نشرت
صحيفة "
ديلي تلغراف" خبرا أشارت فيه لقول شركة "فيسبوك" أن
غالبية من ينشرون أخبارا وهمية سياسية أو تجارية على صفحاتهم، هم أمريكيون وليس
روسيين كما يعقتد.
وبحسب
الخبر الذي ترجمته "
عربي21"، فإن الموقع حظر مئات الصفحات والحسابات
التي يقول إنها غمرت صفحاته بمحتوى سياسي حزبي، على الرغم من أنهم جاؤوا من الولايات
المتحدة وليس من روسيا.
وقالت الشركة إنها حظرت
559 صفحة و 251 حسابا كان معظمها يسيطر عليه الأمريكيون، بما في ذلك مواقع إخبارية
مستقلة يتابعها ملايين.
وقال "ناثانيل
غليشر" ، رئيس الأمن السيبراني في "فيسبوك"، "إن معظم الأنشطة
المزيفة على الموقع، تبدو كأنها تأتي من سماسرة محليين يحاولون الاستفادة من الانقسامات
السياسية بدلا من وكلاء الدولة".
وأوضحت الصحيفة بأن
التطهير جزء من حملة Facebook المستمرة ضد
ما تسميه "سلوكا متناسقا غير أصيل"، الذي ينطوي في هذه الحالة على استخدام
شبكات من الحسابات المزيفة لنشر محتوى مشكوك فيه من خلال تضخيم شعبيته بشكل مصطنع.
وأزالت الشركة في
تموز/ يوليو الماضي 32 صفحة، قالت إنها تحمل بصمات حملة نفوذ روسية، وفي آب/ أغسطس قامت
بإزالة 652 صفحة أخرى قالت إنه تم تنظيمها من قبل إيران.
لكن "غليشر"
قال، "إن الجزء الأكبر من النشاط المزيف أصبح الآن مدفوعا بالمال وليس بالسياسة،
وأن معظمه كان قادما من داخل الولايات المتحدة الأمريكية".
وأوضاف: "أحد الأنواع
الشائعة من الرسائل غير المرغوب فيها، هي المشاركات التي تعلق بمنتجات مزورة مثل النظارات
الشمسية المزيفة أو وسائل تخفيف الوزن، لكن الكثير من الرسائل المزعجة التي نراها اليوم
مختلفة".
وأردف قائلا: "ينشئ
الأشخاص الذين يقفون خلف هذه الدعاية الزائفة، شبكات من الصفحات باستخدام حسابات مزيفة
أو حسابات متعددة لها الأسماء نفسها، وينشرون مشاركات clickbait (هو رابط موقع ويب مصمم لحث المستخدمين على الانتقال إلى صفحة ويب أو فيديو معين) على
هذه الصفحات لتوجيه الأشخاص إلى مواقع ويب، منفصلة تماما عن "فيسبوك" وتبدو
مشروعة، ولكنها في الواقع عبارة عن مزارع إعلانية".
وأوضح
"غليشر" بأنه "عندما يستغل أصحاب الرسائل غير المرغوب فيها هذه الكوارث
الطبيعية أو ثرثرة المشاهير، فإنهم يستخدمون المحتوى السياسي المثير بشكل متزايد -
بغض النظر عن الميل السياسي - لبناء جمهور ودفع زيادة الزيارات إلى مواقعهم على الويب".
وقال أيضا لصحيفة نيويورك
تايمز: "إذا نظرت إلى المجلد، فإن غالبية عمليات المعلومات التي نراها هي جهات
محلية".
وقالت الصحيفة إن
حديث "فيسبوك" يشير إلى أن الأمريكيين ينسخون الآن نجاح برنامج التدخل الرئاسي
الروسي لإدارة حملاتهم الحزبية الخاصة بهم، سواء من أجل الأيديولوجية أو ببساطة من
أجل المال.
وأكدت أنه من المرجح
أن يؤدي هذا الحظر إلى إثارة الجدل حول الانحياز السياسي لوادي السيليكون، حيث تتهم
شخصيات بارزة في اليمين الأمريكي شركات التكنولوجيا بقمع وجهات النظر المحافظة عن عمد.
وامتنع فيسبوك عن التعليق
على الانتماء السياسي للصفحات التي حظرها، وتسمية معظمها الجماعات اليسارية مثل
"Snowflakes" و "People People Unite" و Reverb Press،
وهو موقع إخباري "تقدمي".
ومع ذلك، فقد أزال أيضا
مجموعة فيسبوك من Right
Wing News، وهي علامة إعلامية محترمة جديرة
بالاهتمام بدأت في عام 2001 ولديها الآن 3.1 مليون متابع على الموقع.
ونشرت المجموعة مؤخرا
قصصا كاذبة عن "كريستين بلاسي فورد" التي اتهمت في الشهر الماضي قاضي المحكمة
العليا الأمريكي الجديد "بريت كافانو" بمحاولة اغتصابها.
وقال "جون هوكينز"
الذي أسس موقع Right
Wing News الأصلي، "إنه لم يعد يسيطر على
مجموعة الفيسبوك، لكنه ادعى أن "فيسبوك" كان يبحث عن أي عذر للتخلص من الصفحات
المحافظة".
وأشارت الصحيفة
أيضا إلى أن "فيسبوك" قاوم مرارا الدعوات لحظر المستخدمين أو الشركات على
نشر أخبار مزيفة، وبدلا من ذلك اختار إخفاءها عن المستخدمين، بينما أصدر الحظر الكامل
للكلمات التي تحض على الكراهية أو البريد الإلكتروني غير المرغوب.
واعترف "غليشر"
بأن الحملات السياسية "غير الصحيحة" كان "لا يمكن تمييزها في الغالب
عن النقاش السياسي المشروع"، وقال إن المواقع المحظورة استهدفت بسبب سلوكها وليس
محتواها.
وبشكل منفصل، قام "فيسبوك"
أيضا بتعطيل 66 من الملفات الشخصية والصفحات التي تديرها شركة زعمت أنها تبيع بيانات
من مستخدمين روس، وتطلق على نفسها اسم "كامبريدج أناليتيكا في روسيا".
ويشار إلى أن
الجهات الأمنية في الولايات المتحدة الأمريكية، اتهمت روسيا باستخدام
"فيسبوك" للتأثير في نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة، التي فاز
فيها "دونالد ترامب" بالرئاسة".