استغل ترامب وطاقم حملته الانتخابية مخاوف بعض العرب وهواجسهم لتوظيف
الموارد والإمكانات لدعم حملته الانتخابية وحقبته الرئاسية المتعثرة، وتكاثرت
التسريبات والأخبار حول العلاقة التي تجمع ترامب ببعض القادة العرب قبل وبعد
الانتخابات الأخيرة.
الاستثمار
الأعظم لترامب تبع الحملة الانتخابية؛ إذ تمكن من جمع المليارات من الدول العربية
المتوجسة من التحولات الإقليمية والعالمية؛ وباتت جزءا من محاولات تثبيت أركان
رئاسته المتعثرة.
مؤخرا
استغل الرئيس الأمريكي زيارة ولي عهد السعودية الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان
للترويج لإنجازاته بعرض لوحة يستعرض فيها عددا ممن تم تشغيلهم وتوظيفهم في أمريكا
بتأثير من العقود المبرمة مع المملكة العربية السعودية؛ فهناك ما يقارب أربعة
ملايين تم تشغيلهم وتم إنجاز ما يقارب 55% من العقود خلال عام واحد وهو العام
الحاسم الذي يسبق معركة انتخابات الكونغرس الأمريكي النصفية؛ الإنجازات المعروضة
تزامنت مع توسع المعارك والحرائق المحيطة بالرئيس الأمريكي بشكل مريب ومثير
للاهتمام.
ترامب
كشف عن مدى الهشاشة التي تعاني منها إدارته ببحثه المتواصل عن إنجازات حتى لو أدت إلى
إحراج حلفاء أمريكا؛ بحث متهور سيقود إلى اطلاق حملات إعلامية في أمريكا وخارجها
كما انه سيفتح عيون المحققين وعلى رأسهم مولر بشكل أوسع على تحالفات ترامب
وعلاقاته الخارجية.
العرب
لم يدركوا بعد العواقب المترتبة على الانفتاح الواسع على إدارة ترامب؛ إذ ستقودهم إلى
مزيد من الاستنزاف والتورط في الأزمة الداخلية الأمريكية وستفتح الباب لمزيد من
الحملات الإعلامية والتحقيقات والتسريبات التي تضر بمكانة العديد من الدول
العربية؛ فالعرب الآن جزء من معركة دامية وخطرة تدور في الساحة الأمريكية دون
مردود يذكر.
التركيز
في أمريكا يزداد على الصراع الداخلي والملفات الخارجية كلها مؤجلة؛ فروسيا ومن
خلال إعلامها كشفت مؤخرا أن أمريكا أجلت هجماتها على النظام السوري إلى وقت غير
مسمى.
في حين أن أمريكا أعلنت أيضا عن تأجيل صفقة القرن المتعثرة وغير مكتملة
الأركان، فضلا عن كونها سببا في تفاقم حالة التصارع بين حلفائها ووكلائها في الإقليم،
وأخيرا لابد من التذكير بسعي واشنطن الحثيث إلى تفعيل الوساطة العُمانية للتواصل
مع طهران أسوة بإدارة أوباما قبل ثلاثة أعوام من الآن؛ ما يعني أن المردود المتوقع
للتقارب مع الإدارة الأمريكية الحالية ضعيف ويكاد يقترب من الصفر، في حين أن
الكلفة مرشحة إلى الارتفاع خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، فهل يدرك العرب
ذلك أم أن العجز أمام هذه الحقائق والإنكار هو سيد الموقف؟
السبيل الأردنية