ملفات وتقارير

هل تراجع واشنطن علاقاتها بـ"الوحدات الكردية" بعد عفرين؟

القوات التركية دخلت مركز عفرين بعد أقل من شهرين من انطلاق العملية العسكرية- جيتي

شكلت الهزيمة التي تعرضت لها وحدات "حماية الشعب" الكردية في مدينة عفرين علامة فارقة في المشهد العسكري السوري، وخلفت حسب مراقبين صدمة، لاسيما بعد الانسحاب غير المتوقع للقوات الكردية من المدينة.


ويرى مراقبون تحدثت لهم "عربي21" أن حالة الضعف والارتباك التي ظهرت بها "الوحدات الكردية" قد يدفع بداعميها وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة الحسابات لجهة مواصلتها الرهان على الوحدات كطرف قادر على حماية مصالحها شرقي نهر الفرات.


وفي هذا الشأن يرى محمود الماضي نائب رئيس الهيئة السياسية في "التحالف الوطني لقوى الثورة" في الحسكة" أن ما جرى في عفرين أظهر القدرات الحقيقية للمليشيات الكردية "التي تم تضخيمها إعلاميا لجذب الداعمين الدوليين".


واعتبر الماضي في حديثه لـ"عربي21" أنه "من الطبيعي أن تعيد واشنطن حساباتها بدعم الوحدات بعد انكشافها على الملأ، وتحديدا في ما يخص فقدانها للحاضنة الشعبية حتى في الوسط الكردي السوري".


وأضاف: "الولايات المتحدة تدرك اليوم بعد هزيمة عفرين أنها بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى قوى محلية قادرة على فرض الاستقرار في شمال وشرق سوريا".


ولفت إلى أن واشنطن "تحتاج إلى حلفاء أقوياء وليس إلى عصابات من المرتزقة، لأنه من دون الحليف القوي لا حديث عن استقرار في مناطق النفوذ الأمريكية في سوريا بالمطلق".


من جانبه، أبدى الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد حاتم الراوي عن استغرابه مما جرى في مركز مدينة عفرين، وقال: "لا يعني ذلك التقليل من شأن القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر، لكن ما جرى أظهر أن الوحدات هم عبارة عن عصابة بدون عقيدة قتالية".


وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "لو كانوا أصحاب حق وفكر لما شاهدنا ما شاهدناه"، مقارنا بين مقاومة "الوحدات" الكردية في عفرين وبين المعارضة في الغوطة "التي أبدت صمودا لم يعرف له العالم مثيلا، بالرغم من وحشية النظام السوري".

ولفت الراوي إلى أن "بقاء ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية- قسد" مرتبط بالوجود الأمريكي"، مشيرا إلى أن "الأخيرة غير قادرة على البقاء إلى ما لا نهاية علما بأن الولايات المتحدة طلبت من بلدان خليجية تمويل انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا".


وعن البدائل المحلية المتاحة لأمريكا عن الوحدات شرقي الفرات، قال محمود الماضي: "هناك أبناء المنطقة الذين تم تهميشهم من قبل الوحدات بالقوة وبتواطؤ مع النظام، كما أن هناك التشكيلات المدنية القادرة على تحقيق المصالحة الوطنية في المنطقة".


وأشار إلى مشاركة الآلاف من أبناء المنطقة الشرقية المهجرين في معارك عفرين، مشيدا بقدرتهم على فرض الأمن والاستقرار في مناطقهم، وقال: "لا ينقصهم إلا القرار السياسي حتى يكونوا قادرين على إزاحة الأطراف الأخرى، وتحقيق هذا الأمر ليس صعبا فور توفر الغطاء السياسي الدولي أو حتى الإقليمي التركي".