مع ترقب الأوساط المختلفة لما يمكن أن تسفر عنه المباحثات التي تجريها الفصائل الفلسطينية مع قيادات حركة حماس حيال ملفات التهدئة والمصالحة والحصار المفروض على غزة، يأتي الاستهداف الإسرائيلي لموقع للمقاومة بغزة، ليحمل رسائل عدة بالمكان والزمان .
وأدى القصف الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، لموقع للقسام شمال قطاع غزة، إلى استشهاد عنصرين من الكتائب، هما أحمد مرجان وعبد الحافظ السيلاوي.
وفي تعليقه على العدوان والقصف أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، أن "هذه رسالة إسرائيلية قاسية مغمسة بالدم"، موضحا أن "إسرائيل تحاول أن تفرض يدها العليا على أي مباحثات ميدانية، أو أن تجعل بصمتها الأخيرة في أي حراك قد يسبق إعلان التهدئة".
اقرأ أيضا: "القسام" تعلن استشهاد عنصرين بقصف إسرائيلي شمال غزة
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "هذا حدث مؤلم في توقيته في ظل حضور قيادات سياسية وازنة لحركة حماس، ومؤلم أيضا في ظل الحديث المتبادل حول التهدئة ووجود حراك إقليمي ودولي كبير".
وأوضح أبو عامر، أن هذا الاستهداف، "كبير؛ كونه أسفر عن ارتقاء شهداء من كتائب القسام"، مضيفا أن "هذا من شأنه أن يضع تحديات كبيرة أمام حركة حماس حول كيفية الرد، كاحتمال تمريره وتأجيله واعتباره كسابق الأحداث المتدحرجة خشية أن يتم تفجير التهدئة".
ورأى أن "الخطورة قد تكون في زاوية، تواجد قيادة حركة حماس بالخارج في غزة، وهو ما قد يضع على حركة حماس كوابح بعدم الرد أو تأجيله خشية أن يتم استهداف قيادات أخرى".
ولفت الخبير، إلى أن "كل هذه المعطيات إسرائيل ليست غائبة عنها، لذلك فإن الحادثة لها بعد كبير، لكننا في ذات الوقت قد نشهد في الساعات القادمة تبادل رسائل مصرية أممية كي لا يتم فرط عقد الموضوع".
اقرأ أيضا: استمرار القراءات الإسرائيلية المكثفة لمباحثات التهدئة
من جهته قال المختص بالشأن الإسرائيلي سعيد بشارات، إن ما حدث من تصعيد مفاجئ يأتي ضمن سياق سياسة فرض الأمر الواقع التي يعلنها الاحتلال والقائمة على أن أي استهداف سيقابل بمثله
بعد عملية القنص التي طالت جنديا إسرائيليا قبل أسابيع .
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن رد المقاومة التي تحاول ترسيخ معادلة "القصف بالقصف" و"الدم بالدم"، سيصعب عليها الرد نظرا لحساسية التوقيت وتجمع قيادات الحركة داخل القطاع .
أما الكاتب والمحلل السياسي عبدالله العقاد، فأكد أن الاحتلال "مستمر في ممارسة عنجهية القوة وهو ولم يتوقف عنها"، موضحا أن المقاومة الفلسطينية بمختلف أذرعها "تجد نفسها ملزمة بالدفاع عن شعبها ومصالحه؛ بما لا يسمح للاحتلال الانفلات من المعادلات التي رسختها في الميدان".
اقرأ أيضا: الأناضول: قيادة حماس تجتمع بالقسام للاطلاع على "جهوزيتها"
ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "الاحتلال يريد إرسال رسالة لجبهته الداخلية المضطربة، يؤكد لهم عبرها أنه مستعد للذهاب إلى أبعد مدى في مواجهة التهديدات، وأن توجهه للتهدئة ليس من ضعف".
وفي الشق الأخير يوضح العقاد أن ما جرى "رسالة إلى المقاومة الفلسطينية كذلك؛ بأنه قادر وأن يده هي العليا".
ووصل وفد قيادي رفيع المستوى من حركة حماس عبر معبر رفح البري الخميس الماضي، برئاسة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، والذي يعتبره الاحتلال "خطيرا جدا"، وعقد سلسلة لقاءات مع قيادة الحركة بغزة والفصائل الفلسطينية، من أجل التباحث في المقترحات المصرية والدولية الخاصة بقطاع غزة المحاصر.
وذكرت وسائل الإعلام، أن القيادية السياسية لحركة حماس، اجتمعت أمس بقيادة المجلس العسكري لـ"كتائب القسام"، وذلك من أجل الاطّلاع على مستوى "الاستعداد والجهوزية العسكرية".