قال الضابط غونين بن-يتسحاق، المسؤول السابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، إن "العمل في ملاحقة المسلحين الفلسطينيين يشبه ملاحقة الفيلة في القارة الأفريقية، وقد دفعنا أثمانا باهظة على أخطاء ارتكبناها في عملنا، لكن أكبر خطأ ارتكبته كان الفشل في اعتقال كبير مطلوبي حماس إبراهيم حامد الذي عمل في الضفة الغربية مسؤولا عن أكبر العمليات المسلحة وأخطرها خلال الانتفاضة الثانية".
وأضاف
بن-يتسحاق في اللقاء المطول مع صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "إبراهيم حامد كان القائد العام لكتائب عز الدين السام في الضفة الغربية
الجناح العسكري لحماس، خلال أيام الانتفاضة الثانية، ومن خلال وضعيته القيادية خطط
وأعد لعشرات العمليات ضد إسرائيليين، بينها عمليات انتحارية قاسية، ما جعله المطلوب
الأول لأجهزة الأمن الإسرائيلية منذ عام 1998".
وأوضح
بن-يتسحاق الذي عمل في تجنيد العملاء، أن من "العمليات التي أشرف عليها حامد العملية
الانتحارية المزدوجة بشارع بن يهودا في القدس عام 2001 وفجر خلالها فلسطينيان
نفسيهما، وقتلا 11 إسرائيليا وأصابا 180 آخرين، وعملية التفجير بمقهى مومينت بالقدس
في2002 وقتل فيها 11 إسرائيليا آخرين وإصابة 65، والعملية التفجيرية بالجامعة
العبرية بالقدس في 2002 وقتل فيها 9 إسرائيليين وأصيب مائة آخرين".
ويشير إلى أن "إبراهيم حامد كان "ابن لادن" الخاص بي، طيلة الوقت أمام عيوني،
أحلم فيه خلال نومي، لكنه نجح في جميع الأحيان من الإفلات مني، والاختفاء من ناظري،
وبعد أن اعتقل عام 2006 برام الله في عملية مشتركة لجهاز الشاباك وقوة اليمام
وسلاح الهندسة القتالية، وأدين بقتل 46 إسرائيليا وإصابة 400 آخرين، ويقضي اليوم
حكما بالسجن المؤيد 54 مرة، ورفضت إسرائيل الإفراج عنه في صفقة شاليط 2011".
تحدث
بن- يتسحاق عن سياسة الاغتيالات في عمل الشاباك ضد الفلسطينيين قائلا إنها "تعتبر
في بعض الأحيان سلاحا مجديا لمواجهة ظاهرة العمليات المسلحة، خذ بن لادن كمثال على
ذلك، لو نجحت الولايات المتحدة باغتياله قبل أسبوع فقط من أحداث سبتمبر 2001،
لأنقذت حياة ثلاثة آلاف من البشر".
واستدرك
بالقول إن "التقدير بأن تسفر هذه الاغتيالات عن وضع حد نهائي لمرة واحدة
لظاهرة العمليات، فهذا يعني أن أمامنا طريق طويلة، أنا كضابط شاباك ليس لدي موانع أخلاقية
عند الحديث عن الاغتيالات، لكن النقاش يدور عن الجدوى والفائدة".
وأوضح أنه "من خلال تجربتي مع الفلسطينيين، وجدت أن لديهم من يريد السلام مع إسرائيل، لكني لا أؤمن بإمكانية تحقق هذا السلام، يجب الحديث عن ترتيبات لا سلام معهم، هذا سيكون أكثر جدوى بإيجاد واقع أمني أفضل لإسرائيل".
وأضاف أنني "لا أعتقد أن حماس هي تهديد وجودي على إسرائيل، في حين أن إيران نعم، ولذلك فإن السلام مع الدول العربية والفلسطينيين سيؤمن لنا استقرارا وأقل تهديدا".
وختم بالقول إن "إسرائيل دولة تفقد نفسها، فما يجري اليوم فيها لا يضيف شيئا للديمقراطية، وإنما تعمل على إضعافها، صحيح أن التحقيقات الجارية ضد نتنياهو جزء من الصورة الكاملة، لأن كثيرا من السياسيين الإسرائيليين تحقق الشرطة معهم، وهذا أمر جيد، لكن ما يحصل لدينا هنا بات دوريا، وربما يشكل خطورة على الدولة، لأن المستشار القضائي للحكومة لا يتخذ قرارات، ما يعمل على المس والإضرار بهذه الديمقراطية".