قال ماتان تسوري، المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن "المستوطنين الإسرائيليين في غلاف غزة يستعدون لتصعيد عسكري متوقع، لأن المواجهة قد تنطلق خلال يوم واحد، في ظل ما تشهده الحدود من أجواء القلق حول إمكانية فشل المفاوضات التي تجريها حماس في القاهرة، وتجلى ذلك في زيادة الطائرات الورقية، وتجديد المظاهرات الشعبية".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التوتر
المتزايد على حدود القطاع يتزامن مع حدة الاستقطاب داخل المجلس الوزاري المصغر
للشؤون السياسية والأمنية، حيث بدأ مستوطنو الغلاف في الاستعداد للمواجهة القادمة
العسكرية مع حماس".
سكرتير
كيبوتس بئيري الذي يتعرض للحرائق اليومية، يانيف هاغاي، قال إن "التصعيد مع
غزة قد ينطلق خلال يوم واحد، نشهد في كل ليلة تفجيرات متلاحقة، لدينا حالة يومية
من الطوارئ منذ أكثر من نصف عام، وهكذا تنتقل حياتنا من طوارئ إلى حياة عادية، ومن
حياة عادية إلى طوارئ، البالونات الحارقة تصل داخل الكيبوتس في كل يوم وليلة،
ترافقها جميع أشكال الإزعاج والضوضاء والفوضى، هذا خطر جدا".
وختم
بالقول إننا "ننتظر من رئيس الحكومة أن يتحلى بالمسؤولية في التعامل مع هذه
التطورات الأمنية، ويعلن أنه ينوي حل هذه المشكلة القائمة والمتفاقمة، وعمل ما فيه
وضع حد لهذا التوتر".
أما
عضو الكنيست حاييم يالين، الرئيس السابق للتجمع الاستيطاني أشكول على حدود غزة، فقال
إنه "ليس من المعقول أن حماس تحدد لنا نحن الإسرائيليين أجندة حياتنا
اليومية، ليس منطقيا أننا بتنا أسرى ورهائن لمصالحة حماس مع أبو مازن، يجب أولا
توجيه ضرباتنا باتجاه المسلحين في غزة، وفي الوقت ذاته تجنيد المجتمع الدولي
لإعمار قطاع غزة".
وأضاف
أن "هذا ما كان يجب أن يحصل عقب حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، كان
لدينا ثلاث سنوات ونصف بعد الحرب، لماذا فرطنا فيها؟ ومع ذلك فإنه بالنسبة للحرب
المتوقعة لا أظن أن إسرائيل ستحدد موعدها، أو تبادر إليها، وإنما حماس".
وأوضح
أنني "آسف لقول ذلك، لأن إسرائيل بميزانية 75 مليار شيكل، قرابة 25 مليار
دولار، ولديها جيش مسلح جيدا، تخاف من الدخول في مواجهة، الإشكال ليس في الجيش،
وإنما في عدم وجود سياسة واضحة تجعلنا لا نعرف أين ستقودنا المعركة القادمة في
غزة".
الجنرال
إيتان دانغوت المنسق السابق لأنشطة الحكومة في الأراضي الفلسطينية قال إن "حماس
تحاول محاكاة تجربة الطائرات الورقية بالقذائف الصاروخية من خلال المديات
الجغرافية لها في العمق الإسرائيلي، يجب الاعتراف بذلك، حماس توسع عملياتها
وفعالياتها من خلال وسائلها القتالية، ورفع صوت تهديداتها، وتكثيف استفزازاتها
للجيش، وهذا أمر جوهري".
يوني
بن مناحيم، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، قال في موقع نيوز ون الإخباري إن
"غزة تعيش حالة من عدم الحرب وعدم التهدئة، في ظل جهود مصر لمنع تصعيد عسكري،
ورفض رئيس السلطة الفلسطينية وقف عقوباته الجديدة على غزة، التي قد تؤدي لمواجهة
عسكرية بين حماس وإسرائيل".
ونقل
في مقال ترجمته "عربي21" عن أوساط أمنية
إسرائيلية قولها إن "حماس تستعد لمواجهة عسكرية، رغم أنها غير معنية بها، مما
يعني أن المواجهة باتت مسألة وقت، وغير معروف متى قد تتخذ قيادة حماس القرار، مع أن
الراجح أنها قد تتجه إلى تصعيد محدود تحاول السيطرة على النيران التي قد تندلع معه،
لكن الأمور قد تخرج عن السيطرة، وصولا إلى تدهور نحو مواجهة عسكرية شاملة".