سياسة عربية

تعرف على مراحل الحملة العسكرية لجيش النظام بالغوطة

في 10 آذار/مارس تمكنت قوات النظام من عزل دوما عن بقية الغوطة الشرقية وبالتالي تقسيم المنطقة الى إلى ثلاثة أجزاء- أ ف ب

بدأت قوات النظام السوري في 18 شباط/فبراير حملة عسكرية دامية لاستعادة الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.

أوقع القصف المدفعي والغارات الجوية مذاك أكثر من 1350 قتيلا مدنيا بينهم أكثر من 270 طفلا في هذه المنطقة المحاصرة منذ 2013، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان وكذلك أكثر من 4600 جريح.

وباتت قوات النظام السوري تسيطر على أكثر من سبعين بالمئة من الغوطة الشرقية بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

موت وخراب

 
في 18 شباط/فبراير أطلقت قوات النظام السوري أكثر من 260 صاروخا فيما شن الطيران غارات كثيفة على عدد من بلدات الغوطة الشرقية، كما عزز الجيش السوري مواقعه المحيطة بالمنطقة.

في 19 شباط/فبراير أدى القصف الكثيف للجيش السوري على الغوطة الشرقية إلى مقتل 127 مدنيا، في حصيلة للمرصد تعتبر الأسوأ في يوم واحد منذ 2013.

في 20 شباط/فبراير أعلن المرصد السوري أن الطيران الروسي قصف الغوطة الشرقية للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر وأصاب مستشفى في عربين بات خارج الخدمة. كما استهدف القصف ستة مستشفيات أخرى في 48 ساعة، بات ثلاثة منها خارج الخدمة بحسب الأمم المتحدة.

وتوافد مئات الجرحى إلى مراكز إسعاف ميدانية في الغوطة الشرقية وسط نقص حاد في الأسرّة أدى إلى معالجة البعض أرضا.

في 21 شباط/فبراير ألقت الطائرات القنابل وكذلك البراميل المتفجرة التي تقتل عشوائيا ويثير استخدامها إدانة الامم المتحدة والمنظمات الدولية.

شبه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش وضع الغوطة الشرقية بـ"جحيم على الأرض".

حلب اخرى


في 22 شباط/فبراير كرر السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري تصميم النظام على استعادة كل الأراضي بما يشمل الغوطة الشرقية قائلا: "نعم، ستصبح الغوطة الشرقية حلب أخرى".

في 24 شباط/فبراير أصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يطالب بوقف إنساني لاطلاق النار في سوريا لثلاثين يوما "من دون تأخير".


اقرأ أيضا :  نزوج جماعي بالغوطة والنظام يتقدم ميدانيا وينفذ غارات عنيفة


لكن في اليوم التالي خاضت قوات النظام مواجهات عنيفة مع فصائل المعارضة وشنت غارات جوية وقصفا مدفعيا، بحسب المرصد السوري.

وسجلت إصابة 14 شخصا بحالات اختناق بينهم طفل قضى بعد قصف للنظام بحسب المرصد السوري. وأفاد طبيب عن "شكوك في استخدام أسلحة كيميائية وعلى الأرجح غاز الكلور" في حين نددت موسكو بما اعتبرته "استفزازا".

هدنة سرعان ما انتهكت


في 26 شباط/فبراير أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"هدنة انسانية يومية" اعتبارا من 27 شباط/فبراير من الساعة التاسعة إلى الساعة 14,00 وخصوصا في الغوطة الشرقية. وأعلنت موسكو أن "ممرات إنسانية" ستفتح لإجلاء المدنيين.

لكن في اليوم التالي، وبعد ليلة هادئة نسبيا، قصف طيران النظام ومدفعيته الغوطة مجددا وفق المرصد السوري الذي أفاد عن "قذائف وقنابل وبراميل متفجرة تنهمر على الغوطة".

في 28 شباط/فبراير وبعد ليلة شهدت مواجهات عنيفة عند أطراف الغوطة الشرقية، قصف طيران النظام مجددا العديد من البلدات.

قوات النظام تحقق اختراقا

 
في الرابع من اذار/مارس، أفاد مصدر عسكري سوري أن الجيش "تقدم على جبهات عدة" مع تصاعد وتيرة المعارك.

