يمتلك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مهارة احتواء هجوم منتقديه بالتحلي باللباقة وروح الفكاهة، لكنه تعرض لانتقادات واسعة في الداخل، عندما حاول استحضار هذه الملكة خلال جولته الحالية في أفريقيا.
وفي مقابلة أذيعت في وقت متأخر الأربعاء، رفض ماكرون ما تردد عن أنه أساء إلى رئيس بوركينا فاسو روك مارك كابوري، عندما قال لمجموعة من الطلاب الجامعيين إن رئيسهم ترك القاعة لكي يصلح تكييف الهواء. وقال ماكرون إن الانتقادات "سخيفة".
وقع ذلك في جلسة صاخبة استغرقت 90 دقيقة في جامعة واجادوجو.
وعندما استفز أحد الطلاب الرئيس الفرنسي بشأن ما يمكن أن يفعله تجاه مشكلة انقطاع الكهرباء المزمنة في بوركينا فاسو، قال الرئيس البالغ من العمر 39 عاما: "أنت تتحدث إلي كأنني قوة مستعمرة، لكنني لا أرغب في الاعتناء بالكهرباء في بوركينا فاسو. هذه مهمة رئيسكم".
وتحولت الأصوات التي سعت لمقاطعته إلى ضحك وتصفيق.
وعندما غادر كابوري القاعة في وقت لاحق، قال ماكرون مازحا: "أرأيتم. لقد ذهب. لقد تركنا ليصلح تكييف الهواء". وعاد كابوري بعد وقت قصير والابتسامة تعلو وجهه.
وأثار تعليق ماكرون موجة ردود فعل على شبكات التواصل الاجتماعي، بين مدافعين عن روحه المرحة، ورافضين لتلميحاته التي تصوره كأنه يوجه الرئيس الأفريقي.
وذهب معارضوه في أقصى اليسار إلى حد وصف تصريحاته بأنها "قريبة من العنصرية".
وفي مقابلة مع شبكة (فرنسا 24)، قال ماكرون: "هذا سخيف. بيننا علاقة متساوية، وهذا يعني أنه
يمكننا المزاح مع بعضنا البعض".
وليست هذه أول واقعة يواجه فيها ماكرون متاعب بشأن لغته. وقد واجه انتقادات واسعة النطاق الصيف الماضي، بعدما قال إن أفريقيا تواجه مشكلات "تتعلق بالتحضر".
وفي فرنسا، أثار الرئيس غضب البعض، عندما وصف معارضيه بأنهم "كسالى"، وحث العمال على "الكف عن إثارة حالة من الفوضى الدموية".
ماكرون يحرج الرئيس البوركيني ويضطره للمغادرة غاضبا (فيديو)
ماكرون يتعهد بأفريقيا بتوقف الإملاءات ويعترف بجرائم الاستعمار
وسط مشاعر مناهضة لفرنسا.. ماكرون يبدأ جولة أفريقية الاثنين