نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا"
الإيطالية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على إصرار مليشيات
الحوثي على استهداف
العاصمة الرياض، ما جعل
صواريخ الحوثي تتحول إلى مصدر ذعر وهاجس بالنسبة
للسعودية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن استهداف الصواريخ الحوثية للمملكة العربية
السعودية جعل السعوديين
يعيشون ليلة عصيبة. فقد وجهت المليشيات الشيعية صواريخها باتجاه العاصمة الرياض
وعدة مدن أخرى، الأمر الذي خلق حالة ذعر وفزع في صفوف المدنيين.
وأفادت الصحيفة بأن القوات السعودية فشلت في مهامها
الدفاعية، حيث أدى اعتراض أحد الصواريخ إلى تناثر شظايا في بعض المناطق السكنية، ما أدى إلى سقوط ضحية واحدة، مع تسجيل العديد من الجرحى. وتعد هذه العملية من أصعب
الضربات التي شهدتها المملكة على مر التاريخ. والجدير بالذكر أنه سبق لصدام حسين
أن قصف العاصمة الرياض بصواريخ من طراز سكود خلال حرب الخليج في سنة 1991.
وأكدت الصحيفة أن هذه الهجمات تزامنت مع الذكرى
الثالثة لشن التحالف الذي تقوده السعودية حربا ضد الحوثيين. وتسعى مليشيات
الحوثي من وراء هذه الهجمات إلى الضغط على كل من الرياض وحكومة عبد ربه منصور هادي
المدعومة من قبل السعودية. وقد نجحت مليشيات الحوثي في الحصول على ترسانة من
الصواريخ من قبل الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، الذي كان حليفا معهم، قبل أن
يتخلى عنهم ويلقى مصرعه على أيديهم.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الترسانة من الصواريخ التي
بحوزة الحوثيين تعدّ بمثابة ورقة ضغط على السعودية. وطيلة السنوات الماضية، وجهت هذه المليشيات الشيعية تهديدا يحيل إلى نيتها استهداف العاصمة الرياض وبعض
المدن الأخرى. كما هدد الحوثيون بضرب البنية التحتية للمملكة العربية السعودية.
وبينت الصحيفة أنه على الرغم من أن الصواريخ التي
يمتلكها الحوثيون ليست من الجيل الجديد، إلا أنها تشكل تهديدا لكل من الإمارات
العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. ونتيجة لذلك، أصبحت هذه الصواريخ مصدر
ذعر وقلق لآل سعود، لدرجة أنها تحولت إلى هاجس بالنسبة للرياض.
وأقرت الصحيفة بأن المليشيات الشيعية تصر على ممارسة
ضغط مكثف على السعودية، فليس من قبيل الصدفة أن يطلق الحوثيون سبعة صواريخ في
اليوم الذي يصادف مرور ثلاث سنوات على الحرب التي شنتها الرياض ضدهم. وقد عمد
الحوثيون إلى توجيه ثلاثة صواريخ نحو العاصمة الرياض. وعلى الرغم من أن الصواريخ
لم تسقط أرضا، إلا أنها تسببت في مقتل مواطن مصري وجرح مواطنين آخرين. إلى
جانب ذلك، انتابت المواطنين حالة من الصدمة والفزع جراء هذه الهجمات المفاجئة.
ونقلت الصحيفة شهادات مواطنين أتراك كانوا موجودين
على عين المكان ليلة الواقعة. فبعد
دوي صفارات الإنذار، أطلقت قوات الدفاع السعودي مجموعة من الصواريخ من طراز
باتريوت، التي تندرج ضمن نظام دفاع جوي صاروخي أرض-جو متوسط المدى مضاد لكافة
التهديدات الجوية.
وحسب ما أكده الشهود، هوى واحد من هذه الصواريخ
بعد دقائق من إطلاقه أرضا. وكان لذلك السقوط دوي أشبه بانفجار سيارة، ما خلق حالة
من الفزع والهلع في صفوف المواطنين. وقد كان من المفترض أن يسقط الصاروخ الموجه من
قبل الحوثيين، عوضا عن الصاروخ الذي أطلقته السعودية. وكشفت هذه الحادثة عن ضعف
نظام الدفاع السعودي، حيث فشلت القوات السعودية في التصدي للحوثيين بصفة ناجعة.
وفي الختام، شددت الصحيفة على أن الرياض استيقظت
في اليوم التالي على خيبة أمل كبيرة؛ بسبب فشل نظام دفاعها الجوي. فقد عجزت الرياض
عن التصدي لصواريخ الحوثيين بشكل فعال، الأمر الذي تسبب في نشر الذعر في صفوف
المدنيين.