تزايدت التحليلات الإسرائيلية الخاصة بتطورات الوضع في غزة، وسط تبادل اتهامات بين المستويات السياسية والحزبية، بشأن غياب سياسة واضحة للتعامل مع حماس هناك.
فقد
قال تال ليف-رام الخبير العسكري الإسرائيلي إن "جولة التصعيد القادمة ستأتي
قريبا، ومن المتوقع أن تكون أكثر عنفا من سابقاتها، وبغض النظر عن توصيف وقف إطلاق
النار الأخير مع حماس، فإننا على كل الأحوال نبدو أمام هدوء حذر بانتظار الجولة
القادمة، التي قد تأتي قريبا جدا".
وأضاف
في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "ما حصل من وقف لإطلاق النار، لا يعطي المستوى السياسي الشرعي اللازم له
كي يتكلم أمام الجمهور الإسرائيلي، ويكذب عليه، ولذلك فلم يتقبل الرأي العام كثيرا
هذه الرواية، لأنه توقع الاستماع من قادته عما حصل مع حماس، وليس من الجزيرة".
وأوضح
أن "المستوى السياسي والجيش يزعمان أن حماس تلقت ضربة قاسية في الجولة الأخيرة،
رغم أن هذه الرواية ليس لها ما يؤيدها، لأن التقدير الأمني أن حماس في هذه الجولة باتت
هي من تحدد تاريخ بدايتها ونهايتها، وتخترق بذلك خطوطا إسرائيلية حمراء".
وأكد
أن "تدمير المبنى ذي الخمسة طوابق في قلب مدينة عزة ليس إنجازا عسكريا يمكن
التفاخر به، بل يبدو مخيبا للآمال، مع أن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة يدرك حجم
الانتقاد الموجه إليه، لأن الجيش تصرف بطريقة ناعمة تجاه غزة".
وختم
بالقول أن "الحكومة تعلم أن مواجهة عسكرية واسعة مع حماس لا تخدم المصالح الإسرائيلية،
لأننا سنعود للنقطة ذاتها التي انطلقنا منها، لكن في حال فشلت مباحثات التهدئة
الجارية أمام حماس، فإن الخيار العسكري سيكون على الطاولة، ويبقى السؤال المهم: هل
سيتم تحقيق الإنجاز العسكري معها عبر المفاجأة أم الرد عليها؟".
يوسي
ميلمان الخبير الأمني الإسرائيلي قال في صحيفة معاريف، إنه "في ظل غياب استراتيجية
واضحة لإسرائيل أمام حماس في غزة، فإن الردع الإسرائيلي مآله التآكل، والسنوات الأخيرة
من الهدوء تم إهدارها، وباتت حماس هي من تكتب عناوين اللعبة، ومديات المواجهات
القائمة".
وأضاف
في التحليل الذي ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل
التي لا تريد حربا مع حماس، فإنها لا تريد الاتفاق معها، لأنها لا تريد القيام
بشيء لا تؤمن به، باستثناء بعض الوزراء الذين يعارضون عملية عسكرية برية، لكنهم
يؤمنون بقدرات سلاح الجو في التسبب لحماس بخسائر باهظة وأضرار جسيمة".
وأوضح
أن "حماس اليوم لديها قذائف صاروخية قادرة على وصول تل أبيب وشمالها، لكنها
غير دقيقة، والقبة الحديدية قادرة على التعامل معها، وفي حال أطلقت الحركة صواريخها
فلن تكون هناك خسائر بشرية إسرائيلية في المناطق المحاذية لغزة، لأن الجيش سيقوم بإخلاء
المستوطنين، رغم أن إخلاءهم سيقدم لحماس صورة انتصار هي بحاجة لها".
وختم
بالقول أن "الحرب مع غزة ليست على الطاولة حاليا؛ لأن الانتخابات الإسرائيلية
المبكرة قد تنطلق في أي لحظة، ومع ذلك ففي ظل غياب أي استراتيجية، فسنكون أمام جولات
جديدة من المواجهة والتصعيد، ونتنياهو يعلم تماما أن وضعه في استطلاعات الرأي
بالنسبة لتعامله مع غزة آخذة بالتراجع، وإن استمر الحال على ما هو عليه فسوف يتضرر
كثيرا".
البروفيسور
زوهار بن آشر الأكاديمي الإسرائيلي قال في مقاله على موقع نيوز ون الإخباري، إننا
"أمام حكومة من الجبناء مكونة من "نتنياهو وليبرمان وبينيت" في
مواجهة حماس، في ظل الخضوع أمامها، بدلا من إيجاد سياسة رادعة لها، لمرة واحدة فقط،
وإلى الأبد".
وأضاف
بن آشر، وهو رئيس المركز الأوروبي للأبحاث في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "على إسرائيل إفهام حماس
أنها ستخسر الكثير في مواجهتها، من خلال تلقيها ضربة قوية لم تتلق مثلها من قبل، وتكبيدها
أثمانا باهظة غير محتملة، تجعلهم يصرخون، من خلال اغتيالهم الواحد تلو الآخر".
وأوضح
أنه "لا يعقل ألا ينام الأطفال الإسرائيليون في غلاف غزة، وأن تتواصل الحرائق
في الحقول الزراعية بفعل الطائرات الورقية، في حين ينعم قادة حماس بنوم هادئ في غزة".
وأشار
أن "حماس تريد أمرا واضحا من جولات التصعيد الحاصلة في غزة، بأن يتم الاعتراف
بها رسميا باعتبارها سلطة شرعية في القطاع، على أن يتم تنفيذ المشاريع الإنسانية
من خلالها، في حين أن إسرائيل ليس لديها رد قوي وحاسم تجاه حماس، والدليل أنها
تخاف منها، وتستبدل ذلك بسلوكيات ضعيفة، وليس لديها توجه واضح نحوها، فهي لا تريد
ترتيبات معها، ولا تريد توجيه ضربة لها، ولا تريد للجمهور الإسرائيلي أن ينعم
بالأمان".