أمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتجميد أصول وممتلكات وحسابات وزيري العدل والداخلية الأمريكيين ردا على إجراء مقابل قامت به واشنطن تجاه أنقرة مؤخرا.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في المؤتمر العام للجناح النسوي في حزب العدالة والتنمية، اليوم السبت، بالعاصمة التركية أنقرة.
وأعلن أردوغان أن أنقرة "ستجمّد ممتلكات وزيري العدل والداخلية الأمريكيين في تركيا إن وجدت، في إطار المعاملة بالمثل".
وشدّد على أن "الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة بخصوص القس (أندرو) برانسون، لا تليق بشريك استراتيجي".
وقال إنه "لا يريد أن تصل العلاقات مع الولايات المتحدة الى وضع يخسر فيه الجميع"، معتبرا أن "نقل الخلافات السياسية والقضائية إلى المجال الاقتصادي سيكون ضاراً للطرفين".
وكانت واشنطن أعلنت الأربعاء الماضي، نيتها فرض عقوبات على وزيري العدل التركي عبد الحميد غُل، والداخلية سليمان صويلو، متذرعة بعدم الإفراج عن القس الأمريكي برانسون الذي تتواصل محاكمته في تركيا.
وقال أردوغان موجها كلامه للولايات المتحدة: "من يظن أنه سيدفع تركيا للتراجع من خلال التهديد والعقوبات السخيفة، فهو لم يعرف تركيا ولا شعبها".
ورفض أردوغان بكلمته ما أسماه "جعل تركيا أداة لتحقيق مكاسب سياسة داخلية في أمريكا كما فعلت وأخطأت أوروبا" .
ورغم نبرة التصعيد البارزة أعاد أردوغان التذكير بأن "القنوات الدبلوماسية تعمل بشكل مكثف، وأعتقد أننا سنتجاوز قريبا الجزء الأكبر من الخلاف مع واشنطن" .
وفي السياق أعرب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، السبت، عن أن "الولايات المتحدة تأمل في إمكان التوصل لحل لقضية القس والأمريكيين الآخرين المحتجزين في تركيا، خلال الأيام المقبلة".
وقال بومبيو في تصريحات صحفية، إن "واشنطن لديها كل النية للعمل بشكل تعاوني مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي"، مضيفا أن "تركيا شريك في الحلف والولايات المتحدة لديها كل النية لمواصلة العمل معها بشكل تعاوني".
يشار إلى أن بومبيو التقى نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، الجمعة، في اجتماع هو الأول من نوعه بعد العقوبات التي فرضتها واشنطن على أنقرة. وقال الوزير التركي إن "لقاءه مع بومبيو كان بناء، وأبلغني أنهم سيواصلون العمل من أجل تسوية الخلافات".