نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن الهجمات المتواصلة الموجهة ضد اللاعب الألماني، مسعود أوزيل، التي جاءت هذه المرة من رئيس نادي بايرن ميونخ الألماني، أولي هونيس. وبعد الانتقادات التي وجهها هونيس لأوزيل على خلفية اعتزاله اللعب الدولي، قال مدرب نادي أرسنال الجديد، أوناي إيمري، إن الأرسنال لن يتخلى عن لاعبه وسيسانده خلال هذه المحنة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أوناي إيمري نوه بأن جميع من في نادي أرسنال يساندون مسعود أوزيل، على إثر تعرضه مرة أخرى للانتقادات من قبل مدير نادي بايرن ميونيخ، أولي هونيس. وقد أعلن أوزيل عن اعتزاله اللعب دوليا لصالح ألمانيا عقب خروج منتخبها من بطولة كأس العالم لهذه السنة. وقد أشار أوزيل إلى أن السبب الكامن وراء اتخاذه لهذا القرار هو المعاملة "العنصرية والمهينة" التي تعرض لها عقب ظهوره في صورة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبعد الإعلان عن قراره مباشرة، هاجم مدير بايرن ميونيخ اللاعب الألماني بسبب "أدائه الرديء طوال سنوات الماضية". وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، زاد هونيس من حدة انتقاداته، إذ وصف الفائز بكأس العالم لهذا الموسم بأنه "منتج أُحسن تسويقه، حيث أنه يتمتع بمظهر أفضل بكثير من أوزيل". وأضاف هونيس أن "توليه الآن لمركز قائد فريق في آرسنال بمثابة المعجزة".
ونقلت الصحيفة عن مدرب نادي أرسنال، أوناي إيمري، حديثه قبل مباراة دربي لندن التي ستجمع فريقه مع وست هام يوم غد، حيث أعرب عن استيائه من هذه الانتقادات، مؤكداً أن مسؤولية النادي تمثلت في الوقوف إلى جانب أوزيل خلال تلك الفترة العصيبة.
وحيال هذا الشأن، قال إيمري "جميعنا على استعداد لمساعدته، فنحن بمثابة عائلته وهذا النادي هو موطنه. وفي الحقيقة، لقد اعتدنا على سماع الانتقادات، لكننا أشخاص محترفون. ففي هذا المجال، سواء كنا مدربين أو لاعبين، سنظل عرضة للانتقادات. والعكس بالعكس، فعندما نقدم أداء جيدا، نتلقى المدح، لكن علينا التعايش مع هذه الحقيقة. ومن هذا المنطلق، يتعين علينا مساعدته، ونحن مستعدون لمد يد العون".
اقرأ أيضا: رئيس الاتحاد الألماني "نادم": كان علي الدفاع عن أوزيل
وأشارت الصحيفة إلى أن إيمري لم يكن المدرب الوحيد ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز الذي أعرب عن دعمه للاعب أوزيل، فقد ساند مدرب نادي ليفربول يورغن كلوب، أوزيل واصفا الانتقادات المتكررة لقرار اعتزاله من كرة القدم الدولية بأنها "نوع من النفاق".
وفي مقابلة له مع قناة "سبور 1" الألمانية، صرح كلوب بأن "هذا مثال حي على عملية التضليل الكامل، والهراء الذي يسوّق له بطبيعة الحال. وقد تم استغلال هذه الصورة لأول مرة من قبل أردوغان، ومن ثم العديد من الأشخاص الآخرين".
ونقلت الصحيفة عن كلوب قوله إنه "في عالم السياسة، لطالما وقع تهويل الأمور البسيطة والتغاضي عن القضايا المهمة. وعادةً ما يميل الأذكياء إلى التزام الصمت لأن قول الشيء المناسب أو الصحيح ليس بالأمر السهل في الحقيقة. وشخصيا، أعتبر نفسي أحد هؤلاء الأشخاص. وللأسف، نجد أن أكثر الأشخاص خوضا في هذا الموضوع هم أولئك الذين يفتقرون إلى الحد الأدنى من الحكمة والرصانة".
وأوردت الصحيفة تصريحا أدلى به كلوب أوضح فيه قائلا "أنا أعرف اللاعب إيلكاي غوندوغان بصفة شخصية، والأمر سيان بالنسبة لكل من إمري تشان ونوري شاهين. ولكنني لا أعرف مسعود بشكل جيد، ومع ذلك أتمنى أن يعود إلى اللعب مع المنتخب الألماني. ليست لدي أي شكوك حول مدى ولاء هؤلاء اللاعبين لوطننا. والفرق الوحيد بيننا هو أنهم من خلفيات عرقية مختلفة لا غير. فما المشكلة؟ بل بالعكس، هذا أمر رائع للغاية".
ونوهت الصحيفة نقلا عن كلوب بأنه "خلال بطولة كأس العالم 2006، اعتبر جميعنا التنوع الثقافي أمرا رائعا. ففي ذلك الوقت، شاهدت الإعلانات التجارية الرائعة التي ظهر فيها والدا كل من اللاعب جيرالد أسامواه وماريو غوميز معا خلال حفل الشواء. لقد استهوانا المشهد".
وتابع كلوب قائلا "والآن، تم الدفع بشخصين من قبل أناس محنكين سياسيا إلى التقاط هذه الصورة، دون منحهما الفرصة لتبرير مواقفهما ونقل الحقيقة كاملة. لهذا السبب، أجد أن الخوض في هذا الموضوع يعد من قبيل النفاق. وقد تسبب تضليل الجماهير في حدوث أمور كان يمكن تجنب وقوعها".