العالمية الثانية. في المقابل، تشير الأدلة إلى أنه تم إرسال مكونات من
هذه الغرفة إلى خارج المدينة في الأشهر الأخيرة من الحرب، جنبا إلى جنب مع العديد
من الكنوز الأخرى التي جمعها النظام النازي.
وأبرزت المجلة أن حفرة المال الموجودة في جزيرة أوك تعدّ أحد
الألغاز المثيرة والغامضة. وتبلغ مساحة هذه الجزيرة حوالي 57 هكتارا، وتقع قبالة
الساحل الجنوبي الشرقي من نوفا سكوشا، وهي واحدة من بين أصغر الجزر بالمنطقة. وسنة
1795، اكتشف شاب اسمه دانيال ماكغينيس حفرة دائرية غريبة، وكأنما تم حفرها وملؤها
مرة أخرى.
وفي ذلك الوقت اعتقد الكثيرون أن هناك شيئا ذا قيمة مدفونا في هذه
الحفرة على عمق 9.1 متر. ومن الملفت للانتباه أن عمق هذه الحفريات قد بلغ حوالي 72
مترا وتوفي ستة أشخاص على الأقل في محاولة للعثور على هذا الكنز المزعوم.
وفي الختام، أشارت المجلة إلى أن ماسة فلورنتين الأسطورية من ضمن الكنوز التي لا
أحد يعرف مكانها. وتتميز هذه الماسة بلونها الأصفر الفاتح المختلط بألوان خضراء
طفيفة، وهي من عيار 137.27 قيراط، وحجمها غير منتظم يشبه شكل وردة. بدأ تاريخ هذه
الماسة بانتمائها إلى عائلة آل ميديشي، أحد أشهر عائلات فلورنسا سنة 1665، وتحدث
عنها الرحالة الفرنسي جان باتست تافرنييه في كتابه "الرحلات الستة".
وحاليا، لا يزال مكان هذه الماسة التي يعود أصلها إلى الهند غير معروف، ولا تزال
قيمتها مجهولة أيضا.