صحافة دولية

لاكروا الفرنسية: أكاديمي يطالب بإنهاء حكم آل سعود

صرح العتيبي بأن بن سلمان يترأس نظاما يحتجز مواطنيه كرهائن. وقد وصل به الأمر إلى حد اعتقال نساء في منازلهن- واس

نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على مطالبة الكاتب السعودي مرزوق العتيبي بإسقاط النظام في المملكة العربية السعودية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مرزوق العتيبي، مدرس علم الأحياء المعروف بشدة انتقاده لسياسة ولي العهد محمد بن سلمان، يدعو إلى التعبئة الوطنية من أجل إسقاط النظام.

ونقلت الصحيفة عن أستاذ علم الأحياء السابق في جامعة الملك سعود في الرياض، الذي يعيش حاليا في المنفى في فرنسا، أنه "هنا على الأقل، أستطيع أن أتكلم، فقد بات الأمر معقدا في المملكة العربية السعودية".

 

وقد تخرج العتيبي من هذه الجامعة سنة 2004، بعد أن نشأ في قرية الفقرة الواقعة في وسط المملكة.

وأكدت الصحيفة أن هذا الباحث والكاتب الذي دأب على نشر مقالات تطرق فيها إلى وضع المملكة، شعر في وطنه بعدم القدرة على التعبير عن رأيه بكل حرية.

 

وقد فسر العتيبي، الذي غادر هذا الحرم الجامعي خلال العودة الجامعية السابقة، أنه "منذ أن أعلن محمد بن سلمان عن "رؤية 2030" سنة 2016، ارتأت بعض الأطراف التابعة لأمن الدولة أنني أتحدث أكثر من اللازم".

 

وأضاف العتيبي ضاحكا "وحتى خارج إطار الجامعة، يكن لي البعض مشاعر الكره لأنني وقح قليلا". 

وأشارت الصحيفة إلى أن العتيبي يعبر عن رأيه بخصوص السياسة "الشرسة" التي يتبعها ولي العهد السعودي بشكل صريح، وينعت "رؤية 2030" بالخطة المحكوم عليها بالفشل، ويصف الحرب في اليمن "بالمأساوية".

 

كما صرح العتيبي بأن "ابن سلمان يترأس نظاما يحتجز مواطنيه كرهائن. وقد وصل به الأمر إلى حد اعتقال نساء في منازلهن، لأسباب تافهة، والإبقاء عليهن داخل زنزانات تعرضن فيها للاغتصاب والإذلال.

 

وبدأ البعض الآن بالتحدث عن حدوث حالات تعذيب، بعد أن بات المنفيون السعوديون في الخارج قادرين على التعبير عن آرائهم".


اقرأ أيضا :  فايننشال تايمز: هذا التهديد الذي يواجه سلطة محمد بن سلمان


وعند وصوله إلى فرنسا، سارع مرزوق العتيبي إلى كتابة "بيان حول الوضع في المملكة العربية السعودية"، نشره على نطاق واسع انطلاقا من حسابه الخاص على موقع تويتر.

 

ويدعو العتيبي من خلال هذا البيان، الذي تطغى عليه مشاعر الغضب، إلى تعبئة وطنية لإسقاط النظام الذي يساهم في تفشي الفساد ونهب الثروة الوطنية.

ونقلت الصحيفة عن العتيبي أنه "في الوقت الذي لم يجرؤ فيه أحد على الحديث عن هذا الموضوع قبل بضع سنوات، أعتقد اليوم أن حوالي 30 أو 40 بالمائة من السكان يرغبون في أن يشهدوا سقوط النظام السعودي". ويبدو أن بعض الجماعات العسكرية قد تقربت من العتيبي على إثر نشره لهذا البيان.

 

ويربط أستاذ علم الأحياء وعي هذه الجماعات بهذه المسألة بقضية "جمال خاشقجي"، التي كانت بمثابة "صدمة أخلاقية حقيقية" للسعوديين.

وفي سؤال الصحيفة عما إذا كان صوته يمثل بذرة ثورة يمكن أن تندلع في إحدى أكثر الأنظمة انغلاقا على نفسها في العالم، استبعد العتيبي هذا الأمر ودافع عن نفسه قائلا: "أنا لا أساهم في الحركة سوى بشكل متواضع.

 

اقرا أيضا : أمير سعودي: لهذا خطط ابن سلمان لقتل خاشقجي (فيديو)

 

فنحن نحاول إلى جانب مجموعات أخرى من المعارضين التنسيق بين أفكارنا حتى نُسمع العالم أصواتنا".

وتجدر الإشارة إلى أن العتيبي يتقن اللغة الفرنسية، التي تعلمها في باريس بين سنتي 2005 و2009، بعد حصوله على شهادة الماجستير في الكيمياء الحيوية، الممنوحة من طرف جامعة بيير وماري كوري والمدرسة العليا للأساتذة. 

وأشارت الصحيفة إلى أن السؤال المتعلق بالبديل السياسي لسلالة آل سعود، التي لم تتوقف عن توسيع نفوذها في البلاد منذ سنة 1744، لا يزال مطروحا.

 

ولكن هل يريد العتيبي القطع مع آل سعود أم مع النظام الملكي؟ بين العتيبي أنه يريد القطع "مع آل سعود، أولا! ويتمثل الحل السياسي الأول في وضع وزير الخارجية على رأس الدولة طيلة فترة انتقالية لمدة سنة.

 

وسيُمكننا ذلك من فتح حوار وطني حول شكل الحكومة المستقبلية، ثم كتابة دستور جديد من شأنه أن يعيد للشعب السعودي حقوقه".