أكد الرئيس بشار الاسد أن العملية العسكرية "يجب أن تستمر".

حملت لندن وواشنطن دمشق وموسكو مسؤولية "المعاناة الإنسانية الرهيبة" فيما طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من إيران "الضغط" على دمشق لوقف الهجمات.


اقرأ أيضا :  غارة روسية على تجمع للنازحين بالغوطة تقتل 50 شخصا


في 5 آذار/مارس أعلنت الأمم المتحدة دخول أول قافلة مساعدات إنسانية إلى الغوطة الشرقية منذ بدء هجوم قوات النظام في 18 شباط/فبراير لكنها لم تتمكن من تسليم كل المساعدات بسبب القصف في دوما.

وأكد المرصد "تسجيل 18 حالة اختناق وصعوبات في التنفس في حمورية بعدما أطلقت طائرة عسكرية صاروخا على هذه البلدة" من دون أن يحدد سبب هذه الحالات.

في 6 آذار/مارس واصل النظام القصف والتقدم. وأعلن المرصد أن "هدنة بوتين انتهت لأن القصف لم يتوقف حتى خلال الهدنة اليومية".

أحكام الطوق

 
في 9 آذار/مارس تم توزيع مساعدات إنسانية في دوما رغم القصف. ونددت منظمة "أطباء بلا حدود" "بكارثة طبية رهيبة".

في 10 آذار/مارس تمكنت قوات النظام من عزل دوما عن بقية الغوطة الشرقية وبالتالي تقسيم المنطقة إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالاً تحت سيطرة "جيش الإسلام"، حرستا غرباً حيث حركة تحرير الشام، وبقية المدن والبلدات جنوباً ويسيطر عليها فصيل "فيلق الرحمن" مع تواجد محدود لهيئة فتح الشام (النصرة سابقاً).

وفي اليوم التالي سيطرت على مدينة مديرا.

وفي 12 آذار/مارس واصل النظام تقدمه وآصبح يسيطر على حوالي 60% من مناطق فصائل المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

بدء عمليات الإجلاء

 
أعلنت الأمم المتحدة أن نحو ألف شخص بحاجة لإجلاء طبي عاجل. واستهدف الجيش السوري 28 مستشفى وعيادة ومستوصف فيما قتل تسعة عاملين في القطاع الصحي منذ بدء الهجوم.

وقدمت الولايات المتحدة مشروع قرار جديدا في الأمم المتحدة يطالب بوقف إطلاق نار فوري.

وفي 14 آذار/مارس تم إجلاء عشرات المدنيين لليوم الثاني على التوالي فيما قتل 31 مدنيا على الأقل في القصف بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودخل الجيش السوري إلى بلدة حمورية الاستراتيجية.

وفي 15 آذار/مارس دخلت قافلة مساعدات غذائية إلى الغوطة الشرقية، هي الثالثة في عشرة أيام إلى مدينة دوما.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 20 ألف مدني خرجوا من الغوطة الخميس، فيما أفاد مندوب سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري عن خروج أكثر من 40 ألف مدني.

وأكدت موسكو عزمها على "مواصلة دعم دمشق في عمليتها العسكرية" في الغوطة الشرقية، فيما اتهم البنتاغون موسكو بأنها "متورطة أخلاقيا ومسؤولة عن فظائع الأسد".

وفي 16 آذار/مارس، قتل ما لا يقل عن 80 مدنيا في "غارات روسية كثيفة" استهدفت بلدتي كفربطنا وسقبا، وفق المرصد، فيما تواصل نزوح السكان مع خروج نحو ألفين معظمهم من مدينة سقبا.

وأشار المرصد إلى "تفحم جثث القتلى" في كفربطنا، مرجحاً استخدام "مواد حارقة"، من دون أن يكون من الممكن الحصول على تأكيد من مصدر مستقل.

واستعادت قوات النظام السيطرة على بلدة حمورية بعدما خسرتها لساعات إثر شن فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام هجوماً مضاداً عليها، وفق المرصد ، واتهمت موسكو الغربيين بحماية "الإرهابيين".

ودعا الجيش السوري السكان إلى الخروج عبر "المعابر الآمنة" التي حددها.