معاريف: الصدفة المحضة تفصل إسرائيل وحماس عن حرب شاملة

قال يوسي ميلمان، الخبير الأمني الإسرائيلي بصحيفة معاريف، إن النقطة الفاصلة بين الحرب والهدوء في غزة تأخذ بالضيق مع مرور الوقت؛ لأن التنظيمات الصغيرة في القطاع تواصل تشكيل تحدّ لحركة حماس.

وأضاف: في ظل تواصل إطلاق الصواريخ من جهة، واستمرار تدهور الوضع الإنساني في القطاع من جهة أخرى، فإن ذلك قد يدفع الجانبين لمواجهة جديدة، مع أن السبب الأساسي الذي يجعل التوتر الأمني المتصاعد في غزة لا يذهب نحو مواجهة شاملة هي الصدفة البحتة.

وأشار إلى أنه رغم تواصل تساقط القذائف الصاروخية على إسرائيل، دون أن تترك أضرارا أو إصابات، لكن الجيش يبادر بقصف مواقع عسكرية لحماس، ويبدو أن المجموعات التي تستمر في إطلاق القذائف الصاروخية معنية بإحراج حماس من جهة، واستدراج إسرائيل لمواجهة عسكرية مع غزة.

هذا التوتر يتزامن مع تدهور الوضع الاقتصادي في القطاع بصورة تدريجية مقلقة، فعدد الشاحنات التجارية التي تدخل القطاع من معبر كرم أبو سالم تناقصت بما يزيد على 50%، من 800 شاحنة إلى 300 يوميا؛ بسبب تراجع القوة الشرائية للفلسطينيين المليونين المقيمين في القطاع، فلم يعد لديهم أموال يشترون بها.

وفي حال تم تنفيذ قرارات الرئيس ترامب بتقليص المساعدات المالية المقدمة للسلطة الفلسطينية والأونروا، فإن الضائقة الإنسانية في غزة سيكون من الصعب تخيل أبعادها على الأرض، لكنها حتما ستبلغ الذروة.

وأوضح أن المستويين السياسي والأمني في إسرائيل باتا على قناعة بأنه لا بد من التخفيف من أوضاع غزة الكارثية، بالتزامن مع انعقاد اجتماع للدول المانحة في بروكسل قبل أيام، لكن تبين لاحقا أنه لا أحد يسارع في وضع يده في جيبه.

مع العلم أن هناك إشكالية تواجه التعامل الإسرائيلي مع غزة، يكمن في وجود خلافات داخلية في الحكومة إزاء هذه القضية المتفاقمة، فوزير الدفاع أفيغدور ليبرمان يعارض أي محاولة لإعادة إعمار غزة طالما أن حماس لم توافق على تفكيك سلاحها، وإعلان غزة منطقة منزوعة من السلاح، وهذا لن يحدث بالطبع، فحماس تفضل الحرب على تحقيق هذا المطلب؛ لأنه يعني انتحارا ذاتيا للحركة.

كل ذلك يعني عدم وجود حلول عملية للمأساة القائمة في غزة، فالطرفان، حماس وإسرائيل، ليستا راغبتين بجولة جديدة من الحرب، لكن ما فصلنا عن اندلاع هذه الحرب طوال الأشهر الماضية التي شهدت تبادلا لإطلاق القذائف الصاروخية لم يكن سوى الصدفة المحضة!