نشرت منظمة
"كوكرين" التطوعية على موقعها تقريرا، أوردت فيه خلاصة عدة دراسات قامت بها،
وذلك عن تأثير أوميغا 3 على صحة القلب، وهل تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية
وأمراض القلب أم لا.
وأشار تقرير
المنظمة، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الأدلة التي ظهرت من خلال هذه الدراسات،
بينت أن أوميغا 3 لا يقلل أمراض القلب، ولا يمنع السكتة الدماغية، بل
إن تأثيرها محدود في هذا الجانب، بل ربما معدوم.
ويصنف أوميغا 3 بأنه نوع من الدهون الجيدة، وهو ضروري للصحة ولكن
بكميات قليلة، ويتكون من 3 أحماض رئيسية هي:
- ALA، ونأخذه من الدهون الموجودة في الأطعمة النباتية مثل
المكسرات والبذور "الجوز واللفت".
- EPA وهو DHA، ونأخذهما من الأسماك الدهنية مثل السلمون، وزيوت السمك الأخرى، بما
في ذلك زيت كبد سمك القد.
وقالت
المنظمة، في تقريرها، بأنه يتم الترويج بشكل واسع لزيادة استهلاك مكملات أوميغا 3 على مستوى العالم، وذلك بسبب الاعتقاد السائد بأنها تقي من أمراض
القلب، إضافة إلى أن هناك أكثر من فرضية عن كيفية مساعدتها في الوقاية من أمراض القلب،
بما في ذلك خفض ضغط الدم أو خفض نسبة الكوليسترول.
وتم عمل عدة دراسات
وتجارب عشوائية، شملت 112059 شخصا من جميع أنحاء العالم، وقيمت هذه الدراسات آثار الاستهلاك
لدهون أوميغا 3 المضافة، مقارنة بالأوميغا العادي أو الأقل من أوميغا 3، على أمراض
القلب والدورة الدموية.
وشملت الدراسة رجالا
ونساء من أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا وآسيا، وكان بعضهم يتمتع بصحة جيدة، وبعضهم
الآخر يعانون من أمراض قائمة.
وتم توزيع المشاركين
بشكل عشوائي لزيادة استهلاك دهون أوميغا 3، أو بالحفاظ على استهلاكهم المعتاد من الدهون لمدة سنة على الأقل،
وكان التحقق في معظم الدراسات عن تأثير إعطاء مكمل أوميغا 3 في شكل كبسولة، ومقارنتها بحبة وهمية، والحصول على عدد قليل من حصص
السمك.
وتوصل باحثو "كوكرين"
إلى أن زيادة أوميغا 3 الكاملة لا تقدم إلا القليل من الفائدة على معظم النتائج التي يبحثون
عنها، ووجدوا دليلا قويا على أن دهون الأوميغا الكاملة لم يكن لها أي تأثير يذكر على
خطر الوفاة من أي سبب.
فقد كان خطر الوفاة
من أي سبب 8.8% في الأشخاص الذين زادوا من تناول دهون أوميغا 3،
مقارنة مع 9% في الأشخاص في مجموعات المراقبة.
ووجدوا أيضا أن تناول
المزيد من دهون الأوميغا الكاملة (التي تضم EPAو DHA)،
من خلال المكملات الغذائية، من المحتمل أن يحدث عندهم تأثير طفيف أو لا يحدث أي تأثير
على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو الوفيات الناجمة عن أمراض القلب
التاجية، أو أمراض القلب التاجية، أو السكتة الدماغية، أو عدم انتظام ضربات القلب.
وأكد التقرير أنه من
المحتمل أن يؤدي تناول دهون الأوميغا 3 الكاملة إلى تقليل بعض الدهون في الدم، والدهون الثلاثية، والكولسترول
الحميد.
ومن المحتمل أن يكون
الحد من الدهون الثلاثية هو وقاية من أمراض القلب، ولكن خفض HDL له تأثير معاكس، وقد جمع الباحثون معلومات عن الأضرار الناجمة عن
الدراسات، لكن المعلومات المتعلقة بالنزيف وجلطات الدم كانت محدودة للغاية.
وتشير المراجعة المنهجية
إلى أن تناول المزيد من ALA من خلال الطعام أو المكملات الغذائية
قد يكون له تأثير ضئيل أو معدوم على الوفيات أو الوفيات القلبية الوعائية.
ومع ذلك، فإن تناول المزيد
من ALA ربما يقلل من خطر حدوث اضطرابات في القلب من 3.3 إلى 2.6%، لكن وجد
فريق المراجعة أن الانخفاض في الإصابات القلبية الوعائية مع ALA كانت قليلة، بحيث يحتاج حوالي 1000 شخص إلى زيادة استهلاك ALA حتى يستفيد أحدهم، وتم العثور على نتائج مماثلة لموت القلب والأوعية
الدموية، ولم يعثروا على بيانات كافية من الدراسات، لتكون قادرة على قياس خطر النزيف
أو جلطات الدم باستخدام ALA.
وقال الدكتور "لي
هوبر" من جامعة إيست أنغليا في المملكة المتحدة: "يمكننا أن نكون واثقين
في نتائج هذه الدراسة التي تتعارض مع الاعتقاد الشائع بأن مكملات أوميغا 3 الكاملة تحمي القلب".
وتابع: "لقد تضمنت
هذه الدراسة المنهجية الكبيرة معلومات من عدة آلاف من الأشخاص على مدار فترات طويلة،
وعلى الرغم من كل هذه المعلومات، لا نرى تأثيرات وقائية قوية لأوميغا 3".
يشار إلى أن "كوكرين" منظمة غير حكومية مستقلة وغير ربحية، ينضوي تحتها 31 ألف متطوع من 120 بلدا، وذلك من أجل تنظيم معلومات الأبحاث العلمية الطبية بشكل منهجي، ما يسهل من اتخاذ القرارات من قبل الأخصائيين في مجال الطب، بالإضافة إلى المرضى وصائغي السياسات الصحية.