نشرت مجلة "ميخور كون سالود" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الممارسات التي يجب على الأم تجنبها في علاقتها مع طفلها حديث الولادة، والتي قد تدمر العلاقة بينهما.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العديد من الأمهات لسن ملمّات بالمبادئ الأساسية والضرورية للعناية بالرضيع، خاصة إذا كان أول مولود في العائلة. فمن الطبيعي أن يحس الرضيع بالأمان عندما يكون بين ذراعي والدته ويشم رائحتها ويستمع إلى صوتها، في حين ينتاب الأم مزيج من الفرحة والتوتر في الآن ذاته.
وبينت المجلة أنه، وعلى الرغم من النصائح التي تتلقاها الأم من قبل المقربين منها، والمعلومات التي تطلع عليها على شبكة الإنترنت، إلا أنها تجهل كيفية توظيفها ما أن تحمل طفلها بين ذراعيها. لذلك، من المهم للغاية أن تكون الأم على بينة بجملة من الممارسات التي يتعين عليها تجنبها عند الاعتناء بطفلها.
وأوردت المجلة أولا، أن عدم الاكتراث بالطفل يعد من أبرز الممارسات التي يجب تفاديها، حيث من المهم الحرص على عدم تركه بمفرده على السرير أو على طاولة تغيير الحفاظات على سبيل المثال. ويعتبر البكاء الطريقة المثالية التي يعتمدها الطفل للتواصل مع والديه، وغالبا ما يكون ذلك مرتبطا بحاجة ما؛ فإما أنه جائع، أو يجب تغيير حفاظته، أو أن هناك ما يؤلمه. من جهة أخرى، لا بد من التخلي عن الاعتقاد الذي يشير إلى أن ترك الطفل لوحده يجعله مستقلا منذ صغره، إذ لا يزال أمامه متسع من الوقت ليصبح مستقلا بذاته.
وأضافت، ثانيا، أنه من الأفضل تجنب الالتزام بجدول زمني معين لرضاعة الطفل الطبيعية، بل ينبغي أن تستجيب الأم لرغبة صغيرها في الرضاعة في كل وقت. والجدير بالذكر أن الحرص على إرضاعه كل ثلاث ساعات فقط، أمر لا يرتبط سوى بالأطفال الذين يتلقون رضاعة غير طبيعية. بالإضافة إلى ذلك، لا يحتاج المولود الجديد إلى ثدي أمه بسبب الجوع أو العطش فحسب، وإنما لأن ذلك هو السبيل الرئيسي الذي يمنحه الراحة ويشعره بمحبة والدته.
وأبرزت المجلة، ثالثا، أن تجاهل بكاء الطفل يعد من أخطر الممارسات التي يتعين على الأم تجنبها قطعا، لأن الصغير يعبر عن احتياجاته من خلال البكاء فقط. لذلك، لا بد من غض الطرف عن نصائح الجدات التي تفيد بأن الطفل سيتعود على هذه الممارسة وسيستمر في البكاء إلى غاية إقبال والدته لحمله.
ورابعا، أنه يستحسن عدم ترك الطفل في غرفة لوحده خلال نومه، لأن المولود الجديد لا ينام مثل الشخص البالغ، وغالبا ما يستيقظ كل ساعتين أو ثلاث ساعات بحثا عن أمه حتى تساعده على النوم مجددا. كما أن عملية تنظيم أوقات نوم الطفل تحدث بصفة تدريجية مع تقدمه في السنّ. علاوة على ذلك، من الأفضل أن يكون فراش الطفل بجانب سرير الأم حتى تتمكن من التفطن لاستيقاظه سريعا، وهو ما من شأنه أن يجنبها أيضا الاستيقاظ ليلا لعدة مرات من أجل الاطمئنان عليه.
اقرأ أيضا: أخبرني كيف تمارس سلطتك أخبرك كيف سيكون أطفالك
وخامسا، أن هزّ الطفل الرضيع بقوة أثناء بكائه بهدف إسكاته لن يساعد الطفل على التوقف عن الصراخ، إذ من المرجح أن تزيد هذه الممارسة من خوفه. كما يمكن أن تتسبب هذه الحركات المفاجئة في إلحاق الضرر بالرضيع على عدة مستويات. لذلك، من الأفضل أن تقوم الأم في هذه الحالة باحتضان طفلها ومنحه الحنان الذي يحتاجه حتى يهدأ.
وأبرزت سادسا، أن حضن الأم يمثل مصدرا للراحة والاسترخاء بالنسبة للطفل، وبالتالي، لا يجب حرمانه من ذلك. وفي هذا الصدد، يحتاج الرضيع إلى الاتصال الجسدي مع أمه، قدر الإمكان، لدعمه وحمايته. في المقابل، قد تؤثر قلة الاتصال بالطفل جسديا، خلال الفترة الأولى من حياته، على مستويات هرمون السعادة لديه بشكل كبير.
وأشارت سابعا، إلى أن معاقبة الطفل تعد أيضا من بين الممارسات التي تؤثر سلبا على علاقة الأم بطفلها، مما يجعله يفقد ثقته في الشخص الذي يقدم له الرعاية، كما يؤثر أيضا على رغبته في اكتشاف العالم من حوله وينتزع ثقته بنفسه. وضمانا لسعادة الطفل وتلبية احتياجاته، من المهم جدا التحلي بالصبر، لأن تربية الطفل ليست بالأمر الهين.
وذكرت أخيرا، أن عدم ثقة الأم بحدسها قد يدمر علاقتها بمولودها. لذلك، وعلى الرغم من النصائح التي تتلقاها الأم من الأمهات الأخريات، والتي قد تكون بمثابة دعم كبير لها في بداية علاقتها بطفلها، إلا أنه من الضروري أن تتبع الأم حدسها وتثق بغريزتها عند اتخاذ أي قرار يتعلق بطفلها. كما أن تجربة الأمومة قادرة على إعادة اتصال المرأة بطبيعتها وحدسها.