أعرب محللون سياسيون سوريون تحدثت إليهم "عربي21"، عن خشيتهم من استهداف روسيا نحو 235 موقعا تسيطر عليهم فصائل المعارضة السورية في إدلب، وذلك بعد أن أرسلت الأمم المتحدة هذه المواقع إلى روسيا لكي تجنبها القصف.
وكان مسؤول كبير في الأمم المتحدة، قد كشف في وقت سابق،
أن المنظمة أرسلت إحداثيات نحو 235 موقعا يخضع للحماية في محافظة إدلب السورية، من
بينها مدارس ومستشفيات، لروسيا وتركيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وسط
مخاوف من هجوم عسكري كبير.
وفي هذا الصدد، أكد المحلل السياسي السوري حسن
النيفي أن "المخاوف بعد تسليم إحداثيات بعض المنشآت المدنية من قبل الأمم
المتحدة إلى الروس، مشروعة لأن روسيا ليس بوارد حساباتها تجنب تدمير الأهداف
المدنية".
وأردف النيفي في تصريح لـ"عربي21" أن "لروسيا
سوابق هي غاية في القذارة وذلك على مدى ثلاث سنوات، أي منذ بدء تدخلها الجوي بسوريا
في القصف والتدمير"، لكنه في المقابل يرى أن أغلب هذه المنشآت معروفة للجميع
سواء للروس أو النظام.
اقرأ أيضا: أردوغان متفائل بشأن هدنة في إدلب ويلتقي بوتين الاثنين
واعتبر أن ما فعلته الأمم المتحدة ليس تسريبا
لأسرار، لذلك لا يمكن النظر إلى ما تم على أنه خرق لأسرار أو إخبار بشيء لم يكن
معلوما، علما أن الأمم المتحدة سلمت هذه الإحداثيات للروس والأمريكان معا.
من جهته، يرى رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير
أن روسيا تريد الاستمرار بعملياتهم العسكرية، معتبرا أن تسليم روسيا من الأمم المتحدة لروسيا إحداثيات لكي تتلافهم، خدعة وهي بالتأكيد ستقصفهم وتتهم الثوار.
وأشار بشير في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "روسيا
قصفت سابقا المشافي والمدارس والأفران، وبالتالي هي ليست بحاجة لأي إحداثيات من
الأمم المتحدة، حيث أن لديها إحداثيات كاملة وتعلم تماما مواقع المشافي والمدارس".
ولم يستبعد بشير أن تقصف روسيا المواقع التي سلمتها الأمم المتحدة من أجل اتهام
فصائل، بهدف تبرير قصفها، وكذلك لتوحي بأن حصولها على الإحداثيات من الأمم المتحدة
كان بغية تجنيب المشافي والمدارس والمرافق العامة للقصف.
اقرأ أيضا: صحيفة روسية: لماذا لم يبدأ النظام عملية عسكرية بإدلب بعد؟
لكن في المقابل، يرى المعارض السوري عبد الغني حمادة
أن الأمم المتحدة قامت بواجبها عندما سلمت المواقع لروسيا، حيث تفعل في الحروب
عادة، كما فعلت حين أعطت إحداثيات المشافي والمدارس وباقي المناطق الخدمية
لإسرائيل.
وقال حمادة في حديثه لـ"عربي21" إنه "بالرغم
من أن روسيا والنظام لا يحترمان المواثيق الدولية، لكنهما هذه المرة لن يقصفا أي
مشفى أو مدرسة في إدلب".
وردا على سؤال حول أسباب
استبعاده لقصف روسيا المواقع التي سلمتها الأمم المتحدة، ذهب حمادة إلى أن "روسيا
لا تريد إعطاء الذريعة لأمريكا وفرنسا وبريطانيا الذين أعلنوا صراحة أنهم لن
يوافقوا على اجتياح إدلب، وبالتالي فإن روسيا لن تتورط بقصف المراكز الطبية أو
التعليمية"، وفق تقديره.
هل استبعدت روسيا الخيار العسكري في إدلب؟.. مؤشرات توضح
مع قرب معركة محتملة.. ما مصير الجيش التركي في إدلب؟
هكذا رسم النظام خطته للسيطرة على محافظة إدلب