استعرض موقع إسرائيلي، بعضا من التفاصيل الدقيقة التي سبقت ورافقت الضربة الجوية الإسرائيلية، التي أدت إلى تدمير مفاعل نووي سوري قيد الإنشاء.
واعترفت "إسرائيل" فجر اليوم، ولأول مرة أنها هي من يقف خلف تدمير المفاعل السوري، حيث بثت فيديو يوثق حدوث سلسلة من التفجيرات، وقعت في المفاعل المدمر في عملية عسكرية اطلق عليها الاحتلال "خارج الصندوق".
وعلق وزير الجيش الإسرائيلي افيغدور ليبرمان اليوم الأربعاء على التبني الرسمي للضربة بالقول "إن على المنطقة بأكملها استيعاب الدرس من الضربة التي نفذتها إسرائيل في عام 2007 ضد ما يشتبه في أنه مفاعل نووي سوري".
وأضاف في بيان بعد اعتراف إسرائيل رسميا بمهمة تدمير مفاعل الكبر عام 2007 "الدوافع لدى أعدائنا تنامت في السنوات الأخيرة ولكن قدرة قوات الدفاع الإسرائيلية تنامت أيضا".
وقال "الكل في الشرق الأوسط سيعمل جيدا لاستيعاب هذه المعادلة".
في حين أكد رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الجنرال غادي أيزنكوت أن هذه الضربة "هذه كانت في واقع الأمر هي أكبر ضربة إسرائيلية في الأراضي السورية منذ حرب 1973"، وفق ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.
وأضاف أيزينكوت: "كان المبدأ الذي يقودنا هو المفاجأة على حساب الاستعداد، لذا فقبيل الضربة بقليل لم نفعل أي شيء باستثناء فتح مركز القيادة، وكان على القادة أن يعيشوا مع إدراك أن هذا يمكن أن يتطور بسرعة إلى تصاعد وتبادلات لإطلاق النار وإلى حرب".
وأوضح الموقع، أنه كان رئيس الأركان إعداد طاقمه لسيناريو عام يتضمن حربا في صيف 2007، دون علم الطاقم، مؤكدا أن "فقط أيزينكوت وأحد كبار ضباط المخابرات الإسرائيلية في القيادة كانا على دراية بالأسباب الحقيقية".
وذكر الموقع، أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعقبت وراقبت الموقع مدة عامين، ومع اقتراب اكتمال تشييده وقبل 3 أشهر تم الهجوم".
اقرأ أيضا : تعرف على الحصيلة النهائية للقصف الإسرائيلي في سوريا
ولفت الموقع، أن "الإعداد لهذه الضربة استعرق أكثر من 6 أشهر، والحفاظ على السرية كان الأساس، حتى داخل قيادات الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية"، حيث أكد اللواء عميكام نوركين، الذي كان رئيسا لفرع عمليات سلاح الجو في ذلك الوقت، ويقود اليوم سلاح الجو الإسرائيلي أن "القلق من كشف المخطط كان حقيقي".
ساعات قليلة
وأضاف "أعتقد أننا جميعا أدركنا أنه لو كشف المخطط كان ذلك ليؤدي إلى تنشيط المفاعل قبل الموعد المحدد، مما يعني أنه لم يعد بإمكاننا الإغارة عليه"، موضحا أن "ثلة فقط ثلة قليلة من أفراد الطاقم كانوا يعرفون هذا السر، وبعضهم حتى لم يكن يدر بكامل التفاصيل".
وتابع: "لم يكونوا على دراية بالهدف، ولم يفهموا السبب، وفي كل سرب طيران كان فقط طيار واحد هو جهة الاتصال، والبقية تم إشراكهم بالهدف فقط بساعات قليلة قبل العملية".
ونبه الموقع في تقريره الذي أعده مراسله للشؤون الأمنية شاي بن آري، أنه إلى جانب الإعداد للغارة ذاتها كان هناك الكثير من السيناريوهات المحتملة الأخرى المأخوذة بعين الاعتبار، وكان هناك "احتمال ضعيف بأن يؤدي الهجوم إلى حرب" وفق رئيس الأركان الذي أعتبر أنه حتى نسبة 15 أو 20 بالمئة لنشوب حرب هي مخاطرة كبيرة.
وبسبب تلك التحديات والمخاوف، فقد أعد نوركين، "سلاح الجو الإسرائيلي لحرب جديدة محتملة، تنشب بسبب الغارة الجوية، في حين لم يعرف الغالبية العظمى من الطيارين والضباط وأفراد الطاقم سبب الحاجة إلى ذلك، في حين تم كل هذا "تحت قصة أخرى".
وأوضح نوركين، أن "هذه العملية أجريت في الليل وكانت مهمة معقدة لسلاح الجو"، مضيفا: "هذه العملية تطلبت الشجاعة والإبداع من قبل الفرق، التي لم تعتد على هذا النوع من الطيران، مع طائرات استلمت قبل الضربة بسنوات قليلة".
استكمال العملية
ولفت قائد سلاح الجو الإسرائيلي، أن قرار إصدار أمر الضربة الجوية كان "من أهم القرارات التي تم اتخاذها هنا في السنوات السبعين الماضية"، مضيفا "اليوم عندما ننظر إلى الشرق الأوسط، نفهم مدى تأثير هذه العملية وكيف غيرت الواقع.
وأضاف: "تخيل لو كان هناك مفاعل نووي في سوريا اليوم، ما هو الوضع الذي كنا لنشهده؟".
وكشف الموقع، أن "8 طائرات من طرازF16 شاركت في المهمة التي اعتبرت ناجحة.، وسرعان ما قام النظام السوري بشار الأسد بتنظيف الموقع في أعقاب الضربة، وبذل قصارى جهده لعدم لفت الانتباه إلى الهدف، كما لم يؤد الهجوم إلى الحرب ولا إلى أي رد عسكري سوري ضد إسرائيل".
اقرأ أيضا : إسقاط الطائرة الإسرائيلية.. ردع متبادل أم شرارة للمواجهة؟
وعلى الرغم من التزام جيش الاحتلال بالصمت طيلة هذا الوقت، إلا أن مصادر إسرائيلية أخرى أكدت الهجوم في الماضي، وكان من بينهم وفق الموقع بنيامين نتنياهو، حيث كان رئيسا للمعارضة الإسرائيلية في ذلك الوقت.
وبعد عدة أيام من العملية، قال نتنياهو، "في خرق لبروتوكول الصمت الرسمي، انه تم إبلاغه بالضربة قبل الموعد، وهنأ رئيس الوزراء وقتها إيهود أولمرت (يقضي الآن فترة حبسه في السجن بتهم فساد) بعد استكمال العملية بنجاح".
كما كان هناك تأكيد آخر، جاء من طرف وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت، كوندوليزا رايس، التي نشرت ويكيليكس برقية أصدرتها رايس، بتاريخ 25 نيسان/ أبريل 2008 ورد فيها: "لقد ناقشنا خيارات السياسة مع الإسرائيليين، ولكن في النهاية اتخذت إسرائيل قرارها الخاص بتدمير المفاعل، لقد اتخذ هذا القرار من قبل إسرائيل وحدها ولم يسعوا للحصول على موافقتنا، ومع ذلك ، فإننا نتفهم قرارها".
كيف ترى إسرائيل التسوية مع نظام الأسد أفضل لها من الخليج؟