سلط كتاب إسرائيليون الضوء على زاوية جديدة من التعامل مع مسيرات العودة في قطاع غزة، بالنظر لما قد تتركه من تأثيرات على الوضع في الضفة الغربية.
فقد
ذكر البروفيسور الإسرائيلي يورام يوفال أن مسيرات العودة التي ينظمها الفلسطينيون
في الأيام الأخيرة، تشير إلى أنهم أدركوا الطريقة التي يمكن من خلالها إنهاء الاحتلال
الإسرائيلي.
وتوقع
في مقاله بصحيفة يديعوت أحرنوت، وترجمته "عربي21" أن تنعكس مسيرات غزة على الفلسطينيين في الضفة الغربية بأن يتركوا حجارتهم
وزجاجاتهم الحارقة وبنادقهم، ويتقدموا سيرا على أقدامهم بهدوء، قرابة مائة ألف
فلسطيني من رام الله إلى مستوطنات بيت إيل وبسغوت وعوفرا وسط الضفة الغربية، حينها
ستضطر إسرائيل للعودة لحدود العام 1949.
وأضاف:
هذه المسيرات تعتبر فهما متأخرا لدى الفلسطينيين في كيفية التفوق على المشروع
الصهيوني بعد مائة عام من المقاومة العنيفة له، وهم من خلال هذه المسيرات يحاولون
تعلم طريقة جديدة لتجاوز هذا المشروع، من خلال انتهاج المقاومة الشعبية وليس
المسلحة غير العنيفة.
وزعم
أن المنظمات الفلسطينية في غزة لجأت لهذه المسيرات كأسلوب تكتيكي، رغم أن "دي
أن أيه" لها هي العنف والسلاح، لكنها فضلت اليوم أن تكون مقاومتها معتمدة على
الحجارة والزجاجات الحارقة، وليس الصواريخ وخطف الجنود، ولذلك فإن انخراط المزيد
من الفلسطينيين بالمقاومة الشعبية كفيل بإنهاء الاحتلال.
ورغم
وجود أصوات يمينية في إسرائيل تبدي رفضها لتقبل فرضية أن تنسحب إسرائيل من
مستوطنات الضفة الغربية، لكن هذه المسيرات قد تجبر إسرائيل لاحقا على الخروج من
مدن عسقلان وتل أبيب وحيفا والقدس، وهذا سبب تخوف الإسرائيليين من هذه المظاهرات، لأنها
تعيد للأذهان ما حصل مع المهاتما غاندي في الهند ونيلسون مانديلا في جنوب إفريقيا.
وختم
بالقول: يخشى الإسرائيليون إمكانية تكرار هذه النماذج العالمية معهم، خاصة أن "غاندي"
الفلسطيني قد ولد فعلا، وهو يتمثل في الفتيان المتظاهرين الفلسطينيين، وسيحقق حلمه
في المدى القريب.
اقرأ أيضا: ما تأثير مسيرات العودة على مستقبل القضية الفلسطينية؟
نداف هعتنسني الكاتب اليميني الإسرائيلي قال إن أهم دروس مسيرات غزة الجارية حاليا، أن الانفصال عنها كان خاطئا، ولو أن إسرائيل كررت الانسحاب ذاته في الضفة الغربية، لرأينا اليوم مئات الآلاف من الفلسطينيين على بوابات القدس، ومطار بن غوريون؛ كما سيحصل اليوم على بوابات غزة.
وأضاف
في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن ذلك يطرح أسئلة كبيرة حول طبيعة الرد المتوقع من قبل إسرائيل، مفندا ما كان
يردده أريئيل شارون إبان تنفيذ خطة الانفصال عن غزة في 2005 حين قال: أضمن
لإسرائيل 40 عاما من الهدوء، عسقلان لن تتحول لخط مواجهة، لكن مسيرات اليوم التي
يسمعها مستوطنو غلاف غزة بددت كل هذه الشعارات الإسرائيلية.
اقرأ أيضا: مسيرات غزة استدرجت الجيش لمواجهة الأفضلية فيها للمتظاهرين