طب وصحة

بين الخطأ والصواب.. هذه أبرز المعلومات حول الأكزيما

يعد التهاب الجلد التأتبي مرضا وراثيا نسبيا- أرشيفية
نشرت مجلة "آل" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن أسباب الإصابة بمرض "الأكزيما" (أو التهاب الجلد التأتبي)، وقدمت بعض النصائح حول كيفية علاجه. كما استعرضت خمس معلومات متداولة حول هذا المرض الجلدي مع تصحيح الخاطئ منها.
 
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المعتقد السائد حول تسبب التوتر في الإصابة بالأكزيما ليس صحيحا تماما. في الوقع، إن الإصابة بمرض "أكزيما التماس" أو ما يعرف بمرض التهاب الجلد التماسي، ناتج عن الحساسية المفاجئة من المعادن، أو المجوهرات، أو العطور، أو مستحضرات التجميل وغيرها من المواد الأخرى المهيجة، لأن ملامستها للجلد لفترات طويلة تضعف الجهاز المناعي.
 
وذكرت المجلة أن التهاب الجلد التأتبي هو مرض وراثي نسبيا. وحسب الباحثة وطبيبة الأمراض الجلدية، أودري نوسبوم، فإن هذا المرض "يظهر عموما منذ مرحلة الطفولة، ويتميز بعيب متعلق بنفاذية الجلد، ومرتبط برد فعل غير طبيعي  للجهاز المناعي"، إذ يسمح الجلد بتمرير جميع أنواع الجزيئات، مما يتسبب في ظهور الالتهابات.
 
ومع ذلك، يعتبر التوتر من أسباب الإصابة بالأكزيما، إذ يعزز انتشار الالتهابات في حال الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي. وأضافت الدكتورة نوسبوم أن "هذا الأخير يعتبر في حد ذاته مصدرا للتوتر مما ينجر عنه الدخول في حلقة مفرغة".
 
وأوردت المجلة أنه لا يمكن علاج الأكزيما عبر التوقف عن تناول منتجات الألبان. ولعل ذلك ما أكده أخصائي الأمراض الجلدية، كارل بول، الذي أوضح أن "التخلي عن تناول منتجات الألبان ليس له تأثير على الأكزيما. فآلية هذا المرض مختلفة عن آلية الحساسية المفرطة من بعض المكوّنات الغذائية".
 
وأوضحت المجلة أنه في حالة التحسس من منتجات الألبان، فإن ذلك لا يسبب الإصابة بالأكزيما لأن هذا المرض مرتبط أساسا بمشاكل الجلد. إلى جانب ذلك، إن الحساسية من اللاكتوز تتسبب في أعراض على مستوى الجهاز الهضمي، أما بالنسبة للحساسية ضد بروتين الحليب، التي تؤثر على حوالي ثلاثة بالمائة من الأطفال، وأقل من 0.3 بالمائة من البالغين، فأعراضها تتمثل في القيء، وآلام المعدة، أو الطفح الجلدي.
 
أما في حالة تعايش الأكزيما مع الحساسية، فذلك يعود لسبب آخر. فقد أوضح البروفسور كارل بول أن ذلك يعود إلى "بعض العوامل الوراثية المشتركة بين الأكزيما، والحساسية الغذائية أو الربو. وهو ما يسمى بالمكان الخصب لتفاقم الالتهابات التأتبية".
 
وأوردت المجلة أن المعتقد المتعلق بأن استخدام كريمات الكورتيزون غير خطير في علاج الأكزيما، صحيح. في هذا الصدد، أفادت الدكتورة نوسبوم بأن "المرضى لا يقومون بتطبيق كريمات الكورتيزون بما فيه الكفاية، في معظم الأحيان". كما أشارت إلى أن الكورتيزون الموضعي الذي لا يخترق الدم، لا يكون له نفس الآثار الجانبية مثل الكورتيزون الذي يؤخذ عن طريق الفم (مثل زيادة الوزن، وهشاشة العظام). أما فيما يخص كيفية تحديد الجرعة المناسبة التي يجب تطبيقها فيقوم المتخصصون باستعمال وحدة "طرف الأصبع".
 
وبينت المجلة أنه من الخطأ الاعتقاد في أن المصاب بمرض الأكزيما في حاجة إلى شرب كمية كبيرة من الماء. حيال هذا الشأن، أشارت الدكتورة نوسبوم إلى أن "الجلد المصاب بالأكزيما يعاني في الحقيقية من الجفاف، لكنه لا يحتاج إلى المزيد من المياه بقدر حاجته إلى الدهون لتعزيز الحاجز المائي الدهني"، وهو ما يمنع تبخر المياه ومرور المواد المسببة للحساسية المحتملة.
 
وأوضحت المجلة أن أول علاج يقع وصفه في الوقت الراهن لمرضى الأكزيما هو المرطب الذي ينبغي أن يطبق على موضع الإصابة في الصباح والمساء. وقد أكد البروفيسور بول أن هذا العلاج أثبت نجاعته. فمن خلال دراسة أجريت على الرضع، أثبت الباحثون أن خطر الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي عند الرضع ذوي القابلية الجينية العالية، ينخفض بشكل كبير من خلال تطبيق الكريمات المرطبة فقط.
 
وفي الختام، أكد الدكتور كارل بول أن الأشعة فوق البنفسجية تلعب دورا في علاج الأكزيما، حيث أوضح أن "الشمس تقلل من ردود الفعل المناعية للجلد". كما يعتبر العلاج بالضوء من بين العلاجات المعتمدة، ولكن هذا لا يعني تعريض جسمك لأشعة الشمس دون حماية، أو اللجوء إلى مقصورة التشمس الاصطناعي! وإنما ينبغي أن تذهب إلى مركز الأمراض الجلدية، حيث يتم استخدام أشعة فوق بنفسجية خاصة، تمتلك الخصائص العلاجية.