كشفت صحيفة يمنية عن سر الانهيار المفاجئ والسريع للريال اليمني أمام العملات الأجنبية، والدور "المشبوه" الذي لعبته دولة الإمارات في ضرب العملة اليمنية.
وبحسب ما رصدته "عربي21"، فقد سجل سعر صرف الريال اليمني مستويات قياسية منخفضة على مدار الأيام القليلة الماضية، وتجاوزت قيمته، أمس الأحد، في السوق السوداء (السعر غير الرسمي) حاجز الـ 600 ريال يمني للدولار الواحد لأول مره في تاريخ سوق الصرف باليمن، مقابل السعر الرسمي الذي يحدد البنك المركزي اليمني بـ 381 ريالا للدولار.
وفشلت جهود الحكومة اليمنية في احتواء أزمة تدهور العملة المحلية، التي فقدت نحو ثلثي قيمتها على مدار السنوات الثلاث الماضية (منذ اندلاع الحرب في 2015). وتراجعت قيمتة الريال اليمني أمام الدولار من 250 ريالا إلى 500 ريال في بداية العام الحالي (2018)، قبل أن يصل سعر صرفه أمس الأحد في شركات الصرافة إلى أكثر من 600 ريال للدولار الواحد.
وقال مسؤولون يمنيون، بينهم مسؤول بارز في البنك المركزي اليمني، في تصريحات لـ "اليمن نت"، إن إن رجال أعمال يمتلكون أعمالا في الإمارات أنشأوا مراكز صرافة في المحافظات اليمنية للحصول على العملات الصعبة وسحبها من السوق.
وقال المسؤول البارز في البنك المركزي، بحسب الصحيفة، إن رجال أعمال إماراتيين طلبوا من موظفين في البنك معلومات حول النقد في البنك، وتقديم أي معلومات جديدة تدور في الخفاء لمواجهة سحب العملات.
ولفت أحد المسؤولين الحكوميين إلى أن ما يسمى "جهاز أمن الدولة في الإمارات" يقف خلف عملية سحب الدولار والريال السعودي من السوق، موضحا أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يعلم جيدا أن الشيخ خالد محمد بن زايد، رئيس الجهاز ( نجل ولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي للإمارات) يقف خلف عملية انهيار الريال اليمني.
اقرأ أيضا: مصدر يمني ينفي نقل هادي للعلاج بالولايات المتحدة
وأكد المسؤول الآخر، أن طائرات شحن عسكرية إماراتية كانت تغادر مطار عدن محملة بملايين الدولارات. وأن محلات الصرافة التي فتحتها الإمارات سلمت الأموال إلى مندوبين خاصين من الإمارات.
وأشار إلى أن ابن زايد أراد الرد على الحكومة اليمنية بسبب عدم وجود ممثلين الأول للمجلس الانتقالي الجنوبي والثاني لـ "عائلة الرئيس الراحل علي عبدالله صالح" ضمن مشاورات جنيف التي من المتوقع أن تبدأ الخميس القادم.
واتفق المسؤولون الثلاثة على أن رجال الأعمال اليمنيين وجماعة الحوثي شاركوا أيضاً في عملية مضاربة كبيرة بالعملة واحتكارها خلال الفترة الماضية.
واستدرك المسؤول في البنك المركزي بـ "عدن" بالقول: "لكن مع ذلك لن يكون هذا الانهيار المفاجئ والسريع للريال اليمني قرابة 150 ريالا في أقل من أسبوع".
وقال مسؤول حكومي إنه كان يفترض أن يتم تعزيز العملة مع حصول اليمن على منحة سعودية من المشتقات النفطية بقيمة 60 مليون دولار.
وكانت السعودية بالفعل قد أعلنت عن منحة سعودية بقيمة 60 مليون دولار شهريا في أغسطس/آب 2018، وقال السفير السعودي لدى اليمن "محمد آل جابر" إن هذه المنحة ستوفر العملة الصعبة لليمن.
واعتبر المسؤول الأول أن هذا أيضا يعتبر تحديا إماراتيا للسعودية من أجل إيصال رسالة بأن "أبو ظبي ما تزال متحكمة في اقتصاد البلاد وبمصير الحكومة اليمنية".
اقرأ أيضا: احتجاجات في عدن بسبب استمرار انهيار العملة والغلاء (شاهد)
وشهدت مدينة عدن جنوب اليمن، احتجاجات واسعة جراء تدهور العملة المحلية وارتفاع الأسعار، وأغلق العديد من التجار المحلات التجارية، استجابة لدعوات العصيان المدني التي تجتاح البلاد.
وقال أحد المحتجين ويدعى فضل علي عبد الله، بحسب رويترز: "لا بديل لتغيير الوضع إلا عن طريق الثورة الشعبية ضد الفساد بكل صوره.. الشعب فقد الثقة في كل شيء حوله".
وأضاف: "الاحتجاج والعصيان المدني سيستمران يوميا من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة الثانية بعد الظهر ما عدا أيام الجمعة حتى تستقيل الحكومة الحالية ويتم تخفيض أسعار السلع الاستهلاكية".
وفي المقابل، عمد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والحكومة اليمنية، في محاوله لامتصاص الغضب الشعبي، إلى اتخاذ قرار برفع الأجور، وإقرار زيادة قدرها 30 بالمئة لرواتب القطاع العام وتشمل المتقاعدين والمتعاقدين.
وقال بيان نشره وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، على "تويتر" إن الحكومة اليمنية أمرت أيضا بزيادة الإنتاج النفطي في حقول المسيلة بحضرموت وضمان تصدير نفط محافظة شبوة والبدء في إجراءات عاجلة لتصدير الغاز.
وأضاف أن السلطات ستغلق جميع محلات الصرافة غير المرخصة وستمنع المؤسسات الحكومية من التعامل مع سوق العملات الأجنبية دون ترخيص.
الريال اليمني ينهار مجددا أمام العملات الأخرى
نسبة خجولة لنصيب الدول العربية من التبادل التجاري العالمي
نشاط سياحي استثنائي بالإمارات في عيد الأضحى