في محاولة منه للتفكير خارج الصندوق، قدم كاتب إسرائيلي اقتراحا مثيرا، يقضي بضم السفارة الأمريكية في "تل أبيب" إلى مدينة القدس المحتلة دون أن تتحرك من مكانها.
ورأى الكاتب الإسرائيلي يارون لندن، أن الاعتراف الأمريكي الرسمي بالقدس "عاصمة لإسرائيل، من شأنه أن يكلفنا الكثير، حتى إن الفائدة الفعلية له تنطوي على قيمة رمزية"، مضيفا أنه "من أجل الرموز تتم التضحية بالبشر".
وفي طرح مثير له، و"تفكير خارج الصندوق"، اقترح لندن "دفع (توسيع) حدود القدس حتى شاطئ تل أبيب، وهكذا تكون السفارة الأمريكية في شارع هيركون بتل أبيب، قد وقعت في غرب مدينة القدس دون أن تتحرك من مكانها".
وأضاف في مقال هل بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنه "في غياب أي تغيير حقيقي في الوضع الراهن، ستهدأ نفوس المسلمين، وفي الوقت نفسه سيتم الوفاء برغبة اليهود في إقامة السفارة في القدس".
اقرأ أيضا : هل تمنع الرياض ترامب من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل؟
ولفت الكاتب الإسرائيلي، إلى أن "توسيع القدس حتى الحدود الغربية لن يكون سابقة، لأن الحدود البلدية مرنة وتتسع وتتقلص وفقا لاحتياجات السكان وأهواء السياسيين".
وأوضح لندن، أن "القرار المتعجل والأحمق الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بعد حرب الأيام الستة (1967)، خلق مدينة واسعة النطاق تضم أقل عدد ممكن من العرب"، مضيفا أن "عدد العرب ازداد بشكل أسرع مما كان متوقعا، وأصبحت نسبة اليهود بين سكانها الآن حوالي 60 بالمئة، وهي أصغر مما كانت عليه قبل الحرب العالمية الأولى".
وكيل عقارات ماكر
ونظرا "للذعر الديموغرافي، تم توسيع القدس إلى الغرب لاستيعاب المزيد من اليهود، ولكن هذا لا يكفي أيضا، لأنه في غضون سنوات قليلة سيتساوى عدد اليهود والعرب في القدس"، وفق الكاتب الذي أشار إلى أن واشنطن تعتقد بأن بناء السفارة سيستغرق أربع سنوات، ولكن من سمع عن مبنى في إسرائيل تم الانتهاء من بنائه في الوقت المحدد؟".
ووفق توقعات "مكتب الإحصاءات" التابع للحكومة الإسرائيلية، نوه لندن إلى أنه "ستتم إضافة مليون مواطن على الأقل إلى إسرائيل خلال فترة البناء، وسيرغب معظمهم بالعيش في وسط إسرائيل، وسرعان ما سيتم سد الفجوة بين القدس وموديعين وبين موديعين وأطراف تل أبيب".
و"موديعين"، هي مستوطنة إسرائيلية مخصصة لليهود الحريديم المتشددين، أقيمت عام 1993 في الضفة الغربية غرب مدينة رام الله، على الطريق بين مدينة القدس المحتلة و "تل أبيب".
اقرأ أيضا : صحيفة: ابن سلمان عرض على عباس أبو ديس بدلا من القدس
وشدد الكاتب الإسرائيلي، على أهمية "تشجيع هذا الاتجاه من أجل إنشاء قطاع عمراني يكون بمجمله تابعا للقدس"، معتقدا أنه "لن يمضي وقت طويل على الإعلان عن إنشاء القدس العظيمة، حتى تحاط هذه المدينة الشاسعة بأكملها بهالة من القداسة، كما تحاط الآن بحدودها الحالية".
وقال: "أرض صهيون والقدس، ستصبح أرض صهيون هي القدس"، وفق زعمه.
وخلال فحص قام به الكاتب لندن، لفت إلى أن "المسافة بين معاليه أدوميم ومرسى تل أبيب ليست أكثر من المسافة بين شمال نيويورك ونادي ترامب للغولف"، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو "وكيل عقارات ماكر، قد يفهم ما أفكر فيه".