نشر موقع "ميديكال نيوز توداي" الأمريكي تقريرا، تحدث فيه عن ظاهرة الشعر الأبيض أو الشيب، وعرض مختلف الأسباب التي تؤدي إلى تغير لون الشعر عند الإنسان، لعل أهمها الجينات الوراثية والعادات الغذائية ونمط الحياة، مع العلم أن ظهور الشيب ليس له علاقة بالعمر.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن جسم الإنسان يملك الملايين من بصيلات الشعر الموجودة في بطانة الجلد. وتنتج هذه البصيلات صبغيات تحتوي على مادة "الميلانين"، وبمرور الوقت، يقل إنتاج هذه الصبغيات، ما يؤدي إلى تحول لون الشعر إلى الأبيض. ومن بين الأسباب الرئيسية لتغير لون الشعر وظهور الشيب نقص الفيتامينات والتدخين.
وذكر الموقع أن النقص في الفيتامين ب 6 وب 12، والبيوتين، والفيتامين د، أو فيتامين أ، قد يساهم في تحول الشعر إلى اللون الرمادي. وفي دراسة أصدرت سنة 2015، ضمن مجلة التنمية، تم ربط النقص في الفيتامين د 3 والفيتامين ب 12 بتقلص إنتاج الصبغيات في الشعر. كما أثبتت دراسة أخرى سنة 2016، أن انخفاض معدل مصل الفيريتين الذي يخزن الحديد في الجسم، والفيتامين ب 12 والكولسترول غير الضار يسبب الشيب حتى في سن الخامسة والعشرين.
وأورد الموقع أن الشيب المبكر يرتبط بالجينات الوراثية، كما تلعب الأعراق دورا هاما في ضعف إنتاج الصبغيات في الشعر. ويعزى ظهور الشعر الأبيض إلى اختلال عوامل الأكسدة، واختلاطها بعوامل الإجهاد النفسي، وهو ما يسمى "الإجهاد التأكسدي". ويسبب "الإجهاد التأكسدي" اختلالا عندما لا تكون مضادات الأكسدة كافية لمواجهة تلف الخلايا، وهو ما يؤدي للشيخوخة والإصابة بمرض البهاق، الذي يسبب موت خلايا "الميلانين"، وبالتالي بياض الشعر.
وأشار الموقع إلى أن بعض الحالات الطبية من شأنها أن تساهم في عملية ظهور الشيب، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية، كمرض "الثعلبة" الذي يسبب تساقط شعر الجسم، خاصة في منطقة الرأس. وعندما ينمو الشعر مرة أخرى يكون أبيض اللون؛ نظرا لنقص "الميلانين". ويجهل الكثيرون أن ضغوط الحياة لها دور في تفاقم هذه المشكلة. فقد أثبتت دراسة من جامعة نيويورك أن الجسم يستنزف الخلايا المسؤولة عن لون الشعر عندما يكون معرضا دائما للضغط النفسي.
وأفاد الموقع بأن المدخنين أكثر عرضة للشيب قبل سن الثلاثين مقارنة بغيرهم، وذلك حسب دراسة صدرت عن مجلة إلكترونية إيطالية مختصة في الأمراض الجلدية سنة 2013. ومن بين مسببات الشيب صبغات الشعر الكيميائية ومنتجات الشعر التي تتسبب في تلف نسيج الشعر وتغير لونه، فهي تساهم في تقليل نسب "الميلانين". كما تساهم مادة "بيروكسيد الهيدروجين" الموجودة في صبغة الشعر في تسريع تلف وبياض الشعر.
وعرض الموقع الطرق التي من شأنها وقاية الشعر من عوامل الشيب والشيخوخة المبكرة، من بينها اتباع نظام غذائي غني بالمغذيات الأساسية والفيتامينات. وفي هذا الصدد، ينصح بتناول المواد المضادة للأكسدة، مثل الغلال والخضر الطازجة، والشاي الأخضر، وزيت الزيتون، والسمك. كما تعتبر المأكولات البحرية، والبيض، واللحوم، مصادر غنية بالفيتامين ب 12، فضلا عن الحليب والسلمون والجبن، وهي مصادر ممتازة للفيتامين د. ولكن، من الضروري الإقلاع عن التدخين.
وذكر الموقع جملة من العلاجات والأصباغ الطبيعية التي تستطيع تغطية الشعر الأبيض دون اللجوء إلى المواد الكيميائية، مثل أوراق الكاري الممزوجة مع زيت الشعر التي يمكن أن تبطئ ظهور الشعر الرمادي. كما يعتبر عصير المنكسفة المفترسة الممزوج مع زيت جوز الهند وزيت السمسم خير حل للحفاظ على سواد الشعر طويلا. ويمكن أيضا استخدام بودرة الأملج المخلوطة بزيت جوز الهند لتقوية بصيلات الشعر وتكثيف الصبغيات.
وأورد الموقع أنه يمكن للشاي الأحمر أن يخفي لون الشعر الأبيض حين يمزج مع ملين الشعر، أو عند استعماله في شكل كمادات على الشعر. وتجدر الإشارة إلى أن انخفاض مستوى النحاس في الدم يمكن أن يؤدي إلى ظهور الشيب المبكر. ووفقا لدراسة نشرت سنة 2012، يعتبر كبد البقر والعدس واللوز والشكولاتة الداكنة والهليون من المصادر الغذائية الغنية بالنحاس.
ومن بين العلاجات الطبيعية الأخرى الفعالة في الحد من ظهور الشعر الأبيض زيت نبات الليف، المعروف بقدرته على استعادة صبغيات الشعر، وتحفيز جذور الشعر على النمو. ويمكن لزيت نبات الليف منع الشعر من التحول إلى اللون الأبيض في حال تم استعماله بانتظام في تدليك فروة الرأس.
وفي الختام، بين الموقع أن تشخيص حالة تغير لون الشعر وتلقي العلاج المناسب يمكن أن يحد من ظهور الشعر. فالاستخدام المنتظم للعلاجات الطبيعية قد يبطئ وربما يعكس عملية تحول لون الشعر إلى الأبيض.