توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن مسيرات العودة الفلسطينية، التي ستبدأ بعد أيام قليلة، وكيفية التعامل الإسرائيلي معها، وسط مخاوف من تدحرجها من الناحية الميدانية على حدود قطاع غزة الشرقية.
فقد
ذكرت دانة فايس، مراسلة القناة الإسرائيلية الثانية، أن المجلس الوزاري المصغر
للشؤون الأمنية والسياسية عقد اجتماعا طارئا لمناقشة الخطوات الكفيلة بالحد من
الآثار المتوقعة من هذه المسيرات؛ كي لا يقترب الفلسطينيون من الجدار الحدودي،
ويحاولوا اجتيازه.
وقالت، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الاجتماع
شهد مقترحات من خارج الصندوق، أهمها ما قدمه وزير الطاقة يوفال شتاينيتس، بإلقاء
الأطعمة والأدوية من الجو، فيهجم الفلسطينيون عليها، ولا يتوجهون نحو الجدار
الحدودي، ويتم إغراء المتظاهرين للحصول عليها، وصرفهم عن الهدف الحقيقي لمسيراتهم.
وأضاف:
إسرائيل ستربح من الخطوة مرتين: الأولى أنها ستخصم ثمن الأطعمة والأدوية من
الأموال المرسلة للسلطة الفلسطينية، والثانية أن الفلسطينيين سيرون من يتسبب لهم
بالمعاناة، ويقطع عنهم الكهرباء.
فيما
قال رئيس هيئة الأركان، غادي آيزنكوت، إن الوضع في الساحة الفلسطينية يشهد خطورة
عالية، وقال وزير الإسكان، يوآف غالانت، إن إسرائيل يمكن لها أن تطلق سراح أسرى
فلسطينيين على بعد نصف كيلومتر من الحدود.
وختمت
بالقول إن تداول هذه المقترحات وغيرها لمواجهة مسيرات الفلسطينيين تظهر كم أن إسرائيل
متورطة في مستنقع غزة.
تال
ليف-رام الخبير العسكري الإسرائيلي بصحيفة معاريف، قال إن الخطوات الإسرائيلية
المرتقبة باتجاه مسيرات العودة الفلسطينية تظهر كم أن الحدود الجنوبية مع قطاع غزة
آخذة بالسخونة، حيث سيتم نشر كتائب عسكرية إضافية، ونشر المزيد من القناصة، وقامت
طائرات إسرائيلية بإلقاء مناشير تحذر الفلسطينيين من المشاركة في المسيرات، أو
الاقتراب مسافة سبعمئة متر من الحدود الشرقية.
وأضاف، في مقال ترجمته "عربي21"، أنه رغم وجود
تقديرات أمنية وعسكرية إسرائيلية تفيد بأن الأيام القليلة القادمة ستشهد زيادة في
المظاهرات والاحتكاكات بين الجانبين، لكن السيناريو الأكثر تطرفا يقضي بتوجه آلاف
المتظاهرين نحو الجدار، رغم انخفاض إمكانية حدوثه، ما يرفع من فرص إصدار
التعليمات للجنود باستخدام النار الحية ضد المتظاهرين الذين يحاولون عبور الجدار.
مع
العلم أن التوصيات ستتركز بأن يكون إطلاق النيران محدودا ودقيقا؛ بهدف تقليل أعداد
الإصابات والخسائر البشرية الفلسطينية، وبذلك يمكن منع هذه الأحداث من التدهور
الواسع والشامل.
يوحاي
عوفر، المراسل العسكري لصحيفة مكور ريشون، قال إن الفلسطينيين الذين سيكونون العصب
المركزي لمسيرات العودة ليس لديهم ما يخسرونه، ما يجعل قيادة المنطقة الجنوبية
تبدي استعدادا واستنفارا كبيرين للتعامل مع أحداث يوم الجمعة القادمة، من خلال نشر
المزيد من المعدات الهندسية والوسائل القتالية.
وأضاف، في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه في حال
قرر الفلسطينيون، لا سيما الأطفال والنساء، اجتياح الحدود، فإن ذلك سيوقع خسائر
بشرية كبيرة، وحينها ستقوم ضجة دولية، ما يجعل الجيش يسعى لتبديد فرص حدوث هذا
الكابوس، ما يعني أن أي محاولة إسرائيلية لمنع حدوث هذه المسيرات باستخدام القوة
سيضر كثيرا بصورة إسرائيل حول العالم.