قال ران أدليست، الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف، إن إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على متظاهرين غير مسلحين قرب حدود غزة يعني أن الفلسطينيين سجلوا انتصارا لهم في مواجهة إسرائيل.
وأضاف:
تكرار المشاهد القادمة من غزة بات يجعل الحديث عنها مصدر إزعاج للإسرائيليين، في ظل
المطالبات المحلية والدولية بتشكيل لجان تحقيق لمعرفة ما جرى في اليوم الأول من المسيرات
الجماهيرية الفلسطينية يوم 30 آذار، وسقوط عدد كبير من القتلى الفلسطينيين بنيران الجيش
الإسرائيلي، وقد خرجت أهم هذه الدعوات من مجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية
لمجرمي الحرب في لاهاي والاتحاد الأوروبي.
وأوضح، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، أن ضرورة
الحديث عن غزة والكتابة عنها يعود لأنها باتت تشكل مادة دسمة للنقاشات الإسرائيلية
الداخلية، في الصحافة وشبكات التواصل وفي الشوارع العامة، ومعظمها تردد الشعار المتداول
في الأوساط السياسية الإسرائيلية بأننا "انتصرنا"، لأننا لم نمكن المتظاهرين
الفلسطينيين من تجاوز خط الهدنة.
مع
العلم أن الحديث عن غزة يجب أن ينصب حول الفقر المتزايد، وأعداد القتلى والجرحى، وقدرة
الغزيين على إلصاق التهمة عن ظروفهم ومعاناتهم بنا، وفي هذه الحالة يمكن للفلسطينيين
أن يسجلوا انتصارا على الإسرائيليين، ويسجلون نقاطا عليهم كل يوم جمعة.
وأضاف:
صحيح أن الفلسطينيين لا ينتصرون على إسرائيل بالضربة القاضية، لكنهم يمنحون من
يحقق لهم انتصارهم علينا للقناصة والقنابل والصواريخ الإسرائيلية التي تتساقط عليهم،
وهكذا ينتصرون علينا بالنقاط، من خلال بعض المشاهد الإنسانية المؤثرة.
الكاتب
أورد بعض هذه المشاهد التي تزخر بها مسيرات غزة الأخيرة، ويعتبرها الفلسطينيون
سلاحا قويا لهم، ومنها سيدة تحمل علما أمام الجدار الحدودي سرعان ما تسقط بنيران إسرائيلية،
أو فتى صغيرا يتلقى عيارا ناريا في الرأس من جنود يقفون قبالته وهم مدججون بالسلاح،
وعشرات الدبابات التي تستعد لمواجهة فتيان فلسطينيين صغار يهمون بإحراق إطارات سيارات.
وأكد
أن كل هذه المشاهد يمكن اعتبارها قنابل إعلامية دعائية أكثر جدوى للفلسطينيين من قنابل
حقيقية قاتلة يوجهونها ضد الإسرائيليين، لأنه رمز لافتقادهم القوة التي يدافعون من
خلالها عن أنفسهم، ومؤشر على غياب التوازن في القوى بين الجانبين، مع
العلم أن مثل هذه الصور تخرج من غزة لمختلف أنحاء العالم.
واستدل
الكاتب بحادثة قتل الصحفي الفلسطيني ياسر مرتجى، التي شكلت نموذجا للتساهل الذي يبديه
الجيش الإسرائيلي في تعليمات إطلاق النار، مع أن البنادق القناصة التي يحملها الجنود
لديها القدرة على تحديد مدى هذه الإصابة: هل ستكون قاتلة أم مجرد إصابة عابرة.
وختم
بالقول: كل ذلك يتطلب التوقف عن اعتبار الجنود الإسرائيليين للمتظاهرين الفلسطينيين
كما لو أنهم كالبط في مرمى الصيد، ويستدعي أعصابا باردة في التفكير، وليس حكومة
يقودها نتنياهو تبث بطريقة هستيرية أنها لن تسمح للفلسطينيين باجتياز خط الهدنة، بكل
ثمن!