قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن العائلة السعودية المالكة تحركت لحماية نفسها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه رغم الغضب الشعبي على مقتل الصحافي السعودي المعروف جمال خاشقجي، إلا أن منصب ولي العهد المتهم بقتله أو بالأمر به، محمد بن سلمان يبدو مستقرا، لافتا إلى أن العائلة المالكة وحدت صفوفها لحماية نفسها من العاصفة التي هزتها بعد مقتل خاشقجي.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين مقربين من العائلة، قولهم إن منصب ولي العهد آمن، وأضافوا أن الملك الثمانيني سلمان عاد لممارسة بعض من مهامه التي حولها لابنه بسبب تداعيات مقتل الصحافي، ما أثار التكهنات حول إمكانية تخفيف بعض سلطات ولي العهد البالغ من العمر 33 عاما، مشيرة إلى أن هناك أدلة على استماع الملك وولي عهده للأصوات داخل العائلة، بعد عامين من توطيد السلطة وتهميش الأمراء.
ويلفت التقرير إلى أن أحد أشقاء الملك من الخارج، وهو الأمير أحمد بن عبد العزيز، عاد في صباح الثلاثاء، وهو تحرك رأى فيه المسؤولون الأجانب والأشخاص المقربون من العائلة محاولة لتوحيد صفوفها.
وتورد الصحيفة نقلا عن أحد أفراد العائلة، قوله: "هناك إدراك بأننا نقف معا ونسقط معا.. هناك قدر من الخوف والفزع".
وينوه التقرير إلى أن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في بداية الشهر الحالي أثر على علاقات المملكة مع معظم حلفائها الغربيين، مشيرا إلى أن القضية وضعت الضغوط على ولي العهد الذي قاد حملة قمع ضد الناقدين له في الداخل والخارج، وحاول في الوقت ذاته إصلاح الاقتصاد وتخفيف حدة القيود الاجتماعية.
وتفيد الصحيفة بأن مقربين من الأمير عزلا من وظائفهما؛ نظرا لشبهة علاقتهما بالمؤامرة لقتل خاشقجي، فيما يتوقع عزل أو تهميش أمراء آخرين، وذلك بحسب مسؤولين على علم بالأمر، لافتة إلى أن الحكومة السعودية تنفي علمها بخطة قتل الصحافي المعروف.
ويستدرك التقرير بأنه رغم أن ولي العهد شجب الجريمة ووصفها بالمنكرة، وتعهد بجلب المتورطين فيها إلى المحاكمة، إلا أن هناك سخطا وحالة من الإحباط من الأخطاء التي ارتكبها الأمير، مشيرا إلى أن هناك اعتقادا سائدا داخل العائلة بأنهم في حال أفضل لو ظل في السلطة، فقال أحد أفراد العائلة: "لا نحب طريقته، وقام بهز الأمور بطريقة قاسية، لكن إزاحته تخلق مشكلات أخرى".
وتقول الصحيفة إن البعض يخشى من فتح موضوع الخلافة في وقت تواجه فيه العائلة أزمة، ما سيؤدي إلى زعزعة استقرارها، وإضعاف سلطتها، لافتة إلى أن هناك قلة قادرة على تحدي سلطته، خاصة أن الملك وابنه قاما، منذ العام الماضي، بتهميش وإسكات الأمراء البارزين في العائلة.
ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي أبعد فيه الكثير من حلفاء المملكة أنفسهم عنها في أعقاب الجريمة، إلا أن هناك من وقف بجانبها، وحضر الملك الأردني عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، وكلاهما يتلقيان الدعم السعودي، مؤتمر الاستثمار الذي عقد في فندق ريتز كارلتون.
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين مقربين من العائلة وفي الحكومة، قولهم إن الملك فكر بالتنحي عن السلطة لابنه، إلا أن هذا الخيار أصبح بعد الجريمة غير عملي، مشيرة إلى أن الأمير أحمد، شقيق الملك ووزير الداخلية السابق، كان واحدا من الأمراء الذي عارضوا تعيين الأمير محمد وليا للعهد في العام الماضي.
وبحسب التقرير، فإن الحكومة السعودية قامت بعد تعيين ابن سلمان العام الماضي، بالحد من حركة الأمير أحمد، الذي قرر الانتقال إلى لندن، ويقول المراقبون إن عودته إلى السعودية هي إشارة واضحة إلى أثر جريمة مقتل خاشقجي.
وتلفت الصحيفة إلى أن الأمير أحمد وصل إلى الرياض في الساعات الأولى من الصباح، واستقبله وفد كبير من الأمراء، بمن فيهم ولي العهد وشقيقه سفير السعودية في واشنطن، الأمير خالد، مشيرة إلى أن الأمير أحمد تلقى تطمينات قبل عودته من الحكومة البريطانية أنه سيكون في مأمن من الخطر.
وينقل التقرير عن مراقبين، قولهم إن عودته قد تكون انفتاحا جديدا على الإجماع الذي اختفى بعد وصول الملك سلمان للحكم في عام 2015، فيما يقول مسؤول غربي بارز: "وقفت العائلة خلفه ولا تريد خروجه، لكنْ هناك ثمن لهذا: فسيقومون بعزل مستشاريه، والإتيان بمسؤولين كبار".
وتختم "وول ستريت" تقريرها بالإشارة إلى قول المسؤول: "التفكير الجديد هو أن الأمير سيحكم لنصف قرن، وسيتعلم من أخطائه، وسيصبح أكثر حكمة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
أتلانتك: هذه الظروف الغريبة لاختفاء جمال خاشقجي
التايمز: هل تم ترحيل المعارض السعودي خاشقجي من تركيا؟
إيكونوميست: القمع في السعودية يصل لمستوى جديد.. كيف؟