كشف دوري غولد الوكيل السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية النقاب عن أنه "في العام 2009 التقى في الطابق العلوي لأحد الفنادق الفخمة في العاصمة البريطانية لندن، أحد أفراد عائلة ملكية خليجية"، مشيرا إلى أنه أهداه كتابا عن إيران.
وقال غولد إثر اللقاء بالشخصية الخليجية:" اسمع دوري، هناك مشكلتان في الشرق الأوسط هما إيران وأوباما".
وأضاف غولد في حوار شامل عن مسيرته السياسية، أجراه موقع ميدا، وترجمته "عربي21" أن "الموقف من السياسة الإسرائيلية الحالية من حماس في غزة عدم الرغبة بإدخال جنودنا إلى أزقة غزة الضيقة، لكن يجب تفعيل الضغط باتجاه زعماء الحركة، هذا ما فعلناه في الماضي، وهو ما سيردعهم".
وأشار أنه "لابد من اغتيالات موجهة ومركزة ضد قادة حماس، رغم أن ذلك قد يستدرج الجيش لعملية عسكرية كبيرة في غزة، لكن محظور أن نظهر ضعفا أمام العدو، لدينا أعداء في عدة جبهات: في الشمال مع حزب الله، والجنوب مع حماس، وإيران لها دور مركزي في الجبهتين".
وأوضح أن "اتفاق أوسلو الذي نحيي ذكراه هذه الأيام بمرور ربع قرن على توقيعه، بمثابة كارثة تحققت على إسرائيل، وكان بإمكان معارضيه أن يعبروا عن مخاوفهم الحالية، لكن الوضع السابق ليس كاليوم..
فلم يكن في 1993 فيسبوك ولا شبكات تواصل، ولا القناة التلفزيونية الثانية، فقط كانت القناة الحكومية الأولى وإذاعة الجيش الإسرائيلي، وهناك الصحفيون التقليديون الذين قرروا الاحتفاظ بالمعلومات لديهم، وأن يسكتوا الأصوات الأخرى".
اقرا أيضا : نيويورك تايمز: أبو ظبي وتل أبيب قلقتان لتشويه سمعة ابن سلمان
وأكد غولد، أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين الأبرز في العقدين الأخيرين، أن "الإعلام الإسرائيلي في حينه تجند لصالح ترويج اتفاق أوسلو، عبر إقناع الإسرائيليين بأن ياسر عرفات هو نيلسون مانديلا، وأنه هجر طريق العنف لتحقيق أهدافه السياسية، لكنني اعتقدت مع عدد من الزملاء أننا أمام كذب بواح".
وأشار أنه "كان من اللازم قتل إسرائيليين كثر حتى يفهم الآخرون الأحياء أن اتفاق أوسلو كان خطأ كارثيا، والغريب أن بعض الإسرائيليين ما زالوا يرون فيه اتفاقا جيدا، مع أنه مليء بالثقوب كما الجبنة السويسرية، لكن أحدا لم ينتبه إليها".
وأكد غولد، الذي عمل في عدة مواقع قيادية منها السفير الأسبق في الأمم المتحدة، والمستشار السياسي السابق لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة، أنه "كان عضوا في مفاوضات واشنطن 1992-1993 كأحد مخرجات مؤتمر مدريد، وقابل الزعيم الفلسطيني فيصل الحسيني".
واستدرك قائلا إنه "مقابل تلك المفاوضات، كانت تجري مباحثات سرية في أوسلو مع ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية بموافقة عرفات، وكانت حينها مراكز الأبحاث والصحافة الإسرائيلية تتجه نحو تأييد فكرة الدولة الفلسطينية، والمفاوضات مع الفلسطينيين، ولم يكن للأقلية المعارضة دور وتأثير كبيرين".
اقرا أيضا : موقع إسرائيلي: حان الوقت للتفكير مجددا بعلاقتنا بابن سلمان
وزعم أن "إسحاق رابين رئيس الحكومة الراحل الذي صافح عرفات في البيت الأبيض، بقي متمسكا بمبادئه التي أعلنها في أكتوبر 1995 قبل اغتياله بشهر، وهي: عدم العودة لحدود العام 1967، القدس موحدة عاصمة لإسرائيل، غور الأردن بأيدينا، ضم مستوطنات غوش عتصيون وإفرات، واقامة تجمع استيطاني كبير في الضفة الغربية يشبه غوش قطيف الذي كان في قطاع غزة قبل الانسحاب منه عام 2005".
وأضاف غولد، الذي يترأس اليوم المركز الأورشليمي للشئون العامة والدولة، أن "رابين لم يقل كلمة واحدة عن الدولة الفلسطينية، وعارض مبدأ تبادل الأراضي، لم يحب أوسلو، ولم يصدق عرفات، لكن خطابه شكل محل إجماع يهودي، والتف حوله غالبية مواطني إسرائيل".
أما بالنسبة لتقييمه للعلاقة مع الإدارة الأمريكية، فيقول غولد: "إنني عملت في وزارة الخارجية إبان ولاية الرئيس باراك أوباما الذي شكل لإسرائيل مشكلة استراتيجية، لأنه آمن بالكثير من الأكاذيب والمزاعم، وعلى رأسها أن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو لب مشاكل الشرق الأوسط، واعتقد بجدية أن إيران قد تصبح جارة هادئة ومفيدة للمنطقة".
وختم بالقول إن "أوباما لم يستمع للزعماء العرب الذين أبلغوه أن مشكلتهم مع الحرس الثوري الإيراني، وليس مع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إسرائيل استعدت للعمل مع أوباما في ما يخص الفلسطينيين، لكننا لم نقبل خططا ومقترحات من شأنها تحويل وضع إسرائيل إلى كارثي، وتعرض أمنها للخطر".