استعرضت صحيفة "الواشنطن بوست "في افتتاحيتها ،أمس الجمعة، ما اعتبرته محاولات بائسة من طرف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتقديم صورة مشرقة لصورته التي يحاول ترويجها من كونه "اميرا إصلاحيا" .
ولفتت الصحيفة في افتتاحيتها التي ترجمتها "عربي21" إلى العديد من الأسماء التي جرى اعتقالها بأوامر من محمد بن سلمان، والتي أعطت صورة بارزة عن أن المملكة تشهدا تغيرا فعليا لكنه صوب " الأسوأ ".
وركزت الصحيفة على الاقتصادي ورجل الأعمال السعودي عصام الزامل، المعتقل ضمن سلسلة الاعتقالات التي طالت رجال أعمال ودعاة بالسعودية، بعد اتهام النيابة العامة له "بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، والتواصل مع أحد عناصر النظام القطري، بعد تصنيف الرياض للدوحة كنظام معاد وداعم للجماعات والنشاطات الإرهابية".
وبدأت الصحيفة، من محطة انتقاد الزامل، العام الماضي، خطة بن سلمان لعرض الأسهم على المستثمرين في شركة النفط الوطنية العملاقة "أرامكو"، مشيرة إلى أنّ زامل، أراد على الأقل، طرح نقاش عام حول الخطة، من خلال تغريداته على "تويتر"، غير أنّه "لا يوجد مكان لهذا النقاش العام في السعودية"، بحسب الصحيفة.
و لفتت الصحيفة إلى حالة المدون رائف بدوي المعتقل منذ عام 2012، والمحكوم عليه بالسجن 10 سنوات، لمنشوراته على الإنترنت التي طالب خلالها سلطات بلاده بممارسات أكثر اعتدالاً وتعددية.
اقرأ أيضا : تعرف على القصص الغريبة لاختفاء معارضين سعوديين
وقالت "واشنطن بوست"، إنّ النظام القديم في المملكة سمح بقنوات محدودة للتعبير عن الآراء، غير أنّه تم خنق هذه القنوات في عهد الملك سلمان الذي تولّى السلطة في عام 2015، وابنه محمد الذي أصبح ولياً للعهد في يونيو/حزيران 2017".
وأضافت أنّ "الحكام الجدد أعادو تنظيم المؤسسات، وصياغة قوانين مكافحة الإرهاب، لكسب مزيد من السلطة في قمع المعارضة وسجن الناس لفترات طويلة تحت أي ذريعة".
ولفتت إلى أنّ جميع المحاكمات تقريباً للناشطين السياسيين، ونشطاء حقوق الإنسان، تم توجيهها من خلال المحكمة الجنائية المتخصصة، التي أنشئت أصلاً في عام 2008 للتعامل مع قضايا "الإرهاب"، حيث لا يتم غالباً توكيل محامين للمتهمين خلال مرحلة التحقيق، وتكون الاعتقالات بانتظار إجراء المحاكمة "تعسفية وطويلة الأمد".
وذكرت على سبيل المثال، أنّه تمت توسعة تعريف الإرهاب ليشمل أولئك الذين "يصفون" الملك أو ولي العهد "بأي شكل من أشكال الهجوم على الدين أو العدالة".
وتوقفت الصحيفة عند محطة اعتقال الناشطات اللاتي كن يسعين، منذ فترة طويلة، وراء الحق في قيادة السيارة، وتغيير نظام الوصاية.
وتضيف الواشنطن بوست أن ولي العهد الجديد لم يكن يتسامح مع أصواتهن، حيث منح المرأة حق القيادة ثم عاقب أولئك اللواتي عملن من أجل ذلك الإصلاح.
اقرأ أيضا : WP: تسجيلات تكشف خططا سعودية مرعبة لقمع المعارضين
وقالت الصحيفه إنه في أيار/ مايو ، تم القبض على 11 من الناشطات ، ولا يزال العديد منهن في السجن ، متهمات بجرائم خطيرة يمكن أن تصدر أحكاماً بالسجن عليهن لمدد طويلة ، بما في ذلك "الاتصال المشبوه مع أطراف أجنبية" وتقويض "أمن واستقرار" الدولة.
وأشارت الصحيفة إلى حالة "التحقير"، التي أعقبت اعتقالهن، حيث تم تحقيرهم في وسائل الإعلام ، ونشر موقع تويتر المؤيد للحكومة صوراً للمعتقلين بكلمة "خائن" متناثرة باللون الأحمر عبر وجوههم ، بحسب هيومن رايتس ووتش.
وفي آذار / مارس ، انتُزعت إحدى النساء ، وهي لجين الهذلول ، قسراً من سيارتها في الإمارات العربية المتحدة المجاورة ، حيث كانت تدرس هناك ، وأُعيدت إلى المملكة العربية السعودية.
وكان زوجها فهد المطيري ، الممثل الكوميدي السعودي المعروف ، يعمل في الأردن عندما اعتقله ضباط الأمن هناك أيضا، وكان مكبل اليدين ومعصوب العينين وحمل على متن طائرة إلى المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى امتلاء السجون السعودية بمن تعتبرهم السلطة السعودية خصوما لها .
وفي المجمل، فإنه وفق الصحيفة تم احتجاز أكثر من 400 شخص في عام 2017، وهو العام الأول من ولاية ولي العهد في منصبه، بينهم صحافيون ونشطاء ورجال دين ورجال أعمال.
وقالت "واشنطن بوست"، "هذه هي خلفية اختفاء جمال خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول، والمساهم في قسم الرأي العام في الصحيفة، الذي دخل القنصلية السعودية في إسطنبول، ولم يُشاهد منذ ذلك الحين".
ولفتت إلى أنّ خاشقجي كان مراقباً وناقداً لاذعاً لهذا التشدد، ووصف في مقالاته كيف احتفظ ولي العهد بـ"قائمة سوداء" تهدف إلى تعنيف وترهيب الكتاب الذين عرضوا أي انتقاد للنظام.
وختمت بالقول إنّ "خاشقجي أدرك أنّ جعل الناس أحراراً في التفكير والتعبير عن أنفسهم، سيكون مصدر قوة أكبر بكثير للمملكة العربية السعودية، من إسكاتهم وسجنهم واختطافهم... وقتلهم".
نيويوركر: مديرة في "رايتس ووتش" تعتبر ابن سلمان مثل القذافي
الغارديان: تركيا تزيد الضغط على السعودية بشأن خاشقجي
إنترسيبت: هذا ما قاله خاشقجي عن مناخ الخوف السعودي