نشرت مجلة "أفريك-أزي" الفرنسية تقريرا بينت فيه أن أشد مؤيدي حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الولايات المتحدة ليسوا من أبناء الطائفة اليهودية، بل من الطائفة الإنجيلية المسيحية.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن نتنياهو شارك خلال الأسبوع الماضي في اجتماع في مدينة القدس بحضور ممثلين لأبناء الطائفة الإنجيلية الأمريكية.
وقد أشاد سفير الولايات المتحدة في القدس، ديفيد فريدمان، بدعم الإنجيليين الأمريكيين لإسرائيل معتبرا إياهم أصدق من العديد من اليهود الذين يدعون حبهم لإسرائيل.
وتشكل الطائفة اليهودية المقيمة بالولايات المتحدة أكبر نسبة من يهود الشتات في العالم، حيث يقدر عددهم بنحو 6 ملايين يهودي من إجمالي 14 مليون.
وذكرت المجلة أنه إبان افتتاح مقر السفارة الأمريكية الجديد في القدس، وجه السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، دعوة إلى مسؤولين من أبناء الطائفة الإنجيلية المسيحية الأمريكية، هما روبرت جيفرس وجون هاغي، اللذين عرف عنهما دعمهما للرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية.
وأوردت المجلة أن السفير الأمريكي في إسرائيل استغل فرصة الافتتاح ليقدم تصريحا في صحيفة "نيويورك تايمز" مفاده أن "أبناء الطائفة الإنجيلية المسيحية هم دعامة لإسرائيل".
وبدوره، أدلى سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، رون ديرمر، بتصريح مماثل أشاد من خلاله بدور الإنجيليين الأمريكيين في دعم إسرائيل مؤكدا أن "المسيحيين المتدينين هم العمود الفقري للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى إسرائيل".
اقرا أيضا : نيويورك تايمز: هذه هي حرب المسيحيين القوميين الخاطفة
وأضافت المجلة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد عبر عن امتنانه لمجموعة من القساوسة والناشطين الإنجيليين المقربين من ترامب، للدور الذي لعبوه في الضغط على الرئيس الأمريكي للإسراع في فتح السفارة في مدينة القدس.
ويقطع هذا القرار العهد مع السياسة الأمريكية القديمة التي تنص على أن الوضع النهائي للقدس يجب أن يتخذ في إطار مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني.
وتجدر الإشارة إلى أن يوم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس لم يسجل حضور أي عضو من الكونغرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي على الرغم من أن أغلبهم قد تلقى دعوة رسمية.
وأفادت المجلة بأن حكومة نتنياهو تواصل دعم سياسة التحالف مع رموز وقادة أبناء الطائفة الإنجيلية الأمريكية، الذين تعتبرهم "أعز أصدقاء لإسرائيل في العالم".
في المقابل، يطمح نتنياهو إلى دعم الإنجيليين للسياسات الإسرائيلية من خلال الضغط على البيت الأبيض والكونغرس؛ على غرار الدور الذي لعبه الإنجيليون الأمريكيون في اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ولم يكن لترامب أن يتخذ إجراء نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لولا الضغط الذي سلطه عليه الإنجيليون الأمريكيون.
وأشارت المجلة إلى أن التكريم الفخم الذي حظي به قساوسة الطائفة الإنجيلية المسيحية الأمريكية، في حفل افتتاح مقر السفارة الجديد، قد أثار حفيظة أبناء الطائفة اليهودية الأمريكية التقدمية، الذين انتقدوا مبالغة السفير ديفيد فريدمان في الترحاب بالإنجيليين الأمريكيين الذين عرف عن قساوستهم التعصب الديني.
اقرا أيضا : ديلي بيست: لماذا يحب الإنجيليون إسرائيل؟
وبينت المجلة أن بنيامين نتنياهو فهم جيدا أن موقف أبناء الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة وقيادتها لا يتوافق مع تطلعات إسرائيل.
وهو على يقين من أن دعمهم لها، لاسيما خلال حرب الأيام الستة سنة 1967، لم يكن ليرى النور لو خالفت سياسة إسرائيل القيم التقدمية التي يرنو إلى ترسيخها غالبية اليهود الأمريكيين.
والجدير بالذكر أن 16 بالمائة فقط من بين أبناء الطائفة اليهودية الأمريكية يدعمون قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، لأن أغلبهم يفضلون القيام بذلك ضمن إطار مفاوضات السلام.
وطيلة عشر سنوات، دعمت عدة منظمات ليبرالية يهودية، على غرار منظمة جي ستريت، فكرة حل الدولتين، وعارضت احتلال الأراضي الفلسطينية.
وقد تميزت هذه المنظمات اليهودية الأمريكية بتأثير متنام داخل الولايات المتحدة شمل بعض أعضاء نواب الكونغرس الأمريكي، وخاصة الديمقراطيين منهم.
وأفادت المجلة بأن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) التي تعد أهم لوبي يهودي موال لإسرائيل في الولايات المتحدة، قد عبرت عن دعمها لإعادة فتح ملف حل الدولتين على حساب تطلعات اليمين الإسرائيلي.
كما انتقدت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي التمييزية تجاه اليهود غير الأرثوذكس.
وفي الختام، نوهت المجلة بأن بنيامين نتنياهو لا يعول كثيرا على الطائفة اليهودية الأمريكية من أجل استغلالها في التأثير على حكومة ترامب، لاسيما أنه لم يصوت للملياردير الأمريكي سوى 18 بالمائة فقط من اليهود الأمريكيين خلال الانتخابات الرئاسية.