نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأطعمة الضارة التي عادة ما نعتقد أنها صحية بسبب مغالطات الشركات المصنعة لها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأشخاص عادة ما يتبعون عددا من القواعد الغذائية التي اطلعوا عليها في بعض المصادر أو المواقع، دون معرفة مدى صحتها العلمية.
فعلى سبيل المثال، كثيرا ما نسمع جملة من النصائح حول ضرورة تجنب إحدى المواد الغذائية لاحتوائها على كمية كبيرة من السعرات الحرارية، أو لأنها غنية بالكربوهيدرات، فضلا عن فوائد تناول بعض الأغذية الأخرى في وجبة الإفطار.
وأضافت الصحيفة أنه من المؤكد أننا سمعنا في أكثر من مناسبة أنه من الأفضل تناول الخبز الكامل بدلا من الخبز الأبيض، أو أن الحليب منزوع الدسم أفضل بكثير للجسم من الحليب كامل الدسم، علاوة على ضرورة استبدال البرغر التقليدي بالبرغر النباتي. وفي الحقيقة، جل هذه القواعد الغذائية لا تتعدى كونها مجرد مغالطات أو أنها تحتوي على جزء ضئيل من الحقيقة. وفي الواقع، يجعلنا اتباع هذه النصائح عند الذهاب إلى التسوق، نهدر الكثير من الأموال دون أن يكون لذلك تأثير فعلي على التغذية السليمة.
وأردفت الصحيفة أن هذا التبذير عادة ما يرتبط بخبز القمح الكامل، الذي يعد عنصرا رئيسيا في حمية البحر الأبيض المتوسط، الذي لا يغيب عن غالبية موائد الإفطار، علما أننا عادة ما نحاول الاستغناء عن الخبز العادي من أجل إنقاص الوزن. وبالنسبة لأولئك الذين لا يستطيعون ذلك، فهم يلجؤون إلى الخبز الكامل نظرا لأنه يحتوي على سعرات حرارية أقل، وفقا لما نسمعه ونقرؤه في بعض المصادر.
مع ذلك، نادرا ما يفي الخبز الذي يباع لنا تحت مسمى "الخبز الكامل" بخصائص هذا النوع من الخبز. كما يصر خبراء التغذية على أن أفضل أنواع الخبز للنظام الغذائي هو ذاك المصنوع من الدقيق الكامل أو القمح الكامل، مما يعني أنه لا يفقد الفيتامينات أو المعادن أو الألياف.
ونوهت الصحيفة إلى أن الخبز الكامل أفضل من الخبز الأبيض، لأن هذا الأخير يصنع من الدقيق المكرر أي الخالي من الفيتامينات والمعادن والألياف. من جهة أخرى، إذا أردنا الاستفادة من الفوائد التي يقدمها الخبز الكامل لصحتنا، فعلينا أن نولي اهتماما كبيرا للكثير من المسائل. فعلى سبيل المثال، يجب أن نتحرى عن مكونات الخبز الذي يجب أن يكون أساسه الحبوب الكاملة، أو أن تمثل هذه الحبوب أكثر من 20 بالمائة منه، علما أن اللون الأسمر للخبز لا يعني أنه خبز كامل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأنواع المختلفة من الحليب التي تحتوي على الخصائص التغذوية، التي تقدمها الشركات الصناعية هي في حقيقة الأمر غير مختلفة فعلا. في هذا الصدد، تتمثل النقطة الأولى التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، في أن كل أنواع الحليب المعروضة للبيع في محلات السوبر ماركت تخضع لما يسمى بعملية القشط، من أجل إعادة توازن كمية الدهون التي تحتوي عليها في وقت لاحق. فبمجرد أن يتم قشط الحليب، تتم إضافة الدهون وفقا للمستويات التي يحددها القانون، بحيث يصبح حليبا كامل الدسم، أو قليل الدسم، أو منزوع الدسم، الذي لا تتم إضافة الدهون إليه.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن مجرد إزالة الدهون من الحليب يجعله صحيا أكثر من غيره، إلا أنه لا يمكننا التغاضي عن أن الحليب يفقد الفيتامينات التي تذوب في الدهون، مثل الريتينول والكوليكالسيفيرول والتوكوفيرول، خلال عملية القشط. وتدعي الشركات المصنعة أن هذه الفيتامينات تضاف فيما بعد بشكل اصطناعي، الأمر الذي يجعل جميع أنواع الحليب تحتوي على القيمة الغذائية ذاتها، باستثناء السعرات الحرارية.
وبينت الصحيفة أن البرغر النباتي أي الخالي من اللحوم، واحد من الأغذية التي يحاول الكثيرون إقناعنا بمدى فوائدها المهمة. ومن الأسباب التي تجعل البرغر النباتي غير صحي بشكل كبير، هو أنه غني بمادة النشا وزيت عباد الشمس المكرر، فضلا عن بقية المواد المضافة، على الرغم من خلوه من مكونات من أصل حيواني. وهذا الأمر يجعل البرغر النباتي يحتوي على كمية قليلة من المواد المغذية، كما أنه يحتوي على كمية كبيرة من الملح.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن الدرس الرئيسي الذي يجب أن نتعلمه، هو عدم تصديق كل ما يقال لنا، ذلك أنه لا توجد معلومات قطعية فيما يتعلق بمجال التغذية. ويفرض علينا ذلك أن نولي اهتماما كبيرا بما نأكله حتى يكون نظامنا الغذائي صحيا ومفيدا. كما لا يجب أن نخدع أنفسنا ظنا منا أن ما نتناوله صحي.
للاطلاع على نص التقرير الأصلي اضغط (هنا)