ملفات وتقارير

إسرائيل تسأل: هل انتهت العمليات الفردية وعادت المنظمة؟

عوفر: المقلق في هذه الهجمات يتمثل في أن المنفذين في الأحداث الأخيرة جميعها تمكنوا من الانسحاب

قال يوحاي عوفر، المراسل العسكري الإسرائيلي، إن الهجمات الفلسطينية الأخيرة ضد أهداف إسرائيلية خلال الشهر الماضي أظهرت أن طريقة عمل المهاجمين الفلسطينيين باتت تتغير، بحيث بات يطرح السؤال: هل الهجمات العفوية والفردية تقترب من نهايتها؟

وأضاف: "جميع منفذي الهجمات الفلسطينية الثلاث، التي أسفرت عن مقتل إسرائيليين، تمكن منفذوها من الانسحاب من المكان، وكأن هناك أيديا تقف خلفهم، رغم أن الجيش الإسرائيلي كان ينشر عقب كل عملية تعزيزات هائلة من قواته للقبض على المنفذين، دون جدوى، الذين ينجحون في الاختفاء بسرعة، من خلال مساعدة آخرين، يقدمون لهم العون للخروج من ساحة العملية، وربما يوفرون لهم مخبأ للبقاء بعيدا عن قوات الأمن الإسرائيلية".

وأوضح عوفر، في صحيفة مكور ريشون، أن هذه الهجمات وقعت بعد فترة من الهدوء الأمني النسبي في المناطق الفلسطينية، لكن الأسابيع الأخيرة شهدت عدة هجمات دامية في الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل اثنين من المستوطنين، فيما تم إلقاء القبض على عدة مسلحين فلسطينيين كانوا يهمون باقتحام إحدى المستوطنات لتنفيذ عملية.

وأكد أن المعطى المقلق في هذه الهجمات يتمثل في أن المنفذين في الأحداث الأخيرة جميعها تمكنوا من الانسحاب من ساحة العملية، وهي ظاهرة غير مألوفة للمخابرات الإسرائيلية في السابق، وما زال الجيش الإسرائيلي يبحث دون جدوى عن منفذي تلك الهجمات.

ورغم أن بعض هذه الهجمات لم يكن يحتاج أسلحة فتاكة، أو تدريبات عالية المستوى، لكن المبادرة لتنفيذها في وقت تزدحم فيه المركبات على الطريق العام، وسط المسافرين العرب واليهود، يعني أن المنفذ كان يعرف مسبقا ما الذي ينوي القيام به.

وختم بالقول: رغم أن التحقيقات الأمنية التي قامت بها أجهزة الأمن الإسرائيلية حول الهجمات، التي وقعت منذ أكتوبر 2015، أشارت إلى أن معظمها كان نتيجة قرار لحظي للمنفذ، ولم يسبقه تخطيط، كأن يقرر إحراق سيارة مستوطن، أو دعس جنود على حاجز، أو طعن أحدهم، لكن العمليات الأخيرة باتت تسجل تغيرا ملحوظا مختلفا عن النمط السابق، وتؤكد أنها تنم عن تخطيط مسبق.