تستمر الاحتجاجات بشكل أسبوعي في موريتانيا أمام مباني وزارة الشؤون الإسلامية وفي محيط القصر الرئاسي بنواكشوط، لمطالبة الحكومة بالتراجع عن إغلاق "مركز تكوين العلماء" الذي يرأسه العلامة الموريتاني عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين محمد الحسن ولد الددو.
واليوم الخميس، احتج المئات من طلاب المركز أمام مباني وزارة الشؤون الإسلامية في نواكشوط، رافعين لافتات تطالب بالتراجع عن قرار الإغلاق وأخرى تؤكد وسطية المركز وإدارته وطلابه.
وقال الأمين العام لرابطة طلاب المركز، عبد الله ولد محمد الحسن، إن المبررات التي قدمتها الحكومة لإغلاق المركز منافية للحقيقة والواقع.
وأشار في تصريح لـ"عربي21" على هامش وقفة احتجاجية للطلاب الخميس بنواكشوط، إلى أن المركز يعتبر مفخرة لموريتانيا.
اقرأ أيضا : صحيفة: دعم إماراتي وسعودي لـ"مركز علماء" في موريتانيا
وشدد على أن الطلاب ماضون في تنظيم العديد من الاحتجاجات السلمية من أجل فرض التراجع عن قرار إغلاق المركز.
من جهته قال المتحدث باسم طلاب المركز، محمد محمد المصطفى، إن الطلاب قرروا اعتماد سياسة طول النفس والانتظام في الاحتجاجات بهدف إجبار الحكومة على التراجع عن قرارها.
ودعا في حديث لـ"عربي21" جميع الفاعلين الموريتانيين بالاستمرار في مساندة طلاب المركز من أجل الحصول على حقهم في إعادة فتح المركز.
مبررات الإغلاق
وكانت السلطات الموريتانية أغلقت "مركز تكوين العلماء" يوم 24 أيلول / سبتمبر الماضي، ثم أغلقت بعد ذلك "جامعة عبد الله بن ياسين" التي يرأسها أيضا العلامة الشيخ الددو.
وبررت الحكومة على لسان الناطق باسمها، وزير الثقافة حينها محمد الأمين ولد الشيخ، قرار إغلاق "مركز تكوين العلماء" و"جامعة عبد الله بن ياسين" بالقول، إن المركز والجامعة يكرسان يوما بعد يوم منهجية تخالف المنهجية الموجودة بالبلد إضافة إلى الملاحظات المتعلقة بالتمويلات ومصدرها وكيف تأتي.
وأضاف الوزير الموريتاني، في مؤتمر صحفي قبل أسابيع، أنه خلال الحملة الانتخابية الماضية لوحظ بعض الفتاوى للقيادة العلمية والتوجيهية لهاتين المؤسستين حيث نشرت فتوى في وسائل التواصل الاجتماعي بأن حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"(إسلامي / معارض) هو الذي يدافع عن المظلومين والتصويت له طاعة، بحسب قوله.
اقرا أيضا : "تكوين العلماء" يقاضي حكومة موريتانيا.. والغضب يصل للشارع
لكن إدارة المركز قالت في بيان سابق وصلت نسخة منه لـ"عربي21" إن المركز "آخر مظنة وأبعد موطن عن أسباب تهديد الأمن العام أو خرق السكينة وإثارة الفوضى والبلبلة، وإنه ساهم ويساهم في الأمن الحقيقي وفي تعزيز السلم المحلي والإقليمي والدولي".
كما نفى المركز وجود علاقة له بأية جهة سياسية محلية أو دولية، معتبرا أن مثل هذه التهم غير واردة.
جهود مصالحة
في غضون ذلك شكل "منتدى العلماء والأئمة" لجنة تضم عددا من كبار العلماء للقيام بمصالحة تهدف للعمل من أجل إعادة فتح المركز.
وقالت لجنة المصالحة في بيان تلقت "عربي21" نسخة منه، إن جهودها مستمرة لإعادة فتح المركز، وإنها اتصلت في مساعيها بمختلف الأطراف المعنية، وبذلت ما استطاعت من جهد، مستعينة بالله، ثم بمن رأت الاستعانة بهم من أهل الرأي والمشورة".
وأكدت اللجنة في بيانها أنها "حققت بعضا من أهدافها، ولا زالت تعمل على بلوغ الهدف الأساسي لها، وهو إعادة فتح مركز تكوين العلماء بشكل يمكنه من أداء رسالته العلمية، ويجنبه كل ما يشوش على أداء هذه الرسالة".
العلماء يرفضون القرار
وفي تشرين الأول /أكتوبر الماضي، عبر 177 من العلماء والأئمة في البلاد عن رفضهم الكامل لقرار إغلاق المركز.
ووصف العلماء في بيان لهم المركز بأنه أهم "معلمة محظرية (مدرسة لتدريس العلوم الشرعية) عصرية تشكل اليوم بحق مفخرة البلاد وأملها الكبير في استعادة ريادتها في الإشعاع العلمي والدعوي عبر العالم".
وقفة حاشدة أمام وزارة الشؤون الاسلامية تنديدا بإغلاق المركز يشارك فيها جمع غفير من طلاب المركز و أساتذته و قادة المجتمع المدني..
هؤلاء جيل من حملة كتاب الله وطلبة العلم الشرعي.. وهم من خيرة أبناء هذا المجتمع الموريتاني يقفون للمطالبة بحقهم في التعليم وإعادة فتح مركز تكوين العلماء الصرح العلمي الذي كانوا يتكونون فيه بعد ما أغلقته يد التجهيل والاستغباء متمثلة في العسكر وبطانتهم السيئة pic.twitter.com/ehP9O4XJL7
النظام أغلق جامعة ابن يس ومركز تكوين العلماء بسبب كلمة للشيخ الددو اعتبرت نقدا لكلام الرئيس واليوم آمنة بنت المختار تقذع الرئيس ونظامه وتشوه سمعة البلد في الإعلام الغربي ولا يستطيع النظام أن يقول لها محمر وجهك.... https://t.co/QORzm1DNMO