صحافة دولية

الموندو: كيف تحول مقتدى الصدر من أمير حرب إلى زعيم العراق؟

أكدت الصحيفة أن "سنة 2016 مثلت نقطة تحول في مسيرة الصدر السياسية"- جيتي

نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر"، الذي فاز بأغلبية من الأصوات خلال الانتخابات العراقية، وتعززت جهوده من أجل التربع في مركز القيادة العراقية.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "تاريخ العراق خلال العقود الثلاثة الأخيرة في العراق مرتبط بشكل وثيق بشخص مقتدى الصدر، وقد كان رجل الدين الشيعي من أكثر الشخصيات المؤثرة في الساحة العراقية طوال هذه الفترة التي تلت سقوط صدام حسين".


وأوردت الصحيفة أن "نتائج الانتخابات التشريعية التي أعلن عنها خلال الأيام القليلة الماضية، عادت لتؤكد مرة أخرى على هيمنة أمير الحرب على الساحة العراقية، وتحوله إلى قائد شعبوي فيها، ضمن التحالف الذي أنشأه شيوعيون وعلمانيون بقيادة الصدر في الانتخابات التي تم تنظيمها يوم 12 أيار/ مايو، وهي الانتخابات الأولى من نوعها بعد الإطاحة بتنظيم الدولة". 


ولفتت إلى أن "مقتدى الصدر فاز بحوالي 54 مقعدا من إجمالي 329 مقعدا في البرلمان العراقي"، منوهة إلى أن "المرتبة الثانية كانت من نصيب تحالف (الفتح)، والمكون من مليشيات شيعية مدعومة من إيران، وكانت حصتها 47 مقعدا. بينما فاز تحالف رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي بحوالي 42 مقعدا".


وأوضحت الصحيفة أن "انتصار الصدر غير المتوقع سلط الضوء على المكانة المرموقة في العراق للابن الأصغر لمحمد صادق الصدر، آيات الله، والمرجع الديني الذي أعدمه صدام حسين رفقة ابنيه سنة 1999".

 

اقرأ أيضا: خارجية إيران تعلق رسميا على فوز الصدر بانتخابات العراق


ورأت أنه "في ظل هذا الوضع، يبدو أن مقتدى الصدر ورث الدعم الشعبي الواسع لأبيه، الذي تم تعزيزه بفضل شبكة المؤسسات الخيرية، وأصبح الصدر من أكثر الشخصيات المعارضة للوجود العسكري الأمريكي في العراق منذ سنة 2003".


وأضافت الصحيفة أن "مليشيا الصدر، وهي جيش الفتح، مثلت مشكلة بالنسبة للقوات الأمريكية في العراق، وحلفائها، كما دفعت حربه المفتوحة ضد (الغزاة)، وأيضا ما يسميها (الدمى المتحركة) للحكومة العراقية، السلطات في البلاد إلى اعتقاله وإسناد تهم له بقتل رجل دين شيعي معتدل، أنكر مسؤوليته عنها".


وأشارت إلى أن "الصدر كان العدو العلني لواشنطن، وأحد المسؤولين عن دوامة العنف الطائفي التي مزقت البلاد بين سنتي 2006 و2007، وخلفت وراءها آلاف القتلى"، مبينة أنه "خلال ذلك الوقت، ذكر البنتاغون أن كتيبة الصد تعد تهديدا أكثر من تنظيم القاعدة".


ونوهت إلى أن "الصدر غادر العراق، ووجد في مدينة قم الإيرانية ملجأ له، وبعد سلسلة من المناوشات مع قوات الأمن المحلية، وقع الصدر اتفاق وقف نار، وأمر بحل جيش المهدي، وأعاد الحركة إلى منظمة اجتماعية وثقافية".

 

اقرأ أيضا: الصدر يطلق تغريدة مثيرة عقب لقاء جمعه بهادي العامري


واستدركت بقولها: "لكن حافظ الصدر على وحدة خاصة من المسلحين، يتمثل هدفها في المقاومة ضد الأمريكيين، وبعد سنوات عاد من منفاه، بالتزامن مع خروج القوات الأمريكية من العراق".


وأوردت الصحيفة أن "الصدر لم يتخل عن الحياة السياسية خلال السنوات التي تعرض فيها لكثير من الاتهامات، حيث ازدهر بلا نهاية في هذه المهنة المليئة بالحفر، وفي بداية الأمر، اندمجت مجموعته في كتلة من الأحزاب الشيعية التي تمكنت من الوصول بالمالكي إلى مرتبة رئيس الوزراء".


وتابعت: "في المقابل، لا يتردد الصدر اليوم في توجيه اتهامات بالفساد وسوء إدارة البلاد لرئيس الوزراء السابق"، مضيفة أنه "في سنة 2014، فاز تحالفه (الأحرار) بحوالي 33 مقعدا، وتقلد حقائب وزارية على غرار وزارة الصناعة والإسكان والموارد المائية، لغاية تشكيل حكومة تكنوقراط سنة 2016".


وأكدت أن "سنة 2016 مثلت نقطة تحول في مسيرة الصدر السياسية، وذلك بعد ازدياد شهرته وقراره بالنأي عن الأوامر التي تمليها إيران، مقابل تقربه من المملكة العربية السعودية"، متابعة قولها: "في بلد ممزق، لم يتردد الصدر عن استغلال الغضب الشعبي ضد نخبة فاسدة، وقاد احتجاجات اقتحمت المنطقة الخضراء في بغداد، وفي ظل هذا الوضع، أكدت صورته الدينية، التي لاقت إعجابا بين الجيش والمدنيين، على نجومية مقتدى الصدر".


وفي الختام، نقلت الصحيفة عن المحلل السياسي العراقي إبراهيم المراشي، قوله إن "كتلة الصدر ستكون بمثابة مجموعة الضغط في البرلمان؛ نظرا لأنها ستعمل على إدراج مطالبات الشارع العراقي في جدول أعمالها، مرجحا أنه "بفضل شعارات القضاء على الفساد والطائفية، يمكن أن يصبح الصدر رئيسا للوزراء في برلمان مجزأ للغاية، ويخضع لتأثير العديد من الدول".

 

اقرأ أيضا: مصادر عراقية: هذا شرط الصدر للعبادي مقابل منحه ولاية ثانية