كتب نوح فيلدمان مقالا في موقع "بلومبيرغ"، يقول فيه إن توطيد علاقة مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب، جارد كوشنر، علاقته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تعد خطوة في الاتجاه الصحيح.
ويقول فيلدمان في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إنه "من السهل تجاهل ما فعله جارد كوشنر مع عزل وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وتحضير دونالد ترامب لتعديل وزاري جديد، بحسب ما تقول الشائعات، إلا أن كوشنر عقد في الأسبوع الماضي اجتماعا غير عادي في قاعة المؤتمرات في البيت الأبيض؛ لمناقشة الوضع الإنساني في غزة".
ويشير الكاتب إلى أن "من شاركوا في الاجتماع كانوا يستحقون الملاحظة، فإسرائيل كانت هناك، بالإضافة إلى البحرين وقطر والسعودية، ومن لم يشاركوا فيه كانوا جديرين بالملاحظة أيضا، فلم يحضره الفلسطينيون، الذين قاطعوا ترامب منذ إعلانه عن نقل السفارة الإسرائيلية من تل أبيب إلى القدس، ولا يمكن قراءة معاني اللقاء إلا من خلال جهود كوشنر للسلام".
ويلفت فيلدمان إلى أن "الرهان لا يزال قائما في ظل هزيمة كوشنر على يد مدير طاقم البيت الأبيض جون كيلي، بشأن التصريح الأمني الذي يحظره من المشاركة في اللقاءات الحساسة".
ويعلق الكاتب قائلا إن "اجتماع الأسبوع الماضي يجسد نجاح استراتيجية فريق كوشنر الأساسية، والتحديات التي تواجه إنجاحها في ضوء النكسات التي تسبب بها قرار دونالد ترامب بشأن نقل السفارة".
ويرى فيلدمان أن "كوشنر تعامل مع المسألة الإسرائيلية الفلسطينية على أنها مساعدة لعملية إعادة ترتيب واصطفاف إقليمي للدول السنية ضد إيران الشيعية، وركز على السعودية، التي أرسلت إشارات عن استعدادها لتطوير علاقات دافئة مع إسرائيل، في حال تم التوصل إلى تسوية سلمية، وتقوم الفكرة على قيام السعوديين بالضغط على الفلسطينيين، وإجبارهم على الجلوس على طاولة المفاوضات، وبعدها سيقوم ترامب وكوشنر بدفع الإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، أو على الأقل المحاولة".
ويقول الكاتب إن "المفاوضين السابقين حاولوا أقلمة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، إلا أن كوشنر مضى أبعد من سابقيه على هذه الجبهة، وقامت استراتيجيته على بناء علاقات قوية مع ولي العهد السعودي المتوقع أن يتولى الحكم في المستقبل القريب، عندما يتنحى له والده عن العرش".
وينوه فيلدمان إلى أن "هذه العلاقة تقوم على طريق باتجاهين؛ فابن سلمان سيحاول الدعوة لعملية تحول محفوفة بالمخاطر في بلاده، وهي نقل شكل السلطة، التي كان يتشارك فيها أبناء مؤسس المملكة عبد العزيز بن سعود، إلى نظام مركزي يتحكم به رجل واحد، وحتى يحقق محمد بن سلمان هذا الهدف فهو بحاجة لدعم كبير من البيت الأبيض، وقد قدم ترامب وكوشنر هذا الدعم، وما حدث يوم الثلاثاء في البيت الأبيض شاهد على ذلك".
ويفيد الكاتب بأنه "مقابل هذا الدعم فإن كوشنر يتوقع من محمد بن سلمان أن يرمي بثقله وراء صفقة إسرائيلية فلسطينية، وهو ما يقوم الأمير بعمله، حيث تأكد من دعم مصر له ودول الخليج، التي تمارس السعودية عليها تأثيرا، وهناك أدلة على تعاون ابن سلمان في ظل تقارير من الفلسطينيين، وهي إخبار السعوديين رئيس السلطة الفلسطينية، ودون تحديد الشروط، أن موعد الصفقة قد حان".
ويذهب فيلدمان إلى أن "مؤتمر مساعدة غزة يثبت استعداد ابن سلمان الالتزام في الجزء المتعلق به من الصفقة، ففي الماضي لم تكن الدول العربية لتشارك في مؤتمر على هذا المستوى عن فلسطين، في حال رفض الفلسطينيون المشاركة فيها، وبالتأكيد لم يكونوا ليشاركوا في مؤتمر علني حضرته إسرائيل ولم يحضره الفلسطينيون".
ويقول الكاتب: "عليه، فإن الاجتماع كان بمثابة رسالة للفلسطينيين، أنهم لو لم يحضروا المفاوضات فإنها ستمضي بين إسرائيل والدول العربية دونهم".
ويعتقد فيلدمان أن "هذا شكل من أشكال النفوذ، فالكابوس الأكبر للفلسطينيين هو تخلي الدول العربية مجموعة عنهم، وقيامها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ودون أي تسوية/ صفقة، وضمن هذا المنظور فإن المؤتمر يعد تطورا كبيرا، على الأقل من ناحية كونه إشارة إلى التغيرات في التحالفات، وكيف أصبح الفلسطينيون دون أصدقاء لهم في هذه الفترة".
ويرى الكاتب أن "الصفقة ليست وشيكة في الوقت الحالي ولا حتى في الأفق، وفي النهاية فإنه لا يمكن للدول العربية التوقيع على اتفاق سلام دون أن توقع عليه دولة فلسطينية، فلو فعلت فإنها ستخسر شرعيتها في الداخل، وستخسر أرضية لصالح إيران، التي يسابقون الزمن لتهميشها".
ويعلق فيلدمان قائلا: "يعلم عباس هذا، ولهذا اتخذ الطريق الخطر، برفض ما يقوله الأمير وفكرة ترامب عن التسوية، وهو يخشى من أن أي صفقة تتم تحت رعاية ترامب ستكون الصفقة التي سيرفضها، ودون أن تؤدي إلى سيطرة حركة حماس نتيجة لها".
ويبين الكاتب أن "عباس يبني منطقه على أن أي اتفاقية ستموت في مهدها، مثل أن ينهار الائتلاف الإسرائيلي بطريقة أو بأخرى، أو يتم توجيه اتهامات لبنيامين نتنياهو بالفساد ويستقيل".
ويجد فيلدمان أنه "حتى يغير عباس موقفه، فإن على كوشنر أن يقدم بعض العروض المغرية للفلسطينيين، ويعرض عليهم شيئا لا يمكنهم رفضه ودون إكراه، وهذا يعني اعترافا بدولة فلسطينية ذات حدود آمنة، قابلة للحياة في الضفة الغربية، وعاصمة في القدس الشرقية، وتبادل أراض، ويمكن للفلسطينيين القول إنهم حصلوا على عرض أفضل مما عرض على ياسر عرفات في كامب ديفيد".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "لو لم يكن هذا كافيا بالنسبة لائتلاف نتنياهو، فإن نجاح كوشنر مع ابن سلمان لن يكون كافيا لتحقيق تسوية، وما بعدها قد يؤدي إلى علاقات غير رسمية بين السعودية وإسرائيل، مفيدة لكليهما لكنها ليست تحالفا طويل الأمد".
التايمز: زيارة ابن سلمان.. كيف تحضر أزمة اليمن بقوة؟
التايمز: ماذا وراء تغيير القيادة العسكرية في السعودية؟
بزنس إنسايدر: بعد 9 أشهر.. أين وصلت مغامرة ابن سلمان؟