نشر موقع "آف بي. ري" الروسي تقريرا تطرق فيه إلى الأسباب التي تجعل من الأشخاص الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار يعانون من حالة إجهاد دائم.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن كل شخص تقريبا لديه حساب نشط على أحد مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الواقع، إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مرتبط بالشعور بالإجهاد، نظرا لأنها تساهم في زيادة مستوى الضغط لدى مستخدميها.
وأكد الموقع أن مواقع التواصل الاجتماعي تجبر المرء على مقارنة نفسه بالآخرين، ما يولد لديه ضغطا نفسيا.
فقد يتأثر الفرد مثلا بالحالة النفسية التي يعاني منها الآخرون، ومهما بذلت قصارى جهدك لتفادي ذلك، فإن الأشخاص الذين تتواصل معهم باستمرار على هذه المنصات سيعكرون مزاجك وينقلون لك الطاقة السلبية.
وأضاف الموقع أن الخوف من فقدان شيء ما من المشاكل المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي، وغالبا ما تؤدي هذه الحالة للإصابة بالإجهاد. وفي حال لم تكن تعاني من الإجهاد في الوقت الحالي، فإن عليك أن تعلم أنه ينتشر مثل الفيروس على الشبكات الاجتماعية لذا يجب توخي الحذر.
وأشار الموقع إلى أن السياسة من المسائل الحساسة التي تطرح على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي الواقع، قد يخوض البعض نقاشات سياسية مع أشخاص غرباء وهذا في حد ذاته يمكن أن يسبب لهم الإجهاد. أما فيما يتعلق بالعلاقات الأسرية، فإن شبكات التواصل الاجتماعي تعد من العوامل التي تؤدي إلى العزلة داخل الأسرة.
وذكر الموقع أنه عندما تتحول زيارة شبكات التواصل الاجتماعية إلى عادة، يجد الفرد صعوبة في الاسترخاء بشكل طبيعي، نظرا لأنه لن يتمكن من الابتعاد عن هاتفه الذكي. وفي هذا السياق، أعرب 58 بالمائة من الأولياء في العالم عن قلقهم بشأن إدمان أبنائهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا يمثل مصدرا آخر للقلق والتوتر.
وأفاد الموقع بأن الأنستغرام يعتبر أسوأ من فيسبوك بكثير، لأنه بات يمثل مصدر ضغط هائل وله تأثير سلبي على صحة الفرد النفسية، نظرا لأنه يستند على الصور التي تزيد من نسبة التفاخر والكذب.
لقد صممت مواقع التواصل مثل فيسبوك ليدمن عليها المستخدمون. إلى جانب ذلك، يعد فيسبوك من أحد مصادر الإجهاد، إلا أن الابتعاد عنه فجأة قد يتحول إلى مصدر قلق بالنسبة لك.
اقرا أيضا : كيف تؤثر الهواتف الذكية بشكل سلبي على حياة المرء؟
ومن الجوانب المثيرة للسخرية على هذه المنصات، أنه كلما ارتفع عدد الأشخاص الذين تتصل بهم افتراضيا، زاد شعورك بالعزلة الاجتماعية في الواقع.
وإذا كنت تقضي الكثير من الوقت في محادثات سطحية مع أشخاص غرباء فستشعر بالوحدة ما قد يؤدي إلى إصابتك بالتوتر والإجهاد.
وأكد الموقع أن الانعكاسات السلبية لهذه المواقع تشمل علاقة المرء بأصدقائه وعائلته ونوعية النوم، لذلك يعاني الشخص من صعوبة في أداء المهام اليومية ما يزيد من مستوى الإجهاد.
كما يعتبر التصفح الدائم لفيسبوك من أهم عوامل انخفاض التركيز، لأنه يؤثر على عملية تفاعل مادة الدوبامين في الجسم.
وإذا كنت من الأشخاص المهووسين بنشر صورك الشخصية، فإنك بذلك تضيف المزيد من التوتر إلى حياتك بدلا من الاستمتاع بها. فالقلق المستمر من وجود معطى معين عن ماضيك على إحدى حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر من أحد عوامل الإجهاد.
وأضاف الموقع أن مواقع التواصل الاجتماعي تساهم في ظهور بعض الأشخاص من ماضيك، مثل الحبيب السابق. وفي هذا الإطار، ستصبح تفاصيل حياتك وحياته مكشوفة للجميع ما قد يضعك أمام مقارنات لن تزيد إلا من توترك.
وأشار الموقع إلى أن مواقع مثل فيسبوك وأنستغرام تجعلك تنفق المزيد من المال، أكثر مما هو مخطط له.
كما يساهم الوقت الذي تقضيه في تصفح فيسبوك أو أنستغرام في التقليل من قدرتك على التحكم في نفسك وسوء إدارة أموالك.
كما تؤدي شبكات التواصل الاجتماعي إلى بروز جوانب سلبية لم تكن موجودة في شخصيتك على غرار المماطلة والتسويف، لأنك بدلا من القيام بمهام جدية ستستمر في تصفح فيسبوك وأنستغرام. وكلما تأخرت في القيام بمهامك اليومية، زادت نسبة الإجهاد لديك.
اقرا أيضا : إيكونوميست: هل يوقف إغلاق خدمات الإنترنت غش الامتحانات؟
وبين الموقع أن دراسة الاطلاع على الملف الشخصي لأحدهم قبل مقابلته يساهم في جعل الاجتماع أكثر إثارة للتوتر مقارنة مع مقابلة شخص غريب تماما.
وعلى الرغم من أن العلماء لم يحددوا بعد أسباب ذلك، إلا أنهم ينصحون بتجنب البحث في الملف الشخصي لشريكك المحتمل على فيسبوك قبل الالتقاء به.
وفي الختام، أوضح الموقع أن العديد من الأشخاص يرغبون في التخلي عن اعتماد مواقع التواصل الاجتماعي نهائيا، إلا أن التفكير في ذلك في حد ذاته مثير للقلق ويسبب لهم التوتر.
في المقابل، لا ينبغي القطع تماما مع شبكات التواصل الاجتماعي، وإنما يجب التقليص من الوقت الذي تقضيه في تصفحها.