ملفات وتقارير

ماذا يعني غياب أسماء معروفة عن ترشيحات "المستقبل"؟

حث الحريري اللبنانيين على الاقتراع بكثافة

حسم تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري خياراته للمعركة الانتخابية المقبلة، معلنا عن أسماء مرشحيه في ظل غياب شخصيات وازنة عن اللوائح، يأتي في مقدمها رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة والنائب احمد فتفت الذي حلّ مكانه ابنه والوزير جمال الجراح.

 

وأعلن الحريري أسماء 38 مرشحا للانتخابات البرلمانية المقررة في 6 أيار/ مايو المقبل، بينهم 23 مرشحا من الوجوه الجديدة.

ولم يعوّل الحريري في خطابه على برنامجه الانتخابي واكتفى بالحديث عن مشروع والده رفيق الحريري وأهمية الاستمرار به.

وتميّز الإعلان بحضور رئيس الحكومة السابق تمام سلام في دلالة على التحالف المتلاحم بين الرجلين في دائرة بيروت الثانية على وجه التحديد.

وقال الحريري: "سنعلن اليوم أسماء مرشحي تيار المستقبل في كل المناطق للانتخابات النيابية المقبلة، شاكرا كل النواب أعضاء كتلة المستقبل الذين لن يترشحوا على عملهم ومسيرتهم في البرلمان والكتلة والمجال السياسي معنا".

وأضاف: "من يحب سعد الحريري ينتخب لوائح المستقبل أينما كان في كل لبنان، وليعمل من صوته يوم الانتخاب (خرزة زرقاء) لتحمي لبنان"، مشيرا الى أن "المرشحين سيكونون يدا واحدة في الحملة الانتخابية وبعدها، وسيعملون على تمثيل تيار المستقبل وقواعده ومشروعه للبنان أفضل".

وتحدث الحريري باقتضاب عن المشروع الانتخابي، فقال: "مشروعنا قائم على حماية الأمن الاجتماعي والعملة الوطنية والنهوض بالاقتصاد لإيجاد فرص العمل"، لافتا الى أن "هذا الإعلان ليس إعلانا للوائح فاللوائح ستُعلَن لاحقا في كل دائرة، إنما هذا إعلان لمرشحي المستقبل".

الخطوط العريضة


وقال النائب عن تيار المستقبل مصطفى علوش: "إعلان تيار المستقبل عن الأسماء التي ستخوض المعركة الانتخابية يضع الخطوط  العريضة للمرحلة المقبلة"، مستدركا: "إلا أنني أجد أنه ليس كافيا، لجهة الخيارات السياسية الأساسية وكيفية إدارة المعركة الانتخابية".

وحول الدم الجديد الذي تم إضافته إلى مرشحي التيار، قال في تصريحات لـ"عربي21": "هي أسماء جديدة غير مجربة ولديها تحد كبير للتعبير عن نفسها، ويبقى العبء الأكبر على الرئيس الحريري لإقناع تيار المستقبل واللبنانيين بالخيارات الجديدة".

وعن غياب أسماء وازنة من تيار المستقبل عن الترشيحات المقبلة، قال: "فرض القانون الانتخابي الجديد واقعا جديدا على الكثير من الأسماء ذات الثقل، فهناك شخصيات آثرت الدعم عن بعد والبقاء في عباءة المستقبل، دون خوض الانتخابات لاعتبارات متعلقة بعدم قدرتها على الحصول على الصوت التفضيلي، وبالتالي آثرت أن تجير قوتها للصالح العام لتيار المستقبل".

وفيما يخصّ الخلافات العشائرية في منطقة المنية الواقعة شمالا وذات الثقل المستقبلي، قال: "نواجه في أي انتخابات مشاكل خصوصا في المناطق ذات الطابع العشائري، على اعتبار أن هناك كثيرا من النواب وأبناء النواب والعائلات يعتبرون أن النيابة إرث لايمكن الاستغناء عنه، لكن الواقع الانتخابي في المنية الذي كان سائدا في انتخابات عامي 2005 و2009 لم يعد حاصلا اليوم، من خلال التبدلات الحاصلة في توجهات الناس ومشاعرهم".

وأضاف: "اختيار تيار المستقبل للمرشح عثمان علم الدين قد يكون أفضل الخيارات المتاحة للتيار في ظل المعطيات الراهنة"، مشيرا إلى أن "الاستقالات من تيار المستقبل يجب أن تتابع من خلال الحوار معهم وإقناعهم بالعدول عن استقالاتهم، من خلال عرض الوقائع عليهم وشرح الضرورات الانتخابية التي تفرض نسقا قد لا يكون مناسبا للجميع".

ورأى الكاتب والمحلل السياسي جورج علم في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن"تيار المستقبل يسعى من خلال اللوائح الانتخابية المعلن عنها إلى تجديد الدم السياسي، لكن هذا لا يعني ضمان النجاح من خلال الوجوه الشابة"، مضيفا: "يتطلب العمل الانتخابي برنامجا سياسيا، حيث لم يقدم الرئيس الحريري أي برنامج سوى الحديث عن مشروع والده".

ورأى علم أن كلام الحريري يثير الحماسة والاندفاع لدى مؤيدي التيار في الطائفة السنية، لكنه لن يؤدي إلى نتيجة"، لافتا إلى أن عقبات عدة تنتظر تيار المستقبل، وقال: "الأنظار تتجه إلى تحالفات تيار المستقبل في المناطق ذات الثقل السني، ومدى تجاوب النبض الشعبي مع الرئيس الحريري، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن معركة المال لم تبدأ بعد، وعند اكتمال اللوائح سيتضح مدى الدعم الذي سيحظى به تيار المستقبل من قبل المملكة العربية السعودية".

وعن الخلافات الانتخابية داخل تيار المستقبل، قال: "لم يعد الانسياق الشعبي يسير نحو مشروع بعينه، كما أن الانتماء العشائري له وقعه وتأثيره، وهذا الواقع ينسحب على جميع القوى والأحزاب السياسية".

وتابع: "لم تستطع أي قوة سياسية أن تدعي بأنها حصدت إنجازات كبرى، وبالتالي تعمل على تسويقها لجني ثمرتها انتخابيا، ولا بد من الإقرار بأن التعويل يكون عادة بالعزف على الوتر الطائفي أو المذهبي".

 

اقرأ أيضا: ألف مرشح للبرلمان في لبنان وعدد قياسي من النساء

وفي الانتخابات المقبلة يقترع الناخبون، للمرة الأولى في لبنان، على أساس النظام النسبي، الذي قسم البلد إلى 15 دائرة انتخابية، لاختيار 128 نائبا مناصفة بين المسلمين والمسيحيين.


وتتوزع مقاعد المسلمين بواقع 27 مقعدا للسُنّة، و27 للشيعة، وثمانية للدروز، ومقعدين للعلويين.


وضمن المسيحيين يوجد 34 مقعدا للموارنة، و14 للروم الأرثوذكس، وثمانية للروم الكاثوليك، وستة للأرمن، ومقعد إنجيلي وآخر مخصص للأقليات المسيحية.