اقتصاد دولي

لهذه الأسباب.. أسعار النفط تقفز متجاهلة زيادة الإنتاج

أوبك وحلفاؤها أقرت زيادة في الإنتاج تقدر بمليون برميل- جيتي

عقب انتهاء اجتماع منتجي النفط في فيينا، سيطرت العديد من الأسئلة على أذهان الجميع خصوصاً في ما يتعلق بمنطقية ارتفاع أسعار النفط رغم إقرار زيادة الإنتاج.

البداية من اللغط المثار حول حجم الزيادة التي أقرتها المنظمة، فالبيان المشترك الصادر عقب اجتماع المنظمة وحلفائها يوم السبت، لم يتطرق إلى أرقام بعينها، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام التكهنات.

 

وأشارت المعلومات التي جاءت على لسان مصادر مسؤولة إلى أن الزيادة من منظمة أوبك وحلفائها تقدر بمليون برميل فقط، حصة المنظمة منها 600 ألف برميل، وهي نسبة متواضعة ولم ترتق إلى حجم تنامي الطلب في ظل العقوبات الأمريكية المنتظرة على إيران والأزمات التي تعانيها فنزويلا، وهذا ما يفسر قفزة الأسعار التي صاحبت الإعلان عن هذه الزيادات.

ووفقاً لصحيفة "الخليج"، قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في بيان إنها ستعود إلى الالتزام بنسبة 100 في المئة بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها سابقاً لكنها لم تقدم أرقاماً محددة.

وقالت السعودية إن الخطوة ستترجم إلى زيادة إنتاجية اسمية تبلغ نحو مليون برميل في اليوم أو 1 بالمئة من الإمدادات العالمية. وقال العراق إن الزيادة الحقيقية ستكون حوالي 770 ألف برميل يومياً لأن العديد من الدول التي عانت تراجع الإنتاج ستصارع للوصول إلى حصص كاملة.

واجتمعت أوبك مع روسيا وحلفاء آخرين يوم السبت، لإبرام اتفاق جديد على زيادة إنتاج النفط بعد يوم من الاتفاق على زيادة إنتاج المنظمة نفسها في قرار أربك السوق بشأن حجم النفط الإضافي الذي سيضخ.

تدخل ترامب


وتساءل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حجم زيادة نفط أوبك بعد الاتفاق. وكتب على تويتر بعد إعلان قرار المنظمة: "آمل بأن تزيد أوبك الإنتاج بشكل كبير. نحتاج إلى الإبقاء على الأسعار منخفضة".

وحثت الولايات المتحدة والصين والهند منتجي النفط على زيادة المعروض للحيلولة دون نقص نفطي قد يقوض نمو الاقتصاد العالمي.

زيادة الحصص

وقالت أوبك في بيان إنها ستزيد المعروض عن طريق العودة إلى التزام بنسبة 100 في المئة بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها سلفاً بدلاً من 145 بالمئة لكنها لم تذكر أرقاماً محددة.

وقالت السعودية إن الخطوة ستُترجم إلى زيادة اسمية في الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً أو 1 بالمئة من المعروض العالمي لمنتجي أوبك وغير الأعضاء.

وقال العراق إن الزيادة الحقيقية ستبلغ حوالي 770 ألف برميل يومياً لأن عدة دول تعاني تراجعات في الإنتاج وستجد صعوبة في العودة إلى حصصها كاملة. وقالت إيران إن الزيادة الحقيقية أقرب إلى 500 ألف برميل يومياً.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إنه سعيد بالقرار رغم أنه دعا أوبك وغير الأعضاء من قبل إلى زيادة الإنتاج بما يصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً. وأبلغ الصحفيين بعد وصوله إلى فيينا حيث مقر الأمانة العامة لأوبك: «في هذه المرحلة المليون معقول جداً».

كانت إيران، ثالث أكبر منتج في أوبك، طالبت المنظمة برفض دعوات من ترامب لزيادة معروض النفط قائلة إنه ساهم في ارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة بفرضه عقوبات على إيران وزميلتها في أوبك فنزويلا.

وفرض ترامب عقوبات جديدة على طهران في أيار/ مايو ويتوقع مراقبو السوق أن يتراجع إنتاج إيران بمقدار الثلث بنهاية 2018. يعني ذلك أن البلد لن يستفيد استفادة تذكر من اتفاق لزيادة إنتاج أوبك على العكس من السعودية أكبر مصدر للخام في العالم.

وبعدم وضعه أهدافاً لكل دولة فإن اتفاق أوبك يمنح على ما يبدو الفرصة للسعودية كي تنتج فوق حصتها السابقة في أوبك لتسد الفجوة لدى دول مثل فنزويلا لا تستطيع ضخ ما يكفي للوصول إلى حصتها الرسمية.

ماذا قالت إيران؟

لكن الأمر ليس كذلك بحسب وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه الذي قال: "كل دولة أنتجت أقل (من حصتها) تستطيع إنتاج المزيد. ومن لا يستطيعون، فلن يفعلوا".

وأبلغ زنغنه أرجوس ميديا: "يعني هذا أن السعودية تستطيع زيادة إنتاجها بأقل من 100 ألف برميل يومياً. قطر تستطيع إنتاج 70 ألف برميل يومياً إضافية".

وأضاف: "لكن هذا لا يعني أن إنتاج فنزويلا ينبغي أن ينتجه بلد آخر. فنزويلا ستزيد إنتاجها عندما تستطيع. وإذا لم تستطع، فإن الآخرين لا يمكنهم الإنتاج نيابة عنها".

إعادة التوازن

وتشارك أوبك وحلفاؤها منذ العام الماضي في اتفاق لخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً. ساعد الإجراء في إعادة التوازن إلى السوق في الثمانية عشر شهراً الأخيرة ورفع النفط إلى حوالي 75 دولاراً للبرميل من 27 دولاراً في 2016. لكن تعطيلات غير متوقعة في فنزويلا وليبيا وأنغولا وصلت عملياً بتخفيضات المعروض إلى حوالي 2.8 مليون برميل يومياً في الأشهر الأخيرة.

وحذر وزير الطاقة السعودي من أن العالم قد يواجه نقصاً في المعروض يصل إلى 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2018.

الأسعار تقفز

وارتفعت أسعار النفط بما يصل إلى 5 بالمئة، حيث أغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بارتفاع قدره 3.04 دولار أو 4.6 بالمئة إلى 68.58 دولار للبرميل، في أكبر قفزة يومية منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.50 دولار أو 3.4 في المئة إلى 75.55 دولار للبرميل.