سياسة عربية

هل تنجح مقاطعة الانتخابات بمصر أمام آلة حشد السيسي؟

مؤسسات الدولة المصرية تحشد للسيسي وسط تحركات شعبية تدعو للمقاطعة- تويتر
قبل أيام من انتخابات الرئاسة بمصر يتراوح المشهد السياسي بين دعوات المقاطعة وبين فتاوى المشاركة، وحملات الإعلام الرسمي والخاص الداعية لانتخاب عبد الفتاح السيسي.

وعلى غرار نجاح دعوات المعارضة في الخارج في إقناع قطاع كبير من الناخبين المغتربين بالعزوف عن التصويت في سفارات وقنصليات بلادهم، تأمل المعارضة تكرار المشهد في الداخل، وفق تصريحات سياسيين ومراقبين لـ"عربي21".

وتدعو المعارضة سواء في الداخل أو الخارج إلى مقاطعة الانتخابات، من بينها حملة "خليك في البيت"، التي دشنتها الحركة المدنية المعارضة، وحثت الناخبين على مقاطعة صناديق الاقتراع في انتخابات معروفة نتيجتها سلفا وفق ما قالوا.

وعلى الجانب الآخر، تُسَخِر السلطات المصرية المؤسسات الدينية الرسمية (الأزهر، الأوقاف، الإفتاء) من جهة، والإعلام المرئي والمقروء والمسموع من جهة أخرى لحث المواطنين على عدم مقاطعة صناديق الانتخابات، والمشاركة فيها بقوة، ووصم المقاطعين بـ"الخيانة والعمالة".

وأشادت المعارضة المصرية في الولايات المتحدة بموقف الجالية المصرية في مقاطعة الانتخابات في الخارج، وتحقيق أقل نسبة مشاركة، وأكد الأقباط العلمانيون، ومركز الحوار المصري الأمريكي، ومركز العلاقات المصرية الأمريكية، والمنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة، في تصريحات سابقة لـ"عربي21" نجاح المقاطعة.

قرار شعبي بالمقاطعة

المعارض المصري البارز، وزعيم حزب غد الثورة، أيمن نور، أعرب عن اعتقاده بأن قرار المقاطعة هو قرار "شعبي" وسوف ينعكس على التصويت بالداخل.

وقال لـ"عربي21": "أعتقد أن هناك مقاطعة، وأن هناك قرارا شعبيا بالمقاطعة، بغض النظر عن الدعوات لها"، موضحا أن "فكرة نجاحها من عدمه ليس هو الأساس، وأن الأهم وجود يقين لدى الشعب المصري بأن الانتخابات الرئاسية المزعومة ليست انتخابات حقيقية".

وأرجع عزوف المصريين المتوقع عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع إلى "أن انتخابات الرئاسة المقبلة التي يتصدرها (السيسي) وحيدا، بلا منافس أو منافسة، ولا تحظى بقبول شعبي، فلايوجد أي حافز أو دافع للمشاركة فيها".

المعارضة تكسب أرضا كل يوم

وعلق القيادي في حركة 6 أبريل، والناشط السياسي، محمد نبيل، بالقول إن "الموضوع ليس بحاجة إلى دعوات للمقاطعة؛ فنسب المشاركة في الخارج مقارنة بالانتخابات السابقة ضعيفة"، مشيرا إلى "أنه في اللقاء الأخير للرئيس كان هناك معترضون في الشارع مع علمهم أن السيسي سيرى ذلك، في حين قال آخرون إنهم لو تحدثوا سوف يحبسون".

وأضاف نبيل لـ"عربي21" أن "الغضب الشعبي واضح، والنظام من وجهة نظري سيسعى للتركيز على عدد معين من اللجان الانتخابية يحشد فيها طوابير طويلة لإظهار حجم المشاركة بالكبير، فالنظام معه الدفاتر والأرقام، ولكن العالم كله يتكلم عن هزلية الانتخابات في مصر خصوصا مع وجود مرشح منافس كان مديرا لحملة السيسي السابقة".

مؤكدا أن هذا "ليس آخر سلاح للمعارضة ضد السيسي؛ في كل مرحلة كان يقول البعض أن هذه آخر فرصة للمعارضة، ونكتشف بعدها أن هناك فرصة تلو الأخرى، المقارنة بين شعبية السيسي في 2014 و شعبيته الآن، توضح أن المعارضة تكسب أرضا كل يوم، مقاومة الأنظمة الديكتاتورية عمل تراكمي وبحاجة إلى صبر".

شرعية إعلامية

"شرعية الصندوق، هو ما يسعى السيسي إلى تحقيقه، بالرغم من أن نتائج الانتخابات المحسومة سلفا"، وفق ما ذهب إليه المحلل السياسي المصري بفرنسا، محمد السيد.

وأوضح السيد لـ"عربي21": أن "أجهزة الدولة تسعى للترويج في الإعلام ليل نهار لمشاريع قيل إنها انجزت خلال السنوات الأربعة الماضية رغم عدم وجود مردود لها على حال المواطن، كما تجري القنوات التابعة للأجهزة الأمنية لقاءات تمتدح قائد الانقلاب وما قدمه للشعب بالإضافة إلى الاستعانة بعلماء السلطة الذين أفتوا بأحقية السيسي في قيادة الدولة في هذه المرحلة".

واستدرك بالقول "على الجانب الآخر دعوات المقاطعة التي ظهرت بوضوح خلال انتخابات المصريين في الخارج، والتي كشفت جانبا كبيرا من الحقيقة لن تكون بنفس الحجم في الداخل؛ لأن السيسي استغل كل أجهزة الدولة في الضغط على العاملين في القطاعين العام والخاص للحشد أيّام الانتخابات، كما أن حملات الترهيب التي تتبعها أجهزة القمع في مصر قد تجبر بعض المواطنين للذهاب خشية التهديدات بتوقيع غرامات، والمقاطعة ستكون محدودة لمن يخشون قمع النظام".