صحافة إسرائيلية

التصعيد الميداني في الضفة الغربية ضد إسرائيل.. هذه أسبابه

بيري: مرور أكثر من شهر على تنفيذ عملية سلفيت وبقاء المنفذ طليقا يعبر عن فشل حقيقي لأجهزة الأمن الإسرائيلية

قال يعكوب بيري الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" إن "الضفة الغربية منطقة قابلة للاشتعال بصورة كبيرة جدا، وما نراه من الهدوء هو نسبي جدا، واحتمالية انفجار الأوضاع متوقع وحساس للغاية، وهناك الكثير من الأسباب المشجعة على ذلك".


وأضاف في مقال بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "أسباب التوتر الأمني بالضفة تتركز بزيادة الحديث حول صفقة القرن، والقطيعة القائمة بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، وفيما يأخذ وضع السلطة ورئيسها أبو مازن بالضعف والتراجع، فإن حماس تتقوى، بسبب وجود فرص حساسة بأن ميدان الضفة قد يشتعل، مما لفت انتباه أجهزة الأمن الإسرائيلية التي تراقب الوضع هناك، تحسبا لأي تطورات في المستقبل القريب".


وأكد بيري، وهو وزير العلوم السابق، أن "مرور أكثر من شهر على تنفيذ عملية سلفيت، التي أسفرت عن مقتل اثنين من المستوطنين، وبقاء المنفذ طليقا يعبر عن فشل حقيقي لأجهزة الأمن الإسرائيلية، طالما أنه لم يتم إلقاء القبض عليه، مما يعني أننا أمام إخفاق حقيقي، فضلا عن الفشل في عدم المعرفة المسبقة بالعملية، وعدم النجاح بمنع وقوعها".


وختم بالقول إنه "رغم مرور شهر كامل من البحث والتحري والمعلومات دون نتائج، فنحن أخفقنا باختصار، هذا فشل استخباري حقيقي، رغم أن عدد المساعدين المتوقع لمنفذ العملية كبير، والشاباك يعمل ليل نهار للوصول لأي طرف خيط من خلال تشغيل العناصر البشرية والأدوات التقنية".

 

رون بن يشاي الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرونوت قال، إن "الوضع الأمني في الضفة الغربية لم يعد مستقرا، ويعاني من زعزعات مستمرة، وبات كل شهر يسجل هجمات مسلحة ومحاولات أخرى تستهدف الوضع الأمني هناك، والحل بزيادة أعداد القوات الإسرائيلية في الميدان لمواجهة أي مظاهرات واحتجاجات فلسطينية، وفي الوقت ذاته إبداء مزيد من اليقظة، والمحافظة على وضع الفلسطينيين المعيشي".


وأضاف بن بشاي في تحليل ترجمته "عربي21" أن "تصريحات أخيرة لرئيس هيئة الأركان الجنرال غادي آيزنكوت ورئيس جهاز الأمن العام الشاباك، تظهر أنهما تحدثا عن عدم ثقتهما باستمرار الهدوء في الضفة الغربية، وخشيتهما من حدوث موجة تصعيد أمني فيها، مع أن النصف الأول من 2018 شهد تراجعا ملموسا في عدد الهجمات الشعبية، رغم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس التي كانت كفيلة بإشعال الوضع في الضفة".


وأشار إلى أن "الإسرائيليين يبدون استغرابهم كيف أن قطاع غزة يشتعل، وتتصاعد فيه المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، فيما سكان الضفة الغربية يبدون تجاهلا مما يحدث، لكن اليوم بات الوضع في طريقه للانعكاس، فغزة ذاهبة في طريق التهدئة كما يبدو، فيما عمليات الطعن وإطلاق النار في الضفة تأخذ بالازدياد".


وأوضح أن "الأوساط الأمنية الإسرائيلية تصدر توقعاتها من حدوث موجة تصعيد في الضفة الغربية قد تكون الأخطر في الوقت الحالي، تشمل مظاهرات شعبية عارمة، وعمليات إطلاق نار، تصاحبها هجمات بالطعن عقب أحداث قد تشعل الوضع الميداني، تسفر عن سقوط قتلى من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".


وأكد أن ذلك "يتطلب من إسرائيل جهدا أمنيا وعسكريا فائقا في الضفة لاستدراك الموقف الميداني، مما يجعلنا نرى في العمليات والهجمات الأخيرة مجرد قمة جبل الجليد فقط ليس أكثر عما قد يحدث الفترة القادمة، مع أن أسباب التوتر الأمني في الضفة تتركز في الإحباط وفقدان الأمل للشبان بسبب الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، رغم أن أوضاعهم أفضل بكثير من أشقائهم في قطاع غزة".


وختم بالقول إن "أسبابا أخرى تتعلق بالشرخ القائم في العلاقة الفلسطينية مع واشنطن، والجمود السياسي يلقي بظلاله على الوضع، بجانب التحريض الذي تمارسه حماس عبر مسيرات غزة، ومشاهد القتلى والجرحى، ورغبتها العلنية بتنفيذ عمليات في الضفة، كل هذه الأسباب تساهم بإشعال الوضع الميداني في الضفة الغربية".