انشغلت الصحافة الإسرائيلية خلال الساعات الماضية بإحصائيات ديموغرافية نشرتها الإدارة المدنية الإسرائيلية حول أعداد العرب واليهود، ومخاوف إسرائيلية من تراجع الأغلبية اليهودية.
فقد
قال يوتام بيرغر، الكاتب بصحيفة هآرتس، إن الإدارة المدنية الإسرائيلية قدمت معطيات
إحصائية مفاجئة أظهرت أن أعداد العرب الفلسطينيين بين البحر المتوسط ونهر الأردن تزيد عن اليهود، حيث يوجد خمسة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، دون أن
يشمل فلسطينيي شرقي القدس، بجانب 1.8 مليون عربي يعيشون داخل إسرائيل، فيما وصل
عدد اليهود 6.5 ملايين.
وأضاف
بيرغر، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن هذه الأرقام
عرضها الجنرال حاييم مانديس مساعد رئيس الإدارة المدنية، خلال اجتماع للجنة
الخارجية والأمن التابعة للكنيست، واستند في معطياته هذه لإصدارات الجهاز المركزي
للإحصاء الفلسطيني، ما أثار انتقادات إسرائيلية، ودفع أعضاء الكنيست من اليمين
لشن هجوم على هذه الأرقام.
أيمن
عودة، رئيس القائمة المشتركة في الكنيست، قال إن أعداد العرب واليهود آخذة بالتساوي،
وهذه ليست معلومة جديدة، لكن إيرادها اليوم يرجح فرضية حل الدولتين بين الشعبين
على حدود 67، أو دولة واحدة على نموذج الأبارتهايد، أو دولة واحدة لكل مواطنيها
ينالون فيها الحقوق ذاتها، ليس هناك من خيارات أخرى.
موران
أزولاي، مراسلة صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلت عددا من ردود الفعل الإسرائيلية على هذه
المعطيات المفاجئة، ترجمتها "عربي21".
فقد
اتهم موتي يوغاف، عضو الكنيست عن حزب البيت اليهودي، الجنرال مانديس بتضخيم هذه الأرقام،
فيما طلب آفي ديختر، رئيس لجنة الخارجية والأمن، من وزارة الدفاع الحصول على هذه
المعلومات بشكل رسمي؛ لأنها أرقام جديدة جدا، مثيرة للتفكير، ومفاجئة جدا، ويمكن
القول إنها مقلقة أيضا، معلنا تشكيكه في هذا المسح الديموغرافي؛ لأنه لا يعقل أن
يصل معدل زيادة الفلسطينيين خلال الـ25 سنة الماضية من مليون إلى ثلاثة ملايين،
بمعدل ثلاثة أضعاف، هذا النمو لا يكون إلا في كتاب غينيس للأرقام القياسية.
غيا
غولدشتاين، مساعد منسق شؤون المناطق الفلسطينية في الحكومة الإسرائيلية، قال إن هذه الأرقام
تتزامن مع الخدمات التي تقدمها الإدارة المدنية الإسرائيلية للفلسطينيين، ففيما
بلغت موازنتها عقب اتفاق أوسلو 286 مليون شيكل، الدولار يساوي 3.5 شيكل، أما اليوم
فقد وصلت موازنتها 170 مليون شيكل فقط، وفي حين أن الفلسطينيين ازداد عددهم من مليون
لثلاثة ملايين، في حين ازداد عدد اليهود من 100 ألف إلى أربعمئة ألف.
رئيس
حزب المعسكر الصهيوني، آفي غاباي، قال إنه آن الأوان لأن ننفصل كليا عن الملايين
الخمسة من الفلسطينيين، رغم الدعم الذي تحصل عليه إسرائيل من إدارة ترامب. أما وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، فقالت إن هذه الأرقام تعطي مبررا لمهاجمة خطط الضم
الاستيطاني؛ لأننا إن لم نتوقف عن هذه الخطط فإننا سنفقد الأغلبية اليهودية.
أحمد
الطيبي، عضو الكنيست العربي، قال إن النظر لتنامي أعداد العرب الفلسطينيين على أنه
تهديد ديموغرافي سلوك عنصري، إنهم يقومون بحصر أعدادنا كما لو كنا قنبلة متكتكة،
وتهديد على بقاء الدولة، وللعلم فأن يكون عربي رئيسا لإسرائيل في المستقبل، فإن
ذلك عين المساواة والديمقراطية.
شيريت أبيتان كوهين، مراسلة صحيفة مكور ريشون، نقلت في تقرير ترجمته "عربي21" المزيد من ردود الفعل الحزبية على هذه الإحصائيات الديموغرافية.
وأشار زعيم
المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، إلى أن هذه الأرقام ترسل تحذيرات للقيادة الإسرائيلية التي لا
تفهم بعد مخاطر الدولة ثنائية القومية، وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لإيجاد واقع
الدولة الواحدة، مع أن الهدف الحقيقي للشعب اليهودي يكمن في الانفصال عن
الفلسطينيين، وتطبيق حل الدولتين.
عضو
الكنيست وزير الدفاع الأسبق، عمير بيرتس، قال إن هذه المعطيات ينبغي أن تشعل الأضواء
الحمراء في إسرائيل؛ لأنها تعني أنها لن تستمر دولة يهودية، فيما نحن ماضون في
الطريق لدولة واحدة، مع أن الانفصال عن الفلسطينيين هو ما يوفر الأمن لليهود،
وينعش اقتصادهم.
عضو
لجنة الخارجية والأمن، عوفر شيلح، قال إن هذه الأرقام تؤكد أنه بالكاد توجد أغلبية يهودية
بين البحر والنهر، والتفسير المنطقي لها أنه في حال لم ننفصل عن الفلسطينيين فلن
تكون هناك دولة يهودية، حتى لو تم ضم كل الضفة الغربية، وحتى لو أقمنا نظاما
ديمقراطيا، فإننا لن نمنحهم حقوقهم.