نشرت صحيفة "الإندبندنت" الإنجليزية تقريرا تحدثت فيه عن منافسات مرحلة المجموعات هذا الموسم، والتي تتميز بتقارب مستوى الفرق التي تشكل قوامها. وتجدر الإشارة إلى أن ريال مدريد سيسعى هذا الموسم للظفر باللقب الرابع على التوالي في دوري أبطال أوروبا، في حين يطمح كريستيانو رونالدو لوضع بصمته وقيادة السيدة العجوز إلى معانقة المجد الغائب عنها منذ سنة 1997.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هناك شعورا سائدا بين أوساط الفرق المشاركة في دوري أبطال أوروبا يقضي بأن المنافسة الحقيقية تبدأ فقط عند خروج الفرق الضعيفة و بقاء النخبة فقط في شهر آذار/ مارس من السنة القادمة. ويرى الكثيرون أن جوهر المسابقة الأوروبية الأعرق على الإطلاق يبرز خلال المباراة النهائية.
وأفادت الصحيفة أن أطوار هذه القصة تدور كالعادة حول نادي ريال مدريد، آخر الأندية المسيطرة منذ أكثر من نصف عقد.
ومن المرجح أن الجولة الأولى ستستأثر باهتمام أكبر من المعتاد، وذلك لكون النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو استعاد حسه التهديفي في المباراة الأخيرة، وهو ما يقود إلى استنتاج بأنه سيجد طريق الشباك مجددا.
إن لم يتمكن البرتغالي من تجاوز هذه المرحلة كما اعتاد أن يفعل، فقد يكون هذا دليلا واضحا عن السبب الذي جعل ريال مدريد يتخلى عنه. وفي حال عاد الهداف التاريخي لريال مدريد إلى صيامه التهديفي وعجز عن قيادة السيدة العجوز لمعانقة المجد الأوروبي الغائب عن خزائنها منذ سنوات، سيظهر جليا أن الظفر باللقب يتطلب أكثر من مجرد التعاقد مع لاعب خارق.
وأفادت الصحيفة بأن الألقاب الأربعة التي توج بها ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا تحققت بفضل أهداف رونالدو، الذي تمكن من تحطيم رقم قياسي بتسجيله 105 أهداف أثناء مكوثه بين أسوار ملعب برنابيو. وسجل البرتغالي 55 هدفا من إجمالي أهدافه الأوروبية مع ريال مدريد في دوري المجموعات.
وفي ما يتعلق بآراء المشككين الذين يرون بأن رونالدو لم يكن حاسما إلا أمام بعض الأندية الضعيفة، ذكرت الصحيفة أن نهائي سنة 2017 يقف دليلاً على أدائه في دوري أبطال أوروبا، كما أن الدون قدم الأداء الأكثر بروزا خلال ذلك الموسم.
وسجل رونالدو هدفين ساهما في التغلب على يوفنتوس بنتيجة أربعة أهداف لهدف، ومثلت هذه التجربة بدون شك سببا رئيسيا وراء نجاح النادي الإيطالي في الظفر بخدمات اللاعب البرتغالي ومحاولة التحسين من أداء الفريق ككل.
وأفادت الصحيفة أن لقاء مرتقبا مع نادي مانشستر يونايتد في دور المجموعات من شأنه أن يزيد من تعقيد الأمور، خاصة وأن هذه المجموعة تعتبر الأصعب هذا الموسم، وذلك نظرا لسعي يوفنتوس والعديد من الأندية الأخرى إلى إحداث تغيير جذري وعدم تكرار خيبات الأمل القديمة.
وبينت الصحيفة أنه إن لم يتمكن ريال مدريد من التأهل في هذه المرحلة، فإن من شأن هذا الأمر أن يبرهن الخطأ الذي اقترفه النادي الملكي بالتخلي عن كريستيانو رونالدو دون توفير بديل.
ومن جانبه، يعد ليونيل ميسي أحد أبرز اللاعبين المهمين في برشلونة، وهو يعلم تمام العلم أن ناديه لم يحقق نتائج هامة في المحفل الأوروبي خلال المواسم الثلاثة الماضية.
من جانب آخر، يشعر نادي مانشستر سيتي بأنه الأقرب للظفر باللقب الأوروبي، خاصة وأنه قد تغلب على قطبي إسبانيا خلال الموسم الماضي.
ويجدر بالمدرب بيب غوارديولا تجنب الوقوع في الخطأ الذي أودى بحظوظه للفوز باللقب في المواسم الأخيرة، أي الانهيار المفاجئ بعد أول صدمة، على غرار مباريات البايرن ضد الريال وبرشلونة و مانشستر سيتي ضد موناكو وليفربول.
وأوضحت الصحيفة أن إيجاد حل لهذا الوضع، وفق كبار الشخصيات المسؤولة في ملعب الاتحاد والمقربة من المدرب الكتالوني، يعتبر هاجس غوارديولا.
لقد استغرق الأمر الكثير من تخطيطه الصيفي، وهو ما تطلب منه إيجاد أفكار جديدة تحول دون إقصائه من المحفل الأوروبي كما حدث سابقا. ويرغب غوارديولا في تقديم مشاركة جيدة والفوز بثنائية الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا وإدراجهما ضمن قائمة إنجازاته.
ونوهت الصحيفة بأن ظهور أندية عملاقة خفض من حماس مرحلة المجموعات، خاصة وأن هذه الأندية تحتكر البطولات بشكل جعل هذه المرحلة تبدو وكأنها منافسة مختلفة عن دوري أبطال أوروبا.
وإن كان هذا الموسم يخفي بعض المفاجآت، على الأقل بوجود بعض المخاطر التي تواجهها مجموعات اليونايتد وليفربول وتوتنهام، إلا أن دوري المجموعات لن يختلف كثيرا عن المواسم الماضية.
وذكرت الصحيفة أن أبرز التساؤلات المتعلقة بمباريات مرحلة المجموعات تتمثل في ما إذا كان باريس سان جيرمان قادراً على التغلب على يوفنتوس، أو حول ما إذا كان ليفربول قادراً على الصمود في المسابقة حتى نهاية الموسم، في حين يتساءل المجتمع الكروي حول استمرار مورينهو على رأس القيادة الفنية للشياطين الحمر، كما تندرج قدرة أتليتكو مدريد على التتويج باللقب ضمن تساؤلات المشجعين حول العالم.
وفي الختام، يترقب متابعو كرة القدم الأوروبية إلى مشاهدة نادي النجم الأحمر بلغراد في المسابقة من جديد، ليبصم على مشاركته الأولى منذ ظفره باللقب خلال القرن الماضي.
وبشكل عام، لم تعد المسابقة الأوروبية بالشكل الذي نعهده، حيث يمكن القول بأن هاجس القائمين عليها هو تهيئة المناخ الملائم لتألق الأندية الكبرى دون غيرها.