صحافة إسرائيلية

إسرائيل تتوقع تفكك السلطة بعد عباس لصالح العائلات المركزية

الحالة الصحية لعباس غير مستقرة- جيتي

تواصلت التحليلات الإسرائيلية بشأن التقديرات المتوقعة لليوم التالي لإمكانية غياب رئيس السلطة الفلسطينية عن المشهد السياسي الفلسطيني، في ظل مرضه المتفاقم، وتضارب الأنباء بشأن ما يعانيه بدقة.


وذكر الجنرال إيريز فاينر، المساعد الشخصي لرئيس هيئة أركان الجيش الأسبق، الجنرال غابي أشكنازي، أن "إسرائيل مطالبة بالقيام بجملة إجراءات لاستغلال فرصة انتهاء عهد عباس في القيادة الفلسطينية؛ لأنه بغض النظر عن مدى دقة التقارير الطبية بشأنه، فيبدو أن عباس في طريقه لإنهاء حقبته السياسية، عاجلا أم آجلا، ما يسلط الضوء على قائمة الورثة المتوقعين لخلافته".


وأضاف فاينر، في مقاله على موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، وترجمته "عربي21"، أن "البديل الأفضل لإسرائيل في حالة غياب عباس عن الواجهة السياسية هو مساعدة القيادات المحلية في المدن المختلفة للضفة الغربية، وإسنادهم في العمل على إدارة شؤونهم الحياتية اليومية، كما فعلوا ذلك في سنوات سابقة قبل قيام السلطة الفلسطينية".


وأوضح أن "كل مدينة فلسطينية في الضفة فيها عدد من العشائر الكبيرة المركزية، وقيادات قبلية وعائلات تعرف كيف تدير شؤونها، إن سمح لها بذلك، بحيث يتم العمل على توريد الموازنات المالية التي تحتاجها، بدل إرسالها للسلطة الفلسطينية "الفاسدة"، وأن تعزز إسرائيل سياسة العصا والجزرة مع هذه البلدات، بحيث إن كل بلدة أو قرية لا تخرج منها علميات مسلحة يتم منحها المزيد من التسهيلات المعيشية".


وختم بالقول إن "إسرائيل مطالبة بألا تتدخل في القضايا المعيشية للفلسطينية، وألا تظهر في صورة الواقع اليومي لهم، بل إفساح المجال لتعزيز نموذج الحكم الذاتي يدير فيها الفلسطينيون المحليون حياتهم ومعيشتهم، وانتخاب ممثليهم للمجالس المحلية، تحضيرا في مرحلة لاحقة لانتخاب السلطة المركزية في رام الله، التي تجمع الممثلين المحليين في البلدات الفلسطينية بالضفة الغربية".

 

رؤوبين باركو، المستشرق الإسرائيلي، توقع "أن تنشب حروب الخلافة لوراثة عباس بين الجيل الثاني من حركة فتح، وتحديدا محمد دحلان وجبريل الرجوب وماجد فرج، وثلاثتهم يحظون بتأييد واسع في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، وهو ما من شأنه زيادة فرص الفوضى الأمنية، ما يتطلب من إسرائيل أن تبقى بعيدة عن التدخل فيما قد يحصل بين هؤلاء المتصارعين".


وأضاف في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21"، أن "سلسلة الفشل التي منيت بها منظمة التحرير، وكان آخرها إعلان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، شكل موتا حقيقيا لها ولرئيسها عباس، ما يقوي من فرص تعاظم حماس، التي ينظر إليها الفلسطينيون كحركة نظيفة، مقابل أولئك الفاسدين في السلطة الفلسطينية، الذين لم يفعلوا شيئا لإقامة الدولة الفلسطينية".


وختم بالقول إن "هناك اتفاقا فلسطينيا على أن عدم إيجاد بديل سياسي متفق عليه لعباس، سيعمل على إيجاد فراغ سلطوي في الضفة الغربية، ويعمل على تعريض ما تبقى من القضية الفلسطينية للخطر؛ لأن هذا الفراغ قد يسفر عن حمامات دماء داخلية، وعمليات مسلحة ضد إسرائيل، التي قد تضطر للتدخل".